الأسد لبوتين: ساهمتم بدحر القوى الإرهابية التكفيرية.. ودمشق تردّ على أنقرة: احتلالكم عفرين تهديدٌ لأمننا

أكّد الرئيس الأسد أن «حيازتكم على هذه الثقة الاستثنائية من الشعب الروسي نتيجة طبيعية لأدائكم الوطني المتميّز، وخدمة مصلحة روسيا الاتحادية بكل كفاءة وإخلاص»، مضيفاً أن «الاتحاد الروسي بقيادتكم وقف ضد الإرهاب قولاً وفعلاً، وساهمتم مساهمة مشكورة مع الجيش السوري بدحر القوى الإرهابية التكفيرية عن معظم الأراضي السورية، الأمر الذي خلص بقعاً أخرى من العالم من هذه الآفة التي كان يمكن أن تمتدّ لولا إجراءاتكم المشهودة هذه والتي لن ينساها التاريخ لكم».

وختم قائلاً إن «مواقف روسيا في المنابر والمحافل الدولية تعكس نبض شعبكم وكل الشعوب الطامحة إلى تحقيق العدل والعدالة بين الدول على أساس الكرامة المتساوية لجميع الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، على خلاف قوى الهيمنة والاستعمار التي لا تقيم لكرامات الدول والشعوب وزناً».

إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن احتلال قوات النظام التركي لمدينة عفرين عمل غير مشروع يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مطالبة القوات الغازية بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية التي احتلّتها.

وقالت الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي اليوم «إن رئيس النظام التركي أعلن بتاريخ 18 آذار 2018 سيطرة قواته الغازية على مدينة عفرين السورية وذلك بعد عدوان استمر طوال الشهرين الماضيين. وقد كانت نتيجة هذا العمل غير المشروع والذي يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مقتل وجرح الآلاف من المواطنين في مدينة عفرين ومحيطها، كما أدى هذا الفعل الإجرامي إلى نزوح عشرات الآلاف من السوريين الذين عانوا من ويلات التشرد والحرمان من الخدمات الأساسية».

وأضافت الوزارة «وفي إطار الجرائم التي ارتكبتها قوات الجيش التركي بما في ذلك سياسة التطهير العرقي فقد تمّ نهب ممتلكات المواطنين وتدمير منازلهم وتوقيف الكثير منهم في أماكن اعتقال تتناقض أوضاعها مع القانون الدولي الإنساني، وبما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية».

وأشارت الوزارة إلى أن جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أكدت ضرورة الحفاظ على وحدة أرض وشعب سورية واحترام سيادتها إلا أن نظام أردوغان لم يكتف بانتهاك أبسط قواعد حسن الجوار وحقوق الإنسان، بل إنه يهدّد بكل صلف باحتلال مزيد من الأراضي السورية في محافظات حلب والرقة والحسكة.

وأوضحت الوزارة أنه لا يمكن الفصل بين هذه السياسات والعدوان المستمرّ الذي تقوم به الولايات المتحدة وتحالفها غير المشروع على سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها.

وقالت الوزارة «في الوقت الذي تدين فيه الجمهورية العربية السورية هذا الاحتلال التركي وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات التركية الغازية بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية التي احتلّتها فإنها تتوجّه مرة أخرى إلى مجلس الأمن لتحمّل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات والعمل على انسحاب القوات التركية الفوري من الأراضي السورية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المواطنين السوريين الذين كانوا ضحية لهذه السياسات العدوانية التركية».

وختمت الوزارة رسالتيها بالقول «إن هذه الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدّد حياة المدنيين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب، بل تطيل أمد الحرب على سورية خدمة للإرهاب وداعميه وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم».

وفي السياق، أعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن «قلقها الشديد» إزاء التقارير الواردة من مدينة عفرين، وذلك في ضوء سيطرة القوات التركية عليها بعد معارك مع الوحدات الكردية.

وأكدت أن الولايات المتحدة «لا تعمل» في منطقة عفرين وأنها «قلقة للغاية بشأن التقارير الواردة من المدينة»، بحسب قولها.

من جهتها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإتاحة مجال أكبر أمامها للوصول إلى المدنيين في عفرين في ظل استمرار العدوان الذي يشنّه النظام التركي على المنطقة.

ونُقل عن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير قوله للصحافيين في جنيف: إن «مصداقية الهلال الأحمر التركي الذي يعمل في عفرين أقرب إلى الصفر وسط السكان المدنيين في عفرين» مضيفاً: «إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تساعد البعض من آلاف النازحين المدنيين الذين فرّوا إلى قرى ريف حلب، ولكنها بحاجة للوصول بشكل منتظم إلى عفرين لكون المدنيين لهم حق الحصول على مساعدات».

وارتكب النظام التركي خلال عدوانه على منطقة عفرين العديد من المجازر بحق المدنيين، حيث استشهد وجرح أكثر من 1100 شخص إضافة إلى تدمير عشرات الأفران ومحطّات ضخّ المياه والكهرباء وأبراج الاتصالات ناهيك عن تشريد وتهجير عشرات آلاف المدنيين من منازلهم.

وكان الآلاف من أهالي عفرين لجأوا خلال الأيام الماضية إلى بلدتي نبل والزهراء المجاورتين هرباً من قصف النظام التركي ومرتزقته الذي طال القرى والبلدات ومركز مدينة عفرين وتسبّب بوقوع دمار كبير وانقطاع المياه عن المدينة ونقص حاد في المواد الغذائية والأساسية.

ميدانياً، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا عازمة على مواصلة عملية «غصن الزيتون» في سورية حتى تتمكن من القضاء على «الإرهابيين» في منبج والقامشلي وعين العرب، على حد تعبيره.

وأضاف أردوغان في كلمة له حول عملية «غصن الزيتون» التي يجريها الجيش التركي بمساندة مقاتلين سوريين في منطقة عفرين السورية:»حتى اليوم تم تحييد 3622 إرهابيا في عفرين» بحسب قوله.

وأشار الرئيس التركي إلى أنه «من الممكن أن تدخل القوات المسلحة التركية منطقة سنجار شمال العراق على حين غرّة، ونطهرها من عناصر بي بي كا»، على حد قوله.

واعتبر أردعان أن ما يقوم به الجيش التركي في عفرين ومناطق أخرى هو كفاح من أجل الأمن القومي التركي.

وفي السياق، لقي 11 شخصاً مصرعهم صباح أمس، 4 منهم من عناصر «الجيش الحر» المشارك مع القوات التركية الغازية في عملية «غصن الزيتون»، جراء انفجار وسط مدينة عفرين شمال سورية.

وأشارت مصادر إلى انفجار قنبلة في مبنى من أربعة طوابق في بلدة عفرين شمال غرب سورية أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وأربعة من عناصر «الجيش الحر» خلال الليل.

وأضافت أن القنبلة التي زرعها المسلحون الأكراد انفجرت أثناء قيام عناصر من «الجيش الحر» بعملية بحث عقب دخول قوات «غصن الزيتون» إلى مدينة عفرين وإعلان السيطرة الكاملة عليها الأحد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى