عندما يترشّح رؤساء الأندية إلى النيابة.. ما هي دوافعهم وماذا نقرأ في مشاريعهم؟

إبراهيم وزنه

لطالما كانت الملاعب الرياضية عموماً والكروية خصوصاً منطلقاً إلى الشهرة، وهذا الأمر ينطبق على اللاعبين، أما بالنسبة الى الإداريين، وتحديداً رؤساء الأندية الكروية فالصورة والأهداف مختلفة تماماً، حيث تكون الرئاسة والرعاية والتصدّي للمسؤوليات والإطلالات الإعلامية بمثابة تمهيد أولي وضروري للوصول إلى تبؤّ المراكز العامة في المستقبل، وفي حال زاد منسوب الطموحات عند البعض منهم فالندوة البرلمانية هي الهدف الأسمى، وهنا لا بد من التذكير بأن كثيرين من هؤلاء مرّوا مرور الكرام في مواقعهم، فكانوا الصادقين مع أنفسهم والساعين بصمت إلى خير الوطن والمجتمع والرياضة.

منذ أكثر من عشرين عاماً قصّ رئيس نادي الأنصار سليم دياب شريط الدخول إلى الندوة البرلمانية، ويومها لم يحالف الحظ نائب رئيس نادي النجمة الراحل حسان منصور، ولاحقاً دخل إلى الندوة البرلمانية رئيس الاتحاد اللبناني للشطرنج عمّار حوري بدعم من تيار المستقبل، ومثله استفاد بطل لبنان في الجودو مصطفى علّوش.

أربعة مرشحين وسؤال واحد

اليوم، يطل علينا المشهد الانتخابي بقانون نسبي ـ تفضيلي كان السبب في فتح شهية البعض للترشّح من منطلق الحيثية التي يملكونها في مناطقهم ومجتمعاتهم، كما وجدوا في لبّ القانون ممراً آمناً إلى تحقيق أحلامهم. ونحن على مسافة شهر ونيّف من انطلاق العملية الانتخابية، ارتأينا أن نتوجّه إلى كل من المرشحين السادة: عمر غندور، الرئيس التاريخي لنادي النجمة نبيل بدر، رئيس نادي الأنصار الحالي وكلاهما في دائرة بيروت الثانية، وفادي علامة رئيس نادي شباب الساحل، المرشّح في دائرة بعبدا، ووليد قمر الدين رئيس نادي طرابلس ولاعب سابق في المنتخب الوطني.

حملنا للمرشحين السؤالين الآتيين: ألا ترى أن ترشّحك للندوة البرلمانية من خلال تحالفات سياسية يمثّل خرقاً صريحاً للمبدأ الداعي إلى فصل الرياضة عن السياسة؟ وماذا نقرأ في مشروعكم الانتخابي فيما خصّ الشأن الرياضي؟

غندور: ترشّحت بعد 15 سنة من وداع الملاعب

برصانته المعهودة وأخلاقه العالية أوضح الحاج عمر غندور قائلاً: «أترشّح اليوم بعد مرور 15 عاماً على استقالتي من رئاسة نادي النجمة نادي الوطن. وبما أن السياسة تهدف في المقام الأول إلى رعاية شؤون الناس والدفاع عن حقوقهم رأيت من واجبي أن أجتهد لتصحيح الخلل القائم، وقد أمرنا رسول الله، بأن «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان»، ولذلك قررت الترشّح لأسهم برفع الغبن عن الناس كل الناس، لا أطلب جاهاً ولا مالاً، حسّ المسؤولية دفعني الى ذلك ولا يجوز أن أهرب من تحمّل مسؤولياتي تجاه مجتمعي ووطني». وأضاف غندور: «الرياضة يعني الشباب في المقام الأول، والشباب هم مستقبل الأمّة، وأي خدمة نقدّمها عبر تشريع أو قانون ستكون في خدمة الوطن والشباب ولمصلحة الأجيال، كفى لشبابنا تفتيشاً عن بلد يهاجرون اليه لطلب العيش الكريم نريدهم ان يعيشوا كراماً وأعزّاء في بلدهم، وهدفي الأول إلغاء الطائفية السياسية ومحاربة الفساد».

علامة: تحصين المجتمع وبناء الإنسان أولاً

عندما أسس والده المرحوم فخري علامة مستشفى الساحل، وهو الأول في الضاحية الجنوبية لبيروت، وضع على بوابته لوحة كتب عليها «لأجل الإنسان في لبنان كان هذا الصرح الطبي»، متسلحاً بشعار والده ومتكئاً على تاريخ حافل بالخدمات الاجتماعية والإنسانية، ترشّح فادي علامة إلى الندوة البرلمانية، وعلى ذلك يعلّق: «لا يجيد حماية الأجيال الرياضية إلا من عاش هموم اللاعبين، ومن خلال الندوة البرلمانية لا بدّ أن ينصبّ جهد العارفين بأحوال الواقع الرياضي لتأمين الدعم وتحصين الشباب وتحفيز المواهب. ولي الفخر أن أتقدّم بترشّحي متسلحاً بفكر امام الوطن والداعي الأول إلى التعايش تحت سقف المواطنية الحقّة سماحة الامام المغيب موسى الصدر الذي رفع الشعار الذهبي «لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه» ومدعوماً من صمّام أمان الوطن دولة الرئيس نبيه بري، والمهم أن نصل إلى صياغة سياسة رياضية مثمرة تقدّماً وتطوّراً لا أن نُغرق الرياضة وإنجازاتها وتجاذباتها في الوحول السياسية». ولفت علامة: «الاتحاد الكروي غير خاضع لسلطة أهل السياسة أو المجلس النيابي، وأيضاً لا ننكر بأن تشكيله يخضع إلى توليف مجموعة مدعومة من قبل الأحزاب والتيارات وبعض الشخصيات الفاعلة، وفي حال وصولي للندوة البرلمانية سأجتهد لتشريع قوانين تخدم الرياضة وتهدف إلى تطويرها، خصوصاً بعد تحوّلها إلى صناعة بكل ما للكلمة من معنى».

قمر الدين: الرياضة تقرّب وجهات النظر

مستنداً إلى تاريخ كروي عريق، وهو الذي تشارك مع أخوته احمد ومروان وغسان في الدفاع عن ألوان فريق الرياضة والأدب لسنوات طوال، يردّ الكابتن وليد قمر الدين على سؤالنا قائلاً: «كما السياسة وجدت لخدمة الناس ودعم قضاياهم كذلك الرياضة هي باب رئيسي في خدمة الناس وتحديداً فئة الشباب بهدف تطوير مهاراتهم وتحسين معيشتهم، وبناء عليه أرى السياسة والرياضة جنباً إلى جنب في خدمة الإنسان». ولفت قمر الدين: «هدفنا أن ننشر الفكر الرياضي القائم على التسامح والتعاون واحترام الآخرين وتقريب وجهات النظر حتى بين المتخاصمين، عملت منذ عشرات السنين في ميادين الشأن العام الرياضي وسأضع خبراتي التي اكتسبتها في الرياضة وجرّاء معايشة هواجس الشباب في خدمة أهلنا وناسنا ومدينتنا طرابلس التي تستحق الكثير من الخدمات».

بدر: آملاً أن أكون صوت الرياضيين

عندما تصدّى نبيل بدر للإمساك بدفّة نادي الأنصار لم يكن يعلم بأنه سيخوض الانتخابات النيابية ولو بعد حين، إلا أن الأجواء الكروية التي عاشها على مدى ثلاثة مواسم وما رافقها من إخفاقات وإشكالات على أكثر من صعيد، دفعته اليوم للترشّح من منطلق سعيه لإيصال صوته تحت قبّة القرار، وفي هذا السياق يقول: «لا شك أن الرياضة وكرة القدم تحديداً كانت دافعي للترشّح، نظراً لما ينقصها من اهتمام جدي ومتطلبات ضرورية، ومن خلال تجربتي مع الأنصار طرحت اقتراحات عدّة بهدف التحسين والإنهاض لكن طروحاتي لن تلقى الآذان الصاغية، عند ذلك عزمت على أن أوصل صوتي بشكل أفعل من خلال الندوة البرلمانية على أمل أن أكون صوت الرياضيين والمجتهد في تسويق مطالبهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى