الخارجية السورية تنتقد الصمت الدولي على استهداف المسلحين دمشق.. وموسكو تندّد بالاعتداءات الدامية عليها

انتقدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الصمت الدولي تجاه الهجمات التي استهدفت دمشق وأدّت إلى سقوط العشرات بين شهيد وجريح، في أحدث مجزرة ارتكبتها الجماعات الإرهابية منذ بداية الأزمة.

وقالت الوزارة في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت دمشق: إن «العصابات الإرهابية المسلحة ارتكبت الثلاثاء، وعشية يوم عيد الأم مجزرة جديدة مروّعة ضد المدنيين الآمنين في سوق شعبية في منطقة جرمانا القريبة من دمشق».

وأضافت الخارجية السورية: «أدّت عمليات إطلاق الإرهابيين للصواريخ على المناطق الآهلة في العاصمة إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص إضافة إلى الأضرار المادية التي أحدثها الاعتداء».

وأشارت الوزارة إلى أن «اللافت للانتباه هو أن ممثلي الدول الذين يهرعون عادة لعقد الجلسات الطارئة لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف لدعم الإرهابيين، قاموا هذه المرة كما جرت العادة بتغييب عقولهم وابتلاع ألسنتهم أمام هول هذه الكارثة التي تمثل مذبحة جديدة ضحاياها من الأطفال والنساء ترقى إلى إبادة بشرية وإلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة السورية تؤكد أن السلوك المنهجي من قبل ممثلي الدول الغربية «يفتقد إلى الحد الأدنى من الحس الإنساني».

واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن «سورية تتوجّه أيضاً إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للدفاع عن قيم ميثاق الأمم المتحدة، والتي أكدت إبعاد شعوب العالم عن ويلات الحروب».

وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية الروسية في بيان، «الاعتداءات الإرهابية الدامية» على دمشق والهجوم على مدينة جرمانا الثلاثاء، والذي أسفر عن استشهاد 37 مدنياً وإصابة 35 آخرين بجروح.

وجاء في البيان: «تدين موسكو بشدّة هذه الاعتداءات الإرهابية الدامية. إننا نعتبر هذه الاعتداءات حلقة أخرى في سلسلة الاستفزازات المستمرة التي تهدف إلى تعطيل التوجهات الإيجابية الرامية لدعم الاستقرار في الغوطة الشرقية وسورية بأكملها».

وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن هذه الاعتداءات تدل بوضوح على استمرار تجاهل المسلحين المتطرفين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401.

وأضاف البيان: «محاولة عرقلة القوات الحكومية السورية في تنفيذ قرارها الحازم بالقضاء على الأوكار الإرهابية في الغوطة الشرقية هي بمثابة تواطؤ مع الفظائع التي يرتكبها الإرهابيون».

ودعت الخارجية جميع أطراف الأزمة السورية إلى الحوار في إطار التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإعادة السلم الاجتماعي والوصول لحل شامل للقضية السورية.

وفي سياق متصل آخر، أفادت وكالة «سانا» السورية بسقوط قذائف صاروخية أطلقها مسلحون استهدفت أحياء سكنية في مناطق متفرقة في العاصمة دمشق أسفرت عن إصابات في صفوف المدنيين وحرائق في المباني.

ونقلت سانا عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية استهدفت أمس، شارع فارس الخوري في منطقة العباسيين بدمشق ما أدّى لاندلاع حريق ووقوع أضرار مادية في عدد من المنازل.

كما ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي أن قذيفة صاروخية سقطت على حي التجارة شرق العاصمة دمشق تسببت بحرائق أيضاً في المركبات.

من جهة أخرى، قال الكرملين في بيان، إن الرئيس فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكدا خلال مكالمة هاتفية أهمية دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة السورية.

ووفقا لبيان المكتب الإعلامي في الكرملين، فقد أعرب الرئيس بوتين لغوتيريش استعداد روسيا مواصلة تقديم المساعدة في مفاوضات جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأشار البيان إلى أن غوتيريش استهلّ حديثه بتهنئة الرئيس بوتين بفوزه بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي.

وتمّ التطرق خلال المكالمة إلى القضايا الدولية الهامة، وبالأخص الأزمة السورية وتأكيد أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل استعادة السلام وتحقيق تسوية سياسية في سورية.

وكانت روسيا عرضت على مجلس الأمن الدولي فيلماً وثائقياً عن خروج المدنيين من الغوطة الشرقية بريف دمشق في سورية.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة المجلس إن الفيلم «يعطي صورة واقعية لما حدث في هذه المنطقة بضواحي دمشق. وآمل بأن يكون لدى أعضاء مجلس الأمن فرصة لمشاهدة هذا الفيلم».

وتمّ نشر الفيلم أيضاً في الحساب الرسمي للبعثة الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة على موقع «يوتيوب».

وجدير بالذكر، أنه بمبادرة روسيا أعلنت في الغوطة الشرقية هدنة إنسانية لساعات عدة كل يوم اعتباراً من 27 شباط/ فبراير الماضي. وأثناء الهدنة الإنسانية تمكنت المنظمات الدولية من إيصال 3 قوافل مساعدات، وتسنّى الخروج من المنطقة لأكثر من 80 ألف شخص عبر الممرات الإنسانية.

ميدانياً، أعلن أنه من المقرّر صباح اليوم نقل نحو 1500 إرهابي بالإضافة إلى 6000 من أفراد عوائلهم غير الراغبين بتسوية أوضاعهم من حرستا في ريف دمشق.

وأضاف الإعلام الحربي المركزي على حسابه في «تويتر» أنه سيتم نقل المسلحين وعوائلهم من حرستا إلى إدلب عبر دفعتين اثنتين برعاية من الهلال الأحمر السوري، حسب الاتفاق الذي توصّلت عليه الجهات المعنية مع المسلحين في المنطقة.

ونقل عن مصادر في جماعة ما يُسمّى بـ «أحرار الشام» التي تسيطر على بلدة حرستا اتفاقها مع القوات الحكومية بوساطة روسية، لخروج مجموعة من مسلحيها إلى إدلب وإلقاء أسلحتهم مقابل الحصول على ممر آمن إلى مناطق يسيطر عليها مسلحون، والعفو عن الذين يرغبون في البقاء.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات التي جرت لأيام عدة، إنه «تم الانتهاء من الاتفاق وقد يدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار».

وفي سياق ميداني آخر، أفادت مصادر «وحدات الحماية» بمقتل 18 جندياً تركياً في جنديرس وبلبلة إثر اشتباكات بين مقاتلين أكراد وقوات ما يُسمّى بـ «غصن الزيتون» تزامناً مع قصف تركي على قريتي كيمار وبراد ناحية شيراوا في عفرين شمال سورية.

وذكرت مصادر أن القوات التركية قصفت قرية زور مغار الحدودية شرق الفرات في ريف عين العرب كوباني.

وأضافت وسائل إعلام كردية أن القصف التركي طال أيضاً قريتي سفتك وزرافة الواقعتين غربي مدينة عين العرب، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

ويواصل المدنيون النزوح بالآلاف عن عفرين والبلدات والقرى المحيطة بها باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة «وحدات الحماية» وأخرى تحت سيطرة القوات الحكومية السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى