الجعفري لأعضاء الأمم المتحدة: السوريّون ينتقدون عجزكم ويبحثون عن أشلاء أحبائهم بعيد الأم!

دعا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أعضاء المنظمة والمجتمع الدولي إلى «الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم» ليروا حقيقة معاناة السوريين جراء جرائم المجموعات المسلحة.

وأشار الجعفري في بيان صحافي بعنوان «الموت العشوائي يستهدف المدنيين الأبرياء في دمشق عشية عيد الأم» إلى المقاربة الخاطئة التي تنتهجها أجهزة الأمم المتحدة وبعض الدول الأعضاء في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب القائمة على ازدواجية المعايير والتسييس.

وقال الجعفري في البيان الذي وزّعه الوفد السوري على الدول الأعضاء والمراسلين الإعلاميين في الأمم المتحدة حول استهداف سوق كشكول الشعبي وحي العمارة ومناطق أخرى من مدينة دمشق بالصواريخ الثلاثاء «إن مدينة دمشق وغيرها من المدن السورية تعيش منذ سبع سنوات وبشكل يومي كابوساً من الموت والدمار العشوائي الذي تصاعدت حدّته بشكل غير محتمل منذ أشهر نتيجة صواريخ وقذائف الحقد والدمار التي تستهدف المدينة وأهلها من قبل مجموعات إرهابية مسلحة تدعمها حكومات دول بعينها في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا والتي تعتبرها بكل وقاحة معارضة مسلحة معتدلة».

وقال الجعفري «بينما كانت العائلات السورية تبحث مساء أول أمس عن فسحة أمل من خلال التحضير للاحتفال بعيد الأم.. أمضت عشرات العائلات السورية الليلة الماضية في المستشفيات تبحث عن جثث وأشلاء أحبائها من أمهات وأطفال وأشقاء وآباء أو تتعلّق بأمل أن يكون أحد أفراد الأسرة جريحاً أو مصاباً ولم يمت نتيجة صواريخ وقذائف مدمّرة».

وتابع المندوب السوري «اليوم وبعد سبع سنوات من الألم ينظر الملايين من السوريين إلى الأمم المتحدة على أنّها منظمة عاجزة لا تقف على الحياد تجاه ما يجري في سورية فحسب وإنما تساهم في إطالة أمد الأزمة واستمرار معاناة السوريين عندما تسمح باستخدام أجهزتها وهيئاتها لخدمة أهداف السياسات العبثية التي تمارسها الحكومات التي تدعم وتدير الإرهاب في سورية».

تحرير 13 أسيراً

إلى ذلك، تمّ أمس خروج 26 حافلة تقلّ مسلحي «أحرار الشام» وعائلاتهم تتجمّع عند معبر حرستا للتوجه إلى إدلب.

وأفادت أنه في حال لم تتم التسوية مع فيلق الرحمن في حرستا فإن الجيش السوري يتجه نحو الحسم العسكري، مشيرةً إلى احتمال انضمام بلدات زملكا وعربين إلى التسويات مع الحكومة السورية بعد مطالبة الأهالي بذلك.

وقالت وكالة سانا السورية إنّ قافلة من سيارات الهلال الأحمر السوري والحافلات على متنها مسلحون من أحرار الشام وعائلاتهم خرجت من المدينة عقب دخولها منطقة دوار الثانوية تمهيداً لمغادرتهم إلى إدلب.

وبحسب التلفزيون السوري فقد دخلت الحافلات إلى المدينة لنقل المسلحين الذين قاموا بحرق مقارهم بما تحويه من وثائق منذ الصباح الباكر، موضحاً أنّ عدد المدنيين الذين خرجوا من حرستا بلغ أكثر من 1800 شخص من بينهم قرابة 320 مسلحاً.

وفي وقتٍ أوضحت فيه مصادر أنّ إخراج المسلحين وعائلاتهم من حرستا باتجاه إدلب سيكون الخميس واليوم الجمعة، قال مركز المصالحة الروسي إنّ 5000 شخص خرجوا من الغوطة عبر ممرِّ الوافدين أمس.

وقد تمّ تحرير 13 أسيراً من الجيش السوري كانوا موجودين داخل حرستا مقابل تسليم 5 مسلحين تمّ أسرهم سابقاً، بحسب الإعلام الحربي الذي ذكر أنّ نحو 1500 مسلح من حركة «أحرار الشام» بالإضافة إلى 6000 شخص من أفراد عوائلهم غير الراغبين بتسوية أوضاعهم سيخرجون الخميس من حرستا باتجاه إدلب عبر دفعتين برعاية من الهلال الأحمر السوري، حسب الاتفاق الذي توصلت إليه الجهات المعنية مع المسلحين في المنطقة.

وقد سلّم 30 مسلحاً أنفسهم للجيش السوري الأربعاء عبر ممر الموارد المائية في مدينة حرستا كما تابع الهلال الأحمر السوري 20 حالة إنسانية خرجت عبر الممر نفسه لتلقي العلاج المناسب في مشافي الدولة السورية.

وكان مركز المصالحة الروسي في سورية أعلن العمل بممر إنساني ثالث لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية، وأكد خروج 315 شخصاً من الغوطة عبر الممر الجديد بينهم مسلحون ألقوا سلاحهم.

وقالت مصادر إنّ المسلحين الذين خرجوا من الغوطة في عهدة الجيش السوري وعائلاتهم نُقلت إلى مراكز الإيواء.

ميدانياً، يواصل الجيش السوري عملياته في الغوطة الشرقية، حيث أحكم الخميس سيطرته الكاملة على منطقة وادي عين ترما بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.

وسيطر الجيش السوري خلال تحريره المنطقة على «معامل الهندسة « لمسلحي «فيلق الرحمن» التي كان يتم فيها تصنيع الآليات والدروع في عين ترما.

ويتقدّم الجيش انطلاقاً من مواقعه من بلدة حمورية وسيطر على عدد من كتل الأبنية شرق وجنوب شرق قرية حزة في الغوطة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها عن اكتشاف مستودعات ومواقع لصنع أسلحة كيميائية في الغوطة، لافتة الى أن المنظمات الدولية رفضت التعاون مع دمشق بالتحقيق في الهجمات الكيميائية وقالت إنها بذلك تساعد الإرهاب.

وفي السياق، اعتبرت الوزارة أن «الكشف عن خطط الإرهابيين للقيام باستفزازات كيميائية أفشلت خطط واشنطن لضرب سورية».

وقال مصدر في قيادة شرطة دمشق الأربعاء إنّ سقوط 3 قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات المسلحة على شارع فارس خوري في منطقة العباسيين أدى إلى اندلاع حريق وأضرار مادية في عدد من المنازل.

وكانت قذائف مسلحي الغوطة تسببت الثلاثاء بـ سقوط 44 شهيداً ونحو 40 جريحاً في دمشق وريفها، في وقت يواصل الجيش السوري تقدّمه في الغوطة، حيث حرّر قرابة 80 من مساحة المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين ويستمر في تأمين الممرات الإنسانية لخروج المدنيين المحتجزين ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق.

استشهاد 4 مدنيين

على صعيد آخر، استهدفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في الغوطة الشرقية أمس، بـ 18 قذيفة أحياء سكنية في دمشق ما تسبّب باستشهاد وجرح 18 مدنياً.

وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح لـ سانا أن قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية سقطت في حي أبو رمانة أدت إلى إصابة امرأة.

في حين وقعت أضرار مادية في المكان نتيجة قذيفة أخرى سقطت في منطقة زراعية على أطراف حي الدويلعة.

وأفاد المصدر أن 3 قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون يتحصنون في الغوطة سقطت على منازل في منطقة برزة على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق ما أدّى إلى استشهاد مدنيين اثنين وإصابة 4 آخرين ووقوع أضرار مادية كبيرة في عدد من المنازل.

وأوضح المصدر أن 13 قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى الغوطة سقطت على أحياء سكنية متفرّقة من دمشق أسفرت عن استشهاد مدنيين اثنين وجرح 9 آخرين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى