رام الله: حماس تختلق سيناريوات مشوّهة.. والحركة ترى أن الحكومة تضلل الرأي العام

أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة مقتل أنس عبد المالك أبو خوصة المتهم الرئيس في تنفيذ تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله خلال عملية أمنية نفّذت صباح أمس غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي بيان لها أكدت الوزارة اعتقال إثنين من مساعدي أبو خوصة وقد أصيبا أثناء الاشتباك وتمّ نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن أحدهما كان بحالة خطرة وتوفي فيما بعد ويدعى عبد الهادي الأشهب.

وجاء في البيان «منذ اللحظة الأولى لاستهداف رئيس الحكومة… تم تشكيل لجنة تحقيق على أعلى مستوى أمني لكشف ملابسات هذه الجريمة، وفي إطار عمليات البحث تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان المطلوب أبو خوصة ومساعديه، وشرعت بعملية أمنية صباح الخميس في غرب مخيم النصيرات، حيث حاصرت الأجهزة الأمنية عدداً من المطلوبين من بينهم المتهم الرئيس «أبو خوصة» وطالبتهم بتسليم أنفسهم، إلا أنّهم بادروا على الفور بإطلاق النار باتجاه القوة الأمنية مما أدى لاستشهاد إثنين من رجال الأمن».

وأوضحت الوزارة أن التحقيقات ستستمر في هذه الجريمة حتى يتمّ الكشف عن ملابساتها كافة.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل قال في وقت سابق إنّ الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ألقت القبض على منفذ تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وإثنين من مساعديه.

بدورها ثمنت لجان المقاومة جهود الأجهزة الأمنية بغزة، وما تقدّمه لكشف المتورطين بحادثة تفجير موكب الحمد الله ودورها في «حفظ الجبهة الداخلية».

حكومة الحمد الله: يختلقون روايات

قالت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، أمس، إن حركة حماس ما زالت تنتهج الأسلوب نفسه في لجوئها إلى رسم وتنفيذ سيناريوهات مشوهة واختلاق روايات واهية لا تتفق مع المنطق.

ونقلت وكالة وفا الرسمية عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود «إن محاولات حماس بث الإشاعات وإلصاق تهمة محاولة الاغتيال الإرهابية الجبانة بالدولة ومؤسساتها لا ترقى إلى المستوى الذي يمكن أن يقبل به العقل والوعي البشري، ولا يمكن أن يلامس أدنى درجات الحقيقة والمعقولية».

وأضاف «حكومة الوفاق الوطني تجدد تأكيدها أن حركة حماس هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن محاولة الاغتيال»، مطالباً بتسلم الحكومة كامل صلاحياتها ومسؤولياتها في قطاع غزة وعلى رأسها ملف الأمن.

وفي السياق ذاته، قال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان الضميري إنّ «حماس تواصل الكذب والتضليل وخلط الأوراق وتوجيه الأنظار بافتعال أزمات وجرائم قتل وأحداث تساعدها على التهرّب من مسؤولياتها المباشرة في التخطيط والتنفيذ، كما حصل مع عدد من قادتها للحيلولة دون إفشاء معلومات خطيرة تدين قيادات وازنة في صفوفها متورطة في جرائم وطنية».

وأكد الضميري أن المؤسسة الأمنية على ثقة بأن هذه الجريمة لن تكتمل خيوطها، وأن حماس تبحث اليوم عن «كذبة يمكن تسويقها لإبعاد التهم عن قيادات متنفذة فيها مهما كلفها ذلك من ثمن»، مشيراً إلى أنّ هذا الملف لن يغلق من دون أن تتسلم الحكومة مسؤولياتها ومهامها التي حددها القانون والاتفاقات الوطنية في المصالحة، حسب تعبيره.

وحماس.. تردّ

وردّ الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم على حكومة الحمد الله والناطق باسم أجهزتها الأمنية بالقول إن هذه التصريحات «إصرار على الكذب، وتضليل للرأي العام، وتغطية على الجهات التي تقف وراء المجرمين والقتلة».

وبحسب بيان صحافي أصدره برهوم فإنّ «هذه التصريحات تعكس فضيحة هذه الحكومة، والحرج الشديد الذي وقعت فيه جراء محاولاتها توجيه التهم والأحكام الجاهزة والمسبقة كخطوة استباقية لحرف مجريات التحقيق».

وأضاف «أن سياسة الخداع والتضليل التي تمارسها لن تفلح في إنقاذ الجهات المسؤولة عن هذه الجريمة النكراء من ورطتهم».

عباس يدعو حماس لتسليم «كل شيء» لحكومة الوفاق وخاصة الأمن

دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «حماس» إلى تسليم كل شيء في قطاع غزة لحكومة الوفاق التي تم تشكيلها، و«أولها الأمن وبشكل فوري وهو ما اتفق عليه برعاية مصرية».

وقال عباس في مؤتمر صحافي مع نظيره البلغاري رومان راديف بعد هذه الخطوات «سنتحمل المسؤولية كاملة عن قطاع غزة، وإلا ستتحمل حماس عواقب إفشال الجهود المصرية المشكورة، والساعية لإنهاء هذه الحالة».

وثمّن رئيس السلطة مواقف الاتحاد الأوروبي الصادقة، وقراراته الواضحة حول عملية السلام، وأعرب عن تقديره للدعم الكبير الذي يقدّمه الاتحاد «لبناء مؤسسات دولتنا».

وقال عباس «إننا لن نتخلى عن شعبنا في قطاع غزة فهم أهلنا، وقد أكدنا للدول المانحة التي اجتمعت في بروكسل مؤخراً، ضرورة دعم المشروعات في قطاع غزة، وبهذه المناسبة نشكر الدول التي التزمت بتمويل عدد من المشروعات، وأهمها محطة تحلية المياه بأكثر من 500 مليون دولار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى