مهنا: اخترتَ طريق الحزب لنسترجع فلسطين ولنضيء الزمن الآتي بمنارات النهضة نصير: قاومتَ بالفكر والعمل والثورة لإقامة نظام العدل الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين المناضل ميشال الخوري في مأتم حزبي وشعبي، وشارك في التشييع إلى جانب عائلة الراحل، وزير شؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، راعي كنيسة مار يوحنا المعمدان مدافن مار الياس بطينا الأب جيراسيموس عطايا وعدد من الآباء والكهنة، مخاتير وفاعليات وهيئات إجتماعية.

وتقدّم المشيّعين ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا، العميد قيصر عبيد، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب د. مروان فارس، رئيس لجنة تأريخ الحزب لبيب ناصيف، مرشح الحزب عن دائرة بيروت الثانية فارس سعد، منفذ عام بيروت حسام زلزلي وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الطلبة الجامعيين في بيروت بسام جعفر، وجمع من القوميين والموطنين.

تعريف

ألقى سمير ثابت كلمة تعريف عدّد فيها مزايا الراحل وسيرته الحزبية والنضالية منذ انتمائه الى الحزب، حيث كان نموذجاً ومثالاً يُحتذى به للقومي الاجتماعي المؤمن بقضيته وعقيدته التي نذر حياته من أجلها.

كلمة الأصدقاء والعائلة

وألقى المحامي نظام نصير كلمة أصدقاء الراحل والعائلة ومما جاء فيها: أبا ربيع، حضرة الأمين الجزيل الاحترام، أيها الوالد والأخ والصديق، يا إبن فلسطين الحبيبة.

أقف بحضرتك اليوم لأرثيك بكلمات صادرة من شرايين قليي وأعماق وجداني .

أقف اليوم بحضرتك وأنا لا أصدق بأنك رحلت عنا في هذا الزمن الصعب ونحن بأمسّ الحاجة إليك .

كنت فلسطينياً ولبنانياً وشامياً فعكست بأمانة نهضة الأمة ووحدتها بعضويتك فجاءت ممارساتك تطبيقاً كاملاً لمعادلة سعاده بأنّ الخطر القادم من جنوب الأمة هو خطر على كلّ الأمة.

أبا ربيع، يا حبيب قلوبنا جميعاً، يا مالئ فضائنا في الوطن وعبر الحدود فكان منزلك في عبر الحدود ملجأ دافئاً لكلّ الرفقاء والأصدقاء.

تجاوزت أوجاعك الشخصية التي لازمتك منذ شبابك وصمّمت على مواجهة أمراض الأمة وأوجاعها، قاومت بالفكر والعمل فكان لك شرف المشاركة في الثورة القومية الاجتماعية الثانية التي استهدفت إقامة نظام العدل الاقتصادي والعدل الاجتماعي والعدل الحقوقي، وسجنت على مدى أربع سنوات فكنتَ رمزاً وطليعة للصابرين على الظلم والاستبداد.

وإذ نحن نودّع اليوم مناضلاً من مناضلينا الشرفاء الأنقياء الذي كرّس حياته للعمل والنهضة دون كلل او ملل نحيّي زوجتك المناضلة أم ربيع التي ساهمت معك في إنشاء عائلة قومية اجتماعية وتشاركت معك في حمل الرسالة فشكلتما معاً نموذج العائلة القومية الاجتماعية فكانت أم ربيع بقلبها وسواعدها وبسمتها تبلسم الجراح وها هو الرفيق ربيع يكمل حمل الرسالة وكذلك رائدة وربى.

ها أنت تنضم اليوم الى رفقاء النضال حنا قيصر ورضا خطار ومها غملوش وإسكندر سويدان وجوزيف عون وقادتنا الأبطال والشهداء، وإنني على يقين بأنك كما كنت نجماً على الأرض ستكون نجماً في السماء. وقسماً بقسمي وقسم الأبطال والمناضلين والشهداء بأننا لن نحيد عن قيم النهضة ومبادئها ولن نسلّم تاريخنا للواهمين، فالتاريخ يصنعه الأبطال المؤمنون بصحة العقيدة ولا تصنعه الأمجاد الزائفة.

في الختام اسمحوا لي باسمي وباسم رفقاء «أبو ربيع» في المغترب الحاضرين منهم والغائبين ومنهم رفيق دربك مهاب وآخرين من رفقائك الذين لم يتمكّنوا من المشاركة، ان أتقدّم بأحرّ التعازي الى العائلة الحبيبة.

كما اسمحوا لي باسم عائلة الفقيد ان أشكر حضوركم جميعاً لمواساتها بفقيدها الغالي.

وتأكد يا رفيقي يا حضرة الأمين بأنّ حضورك سيبقى قوياً رغم هذا الغياب.

كلمة مركز الحزب

وألقى ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا كلمة مركز الحزب وجاء فيها: الأمين ميشال خوري إسم علم، ورجل نهضوي، أحد أركان هذا الحزب العظيم، من رجاله من مناراته، من مقاوميه ومجاهديه وأبطاله.

رفع مشعل النهضة منذ مقتبل عمره، برّ بقسمه حتى الرمق الأخير، مُجسداً إيماناً بعقيدة محيية، عقيدة حياة تجعل منا ومن كلّ عضو في الحزب واحداً من أبناء الحياة من أبناء النور من أبناء النهضة النوارة.

الأمين ميشال انتمى الى حزب بَعَثه في هذه الأمة ليكون خشبة خلاصها، باعث النهضة الزعيم القدوة أنطون سعاده.

أراده أن يكون خلاص الأمة، أمةً، مجتمعاً حضارةً وهوية، كياناً نفاخر به بين الأمم.

هذا الحزب الذي آمنت به يا ميشال، أيها الرفيق أيها الأمين، في وجدان أعضائه وقياديّيه، هذا الحزب تحيّيك قبضات أبطاله في مقاومة العدو اليهودي الصهيوني، في التصدّي للإرهاب الذي يجتاح أمتنا، انّ فلسطين قبلة جهادنا القومي، انت أبن فلسطين وديعة السماء على الأرض، انت أبن فلسطين الذي آمن بأنّ طريق تحريرها هو في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي بعثه في هذه النهضة رسولٌ عبقريٌ فذّ، تعاليمه أفكاره مبادئه كم نحتاجها في كلّ ساعة، في كلّ زمن، في كلّ محطة، وكم كان رؤيوياً عندما أدرك مصيرية الخطر اليهودي لا على فلسطين بل على كلّ الأمة، على لبنان والشام وعلى الأردن والعراق وعلى كلّ حبة تراب من أمتنا.

كما أدرك وجودية الخطر الصهيوني في الجنوب أدرك مصيرية الخطر في الشمال، حيث تتزاحم قوات غازية سلخت في الماضي جزءاً من أرضنا القومية في أنطاكية ونحن أنطاكيون، هذا فضاؤنا من فلسطين إلى أنطاكية، فضاءٌ سوري مشرقي حضاري واحد يجسّد وحدة الأمة خارج كلّ تقسيم خارج «سايكس ــ بيكو» ولعنتها وخارج المذاهب والطوائف التي تجعل منا أفراداً أو عائلات أو متحدات تصارع بعضها بعضاً بدل أن تكون كما أرادها سعاده متحداً قومياً اجتماعياً واحداً يواجه الأعاصير الداخلية والأعاصير الخارجية على السواء.

وتابع: يا ميشال هذا زمن النهضة رغم الظلام ورغم العتمة، ماذا ينقذ لبنان ليعود لبنان كما اشتهيناه كما رجونا أن يكون ضماناً للفكر، مركز إبداع وإشعاع، بمشعل النهضة وهدايتها التي انطلقت من قمم صنين ورحابه لتشعّ في كلّ الأمة.

وها نحن قوميون اجتماعيون نأتي من كلّ حدبٍ وصوب من لبنان من الشام من فلسطين من العراق من الأردن، قوميون حيث كنا في المغترب أو على أيّ جزءٍ من أرضنا القومية.

من بعث فينا هذه الوحدة العظيمة المباركة؟

في الوحدة قوة، في الوحدة منعة، في الوحدة انتصار، وما حزبنا وفكرنا وعقيدتنا إلا هي عقيدة تؤسّس لوحدة الأمة كشرط ضروري لنهضتها وانتصارها.

وتابع: يا أمين ميشال… يا رفيقي… يتحدثون عن المقاومة، وأنت من روادها، اخترت طريق الحزب لنسترجع فلسطين ونزيل عن أرضها هذا الخطر اليهودي الصهيوني الذي زحف وما زال، يبني المستوطنات يهدّد الأرض يرحّل الإنسان يدمّر المقدّسات، انت ابن هذه النهضة الذي وقف مع رفقائه وقيادته جندياً ثائراً متمرّداً متعملقاً في عنفوانه ليحرّر لبنان من آفة النظام الطائفي المريض الذي أوصلنا من حالة بائسة إلى حالة أشدّ بؤساً.

هذا ما نعانيه اليوم من مفاهيم أفكار لا تمتّ إلى عصر النهضة بصلة، بل إلى عصر الانحطاط، النهضة طريق يضيء الزمن الآتي، والنهضة تضع حداً لزمن من أفكار قديمة بالية، زمن كنا نشاهد فيه الفاتحين يغزون بلادنا إلى زمن نشاهد فيه اليوم أبطالاً على أرض فلسطين وعلى أرض الشام يتمسكون بالقضية.

ولو كانت القضية جمراً يحرق إلا أنّ هذا الجمر الذي يضيء الطريق القويم المستقيم لأمتنا لشعبنا لتأتي بعدنا الأجيال ولا تعاني ما عانيناه، ولا تكابد ما كابدناه لتحيا حرة على أرض كريمة خصبة، بعنفوانها بتراثها بحضارتها بمواردها بثرواتها هي أمة الهلال الخصيب.

أضاف مهنا: يا أمين ميشال، باسم حزبك، الحزب السوري القومي الاجتماعي، عهداً وقسماً أن يبقى إيماننا راسخاً بقضيتنا، وبهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبهذا الإيمان سيبقى هتافنا يدوّي في العالم أجمع لتحي سورية وليحي سعاده.

بعد الكلمات تولى فصيل رمزي من نسور الزوبعة حمل النعش على الأكفّ ملفوفاً بعلم الزوبعة يتقدّمه حملة أعلام الزوبعة وجبهة المقاومة الوطنية، وأكاليل الزهر بإسم رئيس وقيادة الحزب، ثم ووري الجثمان الثرى في مدافن مار الياس بطينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى