لم يحقق أهدافه ولن يوقف الحرب ضد الإرهاب وأدواته وعقّد حل الأزمة

أدان لبنان الرسمي والسياسي والشعبي العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي الغاشم على سورية فجر أول من أمس، وأكد وقوفه إلى جانبها، مشدداً على أن العدوان لم يحقق أهدافه ولن يوقف الحرب ضد الإرهاب وأدواته.

عون ولحّود

وفي السياق، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في بيان صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن ما حصل فجر أول من أمس في سورية «لا يُسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري، إضافة إلى أنّه قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً».

وأكد عون «أن لبنان الذي يرفض ان تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات».

بدوره، أدان الرئيس العماد إميل لحود واستنكر أشد الاستنكار هذا الاعتداء غير المبرر على سورية، «الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية ضارباً عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية الداعية إلى احترام سيادة الدول وكرامة الشعوب الحرة في المنطقة. وهو عدوان جاء لاستكمال العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية واستمراراً لمشروع الفتنة ودعم أدوات وفصائل الإرهاب في سورية، تماماً كما عوّدتنا أميركا وأعوانها في كل مرة يسجل فيها تقدم الدولة السورية في حربها على الإرهاب المموّل من بعض الدول العربية».

وأكد أن «الذرائع والمبررات التي استندت اليها دول العدوان الثلاثي، هي ذرائع واهية لا مبرّر ولا شرعة لها وخارجة عن أي منطق وتمثِّل غاية المهانة بالشرعة الدولية وبقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي».

وتابع «إن نجاح الجيش السوري في إفشال هذا العدوان الثلاثي سيعطي رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلي وأعوانه بأن سورية اليوم ليست مكسر عصا ولا مستباحة، وأن مثل هذا الاعتداء لن ينال من سورية ولا من عزيمة شعبها وجيشها، ولن يثني الدولة السورية عن حربها ضد الإرهاب وأدواته، وسيزيد من لحمة الشعب والجيش السوري حول قيادته ولا بدّ لنا من توجيه التحية لقوات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري في تصدّيها للعدوان».

وأعلن «وقوفنا الثابت إلى جانب حق الشعب السوري وقيادته إيماناً منّا بصوابية موقف القيادة السورية الحكيمة التي تقود سورية العروبة إلى النصر المؤكد».

روحيون

وأدان بطاركة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، السريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم والروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في بيان مشترك ما «تعرّض له وطننا الغالي سورية من عدوان ثلاثي غاشم بذريعة استخدام الدولة السورية السلاح الكيميائي».

وأكدوا أن «هذا العدوان الغاشم هو انتهاك صريح للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، إذ إنه اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، من دون أي مبرر أو مسوّغ». و«ما يؤلمنا كثيراً أن الاعتداء تمّ من قبل دول كبرى لم تسبّب لها سورية أي أذى ولم تعتد عليها بشكل من الأشكال».

واعتبروا أن «تذرّع الولايات المتحدة ومَن معها بأن الجيش السوري يستخدم السلاح الكيميائي، وأن سورية بلد يمتلك ويستخدم هذا السلاح، هو ادعاء غير مبرّر وغير مدعوم بأدلة كافية وواضحة»، مشيرين إلى أن «توقيت هذا العدوان غير المبرر على سورية قبيل مباشرة لجنة التحقيق الدولية عملها في سورية يُسهم بتقويض عمل هذه اللجنة».

ورأوا أن «هذا العدوان الغاشم يفوّت فرص الحل السياسي السلمي ولا يُفضي إلى شيء سوى تأزيم الوضع وتعقيد الأمور»، مؤكدين أن «هذا العدوان الظالم يشجع المنظمات الإرهابية ويعطيها زخماً للاستمرار في إرهابها».

وإذ دعوا مجلس الأمن الدولي الى أن يلعب دوره الطبيعي في إحلال السلام وألا يُسهم في تغذية الحروب، ناشدوا «الكنائس في البلاد المعتدية أن تقوم، انطلاقاً من تعاليم الإنجيل، بواجبها المسيحي في إدانة وشجب هذا العدوان ودعوة حكوماتها للالتزام بالحفاظ على السلم العالمي».

وحيّوا الجيش السوري على شجاعته وبطولاته وتضحياته، مشيرين إلى أنه الجيش الباسل والساهر على أمن سورية، وترحّموا على شهدائه، مُعربين عن ثقتهم «بأنه لن ينثني أمام الاعتداءات الإرهابية الخارجية والداخلية وسوف يتابع حربه بكل بسالة على الإرهاب حتى يُطهّر كل شبر من الأراضي السورية»، كما أثنوا «على المواقف الشجاعة للدول الصديقة لسورية ولشعبنا السوري».

وختم البطاركة «نرفع الصلاة والدعاء من أجل سلامة سورية ونصرها وخلاصها من كل أشكال الحرب والإرهاب، ونصلي من أجل أن يحلّ السلام فيها وفي كل دول العالم. كما نصلي من أجل شعبنا السوري وندعو إلى تعزيز جهود المصالحة الوطنية صوناً للوطن ولكرامة السوريين جميعاً».

كذلك دان البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الحرب الهمجية على سورية، وقال في بيان «عندما كانت القنابل والصواريخ تقع على دمشق، على أطفال المدارس، على الجوامع والكنائس والمشافي… كنا نعرف أن الإرهاب والإرهابيين هم مصدرها.

والآن أمام ضربات دول ثلاث تُسمّى كبرى، والمحاضرة الدائمة في احترام حقوق الشعوب والأفراد والأبرياء، أية صفة نطلق على المعتدين وهم يظهرون هويّتهم الرسمية، ولكننا نجهل هويتهم الإنسانية؟ وهل أفعالهم وضرباتهم وتعدّياتهم التي لا يُخفونها، بل يعتبرونها دفاعاً عن حقوق الإنسان وكرامته، وانتصاراً للحق، هي حقاً أفعال يُطلق عليها عبارة إنسانية؟ فالأولى هي ضربات إرهابية والثانية هي إرهاب دولي».

ودعا الجميع «إلى تحقيق ما يُطلقونه في اجتماعات مجلس الأمن، من أن الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً»، معتبراً «أن وحدة الصف عربياً وأوروبياً وعالمياً، هي الضمانة للسلم والسلام في سورية وفي المنطقة وفي العالم».

واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان بشدة العدوان الثلاثي على سورية، ورأى فيه «محاولة أميركية تكرّر فيها عدوانها على بلد عربي بحجة استخدام السلاح الكيماوي، فيما كشفت الحقائق والافتراءات والمزاعم الأميركية لضرب العراق، كما أن مطالبة سورية بلجنة تحقيق تدحض كل المزاعم والاتهامات بحقها».

وأكد «أن سورية القوية بشعبها وجيشها وحلفائها أقوى من كل المؤامرات والافتراءات. وهي انتصرت على أعدائها ودحرت الإرهاب التكفيري عن أرضها وأفشلت المشروع الاميركي – الصهيوني في تقسيم سورية واغراقها في الفوضى والخراب».

وزراء ونوّاب

ووصف وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف العدوان الثلاثي بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي»، وقال «هذا العدوان يستند إلى القوة العسكرية، بينما المفترض أن تسود لغة السلام والعقل والمنطق والتفاوض، تجنباً للمزيد من الحروب والأزمات والقتل وحقناً للدماء».

وأكد «رفض لبنان القاطع المساس بسيادته الوطنية عبر استخدام أجوائه للاعتداء على سورية»، معتبراً أن ذلك «سيجرّ لبنان الى أتون الحرب بدلاً من مساعدته على النأي بالنفس».

وفي المقابل، شدّد الصراف على التزام لبنان القرارات الدولية لا سيما القرار 1701، مؤكداً أن «لبنان محميّ بجيشه وبقراره السياسي الموحّد اللذين يشكلان الحصن المنيع ضد أي اعتداء»، محذراً من «إقدام العدو الإسرائيلي على خرق القرارات الدولية، خصوصاً في ظل ما نشهده من استمرار واضح وصريح للتهديدات الإسرائيلية بتخريب أمنه واستقراره».

وغرّد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني عبر «تويتر» قائلاً «يذكرنا الاعتداء الثلاثي على سورية بانحياز وغباوة الغرب في تعاطيه مع الشرق العربي. لم يستفد الغرب لا من معركة السويس ولا من احتلال بغداد ولا من حرب داعش. ولا يزال الولد المدلل العدو الصهيوني قائداً عاماً للمسيرة الغربية».

بدوره اعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان أن العدوان الثلاثي «دليل على قوة سورية وصمودها في وجه كل المؤامرات التي حلّت بها طوال السنوات الماضية، ودليل ضعف وخوف الدول التي تقف خلفه»، وقال «الضربة التي لا تكسر تكون مصدر قوة إضافياً. ويوماً بعد يوم سترون سورية أقوى وأقوى بفضل قيادتها الحكيمة».

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، العدوان وقال «الحريّ كان إجراء تحقيق دولي شفاف وموضوعي من قبل الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، ومن ثم استصدار قرار أممي شرعي عن المؤسسات الدولية قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية. مع الإشارة إلى أن موقف لبنان المبدئي كان ولا يزال مع حظر استعمال السلاح الكيماوي من أي جهة وضرورة معاقبة مستعمليه، وكذلك منع استخدام وامتلاك كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل لا سيما السلاح النووي والذي تملكه إسرائيل تحديداً، ومنع استعماله في أي نزاع عسكري».

وأكد النائب الوليد سكرية أن العدوان الثلاثي «لم يحقق أهدافه لا الاستراتيجية ولا حتى العملانية»، معتبراً أنه «في سياق حفظ ماء وجه التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي ترامب إرضاء لإسرائيل وحفظ أمنها. وهذه من ثوابت السياسة الأميركية على مرّ التاريخ في الصراع العربي – الإسرائيلي».

واستنكر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن العدوان واعتبره «خرقاً فاضحاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وتجاوزاً لصلاحيات مجلس الأمن. وبرغم أن هذه العملية المستعجلة والمستنكرة جاءت إنقاذاً لماء الوجه الأميركي، إلا أنها تشكّل تمهيداً لتطورات لاحقة ضاغطة قد تخرج عن السيطرة والاحتواء. وهذا ما أكد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما أدان الحجج الواهية التي رافقت اجتياج العراق».

وأكد الأمين العام لحركة «النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، أن العدوان فشل في تحقيق أهدافه، معتبراً أنها «ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها سورية، بل إن الحرب عليها قائمة منذ أكثر من سبع سنوات، من دون أن تتمكّن المؤامرة من إسقاط الدولة السورية، أو إخراجها من محورها المقاوم».

وأكد أن الجيش العربي مع حلفائه «سجلوا انتصارات على الجماعات الإرهابية التكفيرية، وكان آخرها في كامل الغوطة الشرقية، التي استفزت أميركا وحلفاءها، فاختلقوا ذريعة السلاح الكيميائي المستخدم في دوما، للتعويض عن خسارتها، بشنّ العدوان الثلاثي».

ورأى أن ترامب «الذي وعد بحرب واسعة على سورية، لجأ إلى عملية عسكرية محدودة، وكانت نتائجها إسقاط دفاعات الجيش السوري لغالبية الصواريخ، التي أُطلقت على مراكز أبحاث علمية ومطارات».

أحزاب وتيّارات

من جهته، رأى المكتب السياسي لحركة أمل في بيان «أن العدوان الثلاثي ومعه تحالف الراغبين فتح الباب على مصراعيه لجعل المنطقة ساحة حرب على امتداد قواعد العدوان العابر للأجواء والحدود الذي قد يؤدي إلى تداعيات خطرة على الأمن والسلم الدوليين».

وأكد أن «حركة أمل ومعها كل الشرفاء، لا يمكنهم أن ينأووا بأنفسهم عن استهداف سورية ودورها، خصوصاً أن هذا العدوان في تداعياته يطاول منطقة الشرق الأوسط، فهو يأتي في توقيت مشبوه يتزامن مع تحرير الجيش السوري مساحات واسعة من الجغرافية السورية من سطوة الإرهاب ومع انصراف العراق ولبنان لإنجاز استحقاقاتهما التشريعية ومع هبّة شعبنا الفلسطيني لتأكيد حقه في العودة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

وختم «أن حركة أمل بقدر ما تعبّر عن شجبها واستنكارها لهذا العدوان، تشيد بشجاعة القيادة والجيش وشعبنا السوري في تحفزهم وتأهبّهم الذي مكّنهما من إسقاط أهداف العدوان».

وأدان حزب الله بأقصى شدة العدوان الثلاثي معتبراً أنه «انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة شعبنا السوري وسائر شعوب المنطقة. وهو استكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير على سورية ويمثل تأييداً صريحاً ومباشراً لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب التي طالما رعاها وموّلها ووفّر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي، وتدخل لنصرتها كلما انهزمت أمام أبطال الجيش السوري في الميدان».

وأضاف الحزب في بيان «أن الذرائع والمبرّرات التي استند إليها أهل العدوان الثلاثي الجديد، هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وتستند الى مسرحيات هزلية فاشلة، أمروا هم بإعدادها وتسخيرها في خدمة آلة العدوان المجرم، وتمثل غاية الاستهتار والإهانة بما تبقى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وما يُسمّى بالمجتمع الدولي».

وإذ أعلن الحزب وقوفه الصريح والثابت إلى جانب شعبنا السوري وقيادته مشيداً بتصدّي قوات الدفاع الجوي في الجيش السوري للعدوان، أكد أن الحرب التي تخوضها أميركا ضد سورية وضد شعوب المنطقة وحركات المقاومة والتحرّر لن تحقق أهدافها بل إن الأمة سوف تخرج أكثر قوة وعزيمة وإيماناً وإصرارا على المواجهة والانتصار.

وأدان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، في بيان، «العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي الصهيوني الغاشم، المغطى من بعض أنظمة الخليج، على الأراضي السورية والذي استبق وصول لجنة التحقيق الدولية إلى مدينة دوما لمعاينة المكان الذي زعم أنه تعرّض لهجوم بالسلاح الكيماوي من قبل الجيش السوري، وانكشاف زيف الاتهامات التي وجهتها دول العدوان وسقوط مبرّرات إقدامها على تنفيذ عدوانها الغاشم».

ورأى أن «العدوان إنما جاء بهدف الثأر لهزيمة الإرهابيين في الغوطة الشرقية أمام الجيش السوري، وسقوط الورقة التي كانت تستخدمها واشنطن وحلفاؤها لاستنزاف العاصمة دمشق وابتزاز القيادة السورية لإجبارها على تقديم تنازلات في أي تسوية سياسية للخروج من الحرب، بعد أن فشلت في إسقاط الدولة الوطنية السورية المقاومة برئاسة الرئيس الدكتور بشار الأسد».

وأشاد بـ «تصدّي سلاح الدفاع الجوي السوري للعدوان وإسقاط معظم الصواريخ التي استهدفت مواقع عسكرية وعلمية في دمشق وحمص، ما أحبط أهداف العدوان وقطع الطريق على محاولة النيل من قدرات سورية لاستكمال تطهير الأرض السورية من الإرهاب ورفع معنويات الإرهابيين وتمكينهم من استعادة زمام المبادرة في الميدان»، معتبراً أن «الرئيس الأميركي حاول من خلال عدوانه الجديد إبعاد الأنظار عن الفضائح التي تلاحقه في الداخل الأميركي وحفظ ماء وجهه بعد أن واجه معارضة من البنتاغون بشنّ ضربات واسعة في سورية قد تقود إلى حرب واسعة في المنطقة تهدّد وجود القوات الأميركية في سورية والعراق ودول الخليج إلى جانب كيان العدو الصهيوني».

وأكد اللقاء أن «الموقف القوي والحازم لمحور المقاومة وروسيا إلى جانب سورية شكّل عاملاً ردعياً أربك خطة دول العدوان لشنّ حرب واسعة على سورية كانت تستهدف تدمير قدرات القوة السورية واستدراج حلفائها إلى أتون حرب استنزاف، وبالتالي إطالة أمد الحرب خدمة لكيان العدو الصهيوني ومنع انتصار سورية وولادة توازن دولي وإقليمي جديد يُنهي عصر الهيمنة الأميركي الأحادي على العالم ويؤسس لإعلان ولادة نظام دولي جديد يقوم على التعددية واحترام القوانين الدولية وتطبيقها».

من ناحيتها أكدت قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية «أن الانتصار على هذا العدوان سوف يسرِّع في استكمال تطهير الأرض السورية من قوى الإرهاب وجيوش الاحتلال التي جاءت لمساندة الإرهابيين وتمكينهم من الصمود لمواصلة حربهم بالوكالة، ويُنهي أحلام الولايات المتحدة في تعويم مشروع هيمنتها على المنطقة والعالم، ويعمّق مأزق كيان العدو الصهيوني، ويعزّز قوى المقاومة في المنطقة وفلسطين المحتلة».

وعلّق المرشح عن المقعد الشيعي عن دائرة بعلبك الهرمل اللواء الركن جميل السيِّد على الضربة العسكرية قائلاً «عدوان أميركي أوروبي على سورية، والحجّة كيميائي ولا تحقيق، ولا قرار مجلس أمن ولا مَن يحزنون وهي القوى الاستعمارية نفسها التي قهرت الشعوب في الماضي وتستبيح الدُوَل اليوم». وأضاف «103 صواريخ على سورية ليست سوى صدى ولا تغيّر معادلة، ولكن المأساة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيفرض على الدول العربية أن تدفع ثمنها».

ودان القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور، في بيان، «بشدة العدوان الثلاثي على الجمهورية العربية السورية»، وأكد أن «هذه الاعتداءات المدانة لن تثني سورية بقيادتها وجيشها وشعبها وحلفائها في الخط المقاوم المشرف، عن مواجهة هذه المؤامرة الدنيئة».

وشدّد «تجمّع العلماء المسلمين»، في بيان على أن «القوات الأميركية والتركية قوات احتلال، وللحكومة والشعب السوريين الحق في العمل على طردهم من أراضيهم بكل أساليب المقاومة»، داعياً وندعو إلى تصعيد العمل المقاوم ضد هذه القوات.

ورأت «حركة الشعب» أنه «إذا كانت إدارة ترامب قد ارتكبت جريمة بحق السيادة السورية أرضاً وشعباً، فإن الدول العربية والخليجية المسهّلة والمموّلة لهذه الجريمة، ومعها تركيا أردوغان، توضع في مصاف الدول الخائنة شعوبها وتاريخها، ما يُعتبر تطوّراً وتورّطاً خطيرين ومدانين».

ودعت «كل المواطنين الشرفاء في لبنان والعالم العربي الى تحرّكات شعبية نصرة لسورية ورفضاً للعدوان الذي لم يكن سوى محاولة فاشلة لحفظ ماء وجه ترامب».

وشدّد الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، على «أن لبنان لا يمكن أن يكون إلاّ مع سورية وهو جزء من محور المقاومة والعروبة، وعلى هذا المحور الاستعداد لمواجهة تداعيات هذا العدوان لأن المرحلة المقبلة ستكون خطيرة جداً».

وأكد أن «كل مَن يراهن على هزيمة سورية من خلال هذا العدوان هو واهم»، محذّراً «البعض في الداخل اللبناني من الانخراط في المشروع العدواني الثلاثي المشبوه تحت شعار النأي بالنفس أو من أجل الحفاظ على علاقات لبنان مع دول غربية وخليجية»، ومؤكداً أن «كل مَن يلعب بالثوابت الوطنية والقومية يكون خائناً وطنه».

ورأى رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين أن العدوان له تداعيات إقليمية كبيرة، مؤكداً أن «الولايات المتحدة دائماً تستند إلى ذرائع كاذبة، فالظروف الآن تغيّرت وموازين القوى تغيّرت».

وأكد «الوقوف بجانب سورية، وأن الساعات المقبلة ستكون الفيصل في ما خصّ العدوان على سورية والرئيس الأميركي وضع نفسه في مأزق دولي».

وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر «أن كل أشكال العدوان لن تجعل الاستعمار يعود إلى أرضنا».

وقال «إن هذا العدوان الذي سيفشل في تحقيق أهدافه كما فشل في تحقيقها سابقاً بفضل صمود شعبنا السوري وجيشه وقيادته السياسية، وكذلك كما فشل في انتزاع قرارات من مجلس الأمن بدعم من الحليف الروسي إنما هو يذكر بالعدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية عام 1956 وبالحنين الاستعماري للعودة إلى التحكّم بالمنطقة العربية وخيراتها وتطوّرها وبناء سياساتها المستقلة».

وأكد «تضامننا الكامل مع شعب سورية وعمالها وجيشها الوطني الباسل في مواجهة هذا العدوان المتمادي».

وأكد رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان «أن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها ستنتصر مجدداً على هذا العدوان، كما سبق وانتصرت على الإرهاب، فهي عصية على الهزيمة والرضوخ للاستعمار وتتجه الى نصر جديد بعدما أثبتت على مدى سبع سنوات أنها صاحبة الحق، وتدافع عن حقها في سيادتها على نفسها ورفض الإملاءات الخارجية، وسيسجل التاريخ أن سورية صمدت وواجهت وانتصرت على الغزاة والمعتدين».

ونُظّمت مسيرة سيارة جابت شوارع العاصمة بيروت، استنكاراً للهجوم الثلاثي على سورية واحتفالاً بالانتصار الذي حققه الجيش السوري بردّه على الضربات.

وتوقفت المسيرة أمام السفارة الروسية لشكرها على دعمها لسورية وتمّ رفع العلم الروسي تحية لها.

وأشار أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد مصطفى حمدان في كلمة أمام السفارة البريطانية إلى أن «صواريخكم سترتدّ عليكم ونحن منتصرون على أرض سورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى