انفراجات كورية أميركية… وتهديدات بين تل أبيب وطهران… ودمشق لحسم اليرموك بري: 6 أيار سيكون عرس الديمقراطية نصرالله: شركاء في الاستراتيجية الاقتصادية

كتب المحرّر السياسي

توزّع المشهد الدولي والإقليمي بين ثلاثة مسارات لا يبدو أنها متناقضة في مناخ التحضير لقمة روسية أميركية. فالانفراجات المتلاحقة في الملف النووي لكوريا الشمالية يمثل الترجمة المباشرة لتقدّم التفاوض الجاري وراء الكواليس بين موسكو وواشنطن، مع إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وقف التجارب النووية والبالستية وإخلاء منصاتها، والترحيب الحارّ للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخطوة بينما يمثل التبادل الساخن للتهديدات بين تل أبيب وطهران الملف المرافق للتفاوض على صفيح ساخن ونوعاً من ربط نزاع روسي أميركي للعلاقة التصادمية بين حليفين يملك كلّ منهما قدراً واسعاً من الاستقلال، ليأتي التقدّم الذي يحققه الجيش السوري سواء عبر التسويات التي تنتهي بخروج المسلحين، كما حال القلمون الشرقي الذي انتهى إخلاؤه أمس، وتسلّم الجيش فيه كميات ضخمة من السلاح والذخائر بما فيها الدبابات والصواريخ، أو عبر الحسم العسكري الذي بدأ في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة لإنهاء تنظيم داعش وسواه من الجماعات الإرهابية المسلحة، فيشكل المشهد السوري بعد العدوان الذي قادته واشنطن ووصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالمنضبط بالخطوط الحمراء الروسية، تعبيراً عن تسليم أميركي بتقدّم خيار الدولة السورية وصولاً إلى الحدود شمالاً وجنوباً، حيث تبدأ السياسة.

لبنانياً، مع الحماوة الانتخابية على مسافة أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي شهدت مناطق عديدة مشاحنات ومواجهات وإشكالات، استدعت دعوة النائب وليد جنبلاط لتهدئة الخطاب والحملات الانتخابية، فيما كان خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري الأعلى سقفاً بين القيادات السياسية في مخاطبة الخصوم، بينما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو لمنع تحويل السادس من ايار يوم حداد على الديمقراطية والإصرار على جعله عرساً لها، وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحاول نقل السجال الانتخابي إلى مناقشة البرامج بدلاً من تبادل خطاب التحريض والعصبيات، مقدّماً كشف حساب بين ما أنجزته المقاومة في ملف التحرير والردع ومواجهة الإرهاب، وهو ما تعهّدته لشعبها ووطنها، مقابل الفشل في الملف الاقتصادي والمالي الذي تولاه تيار المستقبل خلال السنوات الماضية، معلناً العزم على الدخول بالشراكة الكاملة في صناعة الاستراتيجية الاقتصادية بالتوازي مع الترحيب بكلّ دعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، وفي كلمة له في حشد للناخبين في جديدة مرجعيون دعا مَن أسماهم بـ»السائحين» إلى زيارات إنمائية بدلاً من الزيارات الانتخابية. فالمنطقة التي خاضت مقاومة الاحتلال تشكّل نموذجاً للوحدة الوطنية لن تهزّها خطابات التحريض والعصبيات.

نصرالله: بري مرشح المقاومة ورئيس للمجلس

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن دولة الرئيس نبيه بري هو مرشح حزب الله وحركة أمل والمقاومة وسيكون رئيساً لمجلس النواب المقبل ولا نقاش لدينا في ذلك، مشيراً إلى أن الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره أساسي في حماية الاستقرار في لبنان.

وفي كلمة له في مهرجان «يوم الوفا لأهل الوفا» في مدينة صور قال السيد نصرالله: «6 أيار هو رسالة للعالم وهي أننا في كل الجنوب لم نترك المقاومة ولم نتخلَّ عنها».

وتطرق السيد نصرالله الى الملف الاقتصادي، دعا الحكومة المقبلة التي ستشكل بعد الانتخابات إلى أن تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة وان تكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، «لذلك طالبنا بوزارة تخطيط»، وقال الأمين العام لحزب الله إن «مواجهة الفساد تحتاج الى حزم والى قرار سياسي جريء، ولبنان بحاجة الى حكومة وحدة وطنية ولا يستطيع أحد أن يلغي أحداً»، داعياً إلى «المزيد من الحوار والتواصل بين كافة القوى اللبنانية في الموضوع المعيشي». وقال «نحن بعد الانتخابات النيابية جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والرئيس بري هو أول مَن طرح مناقشة هذه الاستراتيجية».

وحذّر السيد نصرالله من الطائفية، وقال: «البلد لا يُبنى بالطريقة الطائفية. وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني»، مشيراً إلى أن «المسار الذي يسير فيه لبنان مسار خطير».

حردان: 6 أيار يوم استفتاء للأمل والوفاء

بدوره، أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المرشّح عن دائرة الجنوب الثالثة على لائحة «الأمل والوفاء» النائب أسعد حردان، على معادلة لبنان الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة. داعياً لأن يكون يوم السادس من أيار، يوم استفتاء، للائحة الأمل والوفاء.

وفي لقاء انتخابي حاشد في جديدة مرجعيون توجّه حردان لأهالي حاصبيا بالقول: «يا حراس الأرض والكرامة، يا من كرّستم بالصمود والتضحيات، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لا تسمحوا للسائحين المتسللين تحت جنح خطاب غرائزي، بأن يخدعوكم بالشعارات والوعود، فشعاراتهم مزيّفة، ووعودهم فارغة، ينطبق عليها: اسمع تفرح جرّب تحزن». السائحون الذين مرّوا من هنا، وعن سبق جهل، زعموا بأن هناك أموراً مفروضة عليكم، وهذا تجهيل متعمّد للحقيقة، لأنكم يا أهلنا، أنتم من صنع معادلة الصمود، وهم المفروضون على اللبنانيين».

ووجّه حردان التحية للمرأة في هذه المنطقة، وللسيدات اللواتي أثبتن حضورهن، بأدوارهن الاجتماعية والثقافية والتربوية وفي جميع المجالات. ودعا الحكومة الى أن «تنظر إلى هذه المنطقة بعين الاهتمام، وأن يزورها المسؤولون زيارات إنمائية، لا زيارات انتخابية، فأهل هذه المنطقة راشدون وأصحاب قرار، وهم الأقدر على التعبير عن خياراتهم وقناعاتهم في صندوقة الاقتراع».

وأطلق حردان دعوة للمغتربين، قائلاً: «عودوا، وساهموا في البناء والإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد. شجِّعوا أبناءكم على العودة».

الخلاف الانتخابي إلى الشارع؟

وفي وقتٍ يحمل الأسبوع الطالع استحقاقين، الأول داخلي يتمثل بعملية اقتراع المغتربين في الخارج اليوم وغداً، والثاني انعقاد مؤتمر «بروكسيل 2» لدعم دول النزوح الأربعاء المقبل، سجلت الفرصة الأسبوعية أحداثاً أمنية متنقلة على وقع ارتفاع سقف الخطابات واستعمال مختلف أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة واستعار السجالات الانتخابية والسياسية بين القوى والمرشحين في اللوائح المتنافسة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية.

وبعد الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت خلال الأسبوعين الماضيين شهدت طرابلس والجنوب والشويفات أمس، توترات أمنية مماثلة، ما يؤشر الى أن الخلاف الانتخابي انتقل من الخطابات الى الشارع وسط تحذيرات أمنية بأن تتسع دائرة هذه الاحداث الأمنية الى مناطق مختلفة ما قد يهدّد ضمان سلامة العملية الانتخابية في 6 أيار. وقد عزت مصادر مراقبة هذا الاحتقان في الشارع الى لجوء بعض الأطراف وعلى رأسهم تيار المستقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق الى الخطاب المذهبي والطائفي لاستنهاض القواعد الحزبية والشعبية ما يُعدّ مخالفة صريحة وواضحة للقانون.

غير أن مرجعاً وزارياً وأمنياً سابقاً، وضع هذه الاشكالات الأمنية في إطار التنافس الانتخابي الطبيعي انعكاساً للخطاب الحاد والعالي السقف بين المرشحين قبل أقلّ من أسبوعين لبدء الانتخابات، يلجأ اليه المرشحون لتحشيد أكبر للناخبين لزيادة نسبة الاقتراع لرفع الحاصل الانتخابي، لكن المصدر استبعَد أن تؤثر على مسار وسلامة عملية الاقتراع، مؤكداً لـ «البناء» بأن وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبمؤازرة الجيش اللبناني بإمكانها ضبط العملية الانتخابية والحفاظ على الأمن في مختلف المناطق اللبنانية، مشيراً الى أن «تاريخ الانتخابات في لبنان شهدت اشتباكات إعلامية وسياسية وأمنية».

وعن انتخابات المغتربين أشار المرجع المذكور الى أن «وزارتي الداخلية والخارجية اتخذتا الإجراءات الضرورية لتأمين نزاهة هذه العملية والحؤول دون تزوير أو التلاعب بصناديق الاقتراع، مستبعِداً حصول تزوير»، وأشار الى أن «هيئة الإشراف هيئة مستقلة، لكن ليس مئة في المئة»، لكنه أوضح أن هذه «التجربة الأولى لهذه الهيئة وللتعاون بينها وبين الداخلية، ودعا الى تعديل القانون لتصبح هيئة مستقلة بشكل تام ومنحها المزيد من الصلاحيات لضبط المخالفات الانتخابية والتصرف تجاهها وليس فقط عدّها وتسجيلها»، لافتاً الى أن «تقصير الدولة بتدعيم العنصر البشري في الهيئة والاعتمادات المطلوبة أثّر بشكل سلبي على أدائها».

وشدّد وزير الداخلية، في حديث تلفزيوني على أننا «قادرون على اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية لعدم تطور الإشكالات التي تحصل».

«باريس 4» «رشوى» انتخابية

وقد وقع إشكال أمس، بين مناصري تيار المستقبل والوزير السابق أشرف ريفي، حيث أقدم عدد من الشبان في بلدة بلانة الحيصا في عكار على قطع الطريق العام الدولية بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على زيارة مقرّرة لريفي للبلدة في اطار جولة انتخابية له مع المرشحين على اللائحة المدعومة منه. الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة بين مناصري الطرفين تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة. وتسبب قطع الطريق بزحمة سير وحضرت قوة من الجيش وفتحت الطريق.

وفي حين نفى حزب الله علاقته بإشكال بلدة شقرا الجنوبية بين المرشح علي الأمين ومناصري لوائح أخرى، واضعاً الحادث في إطاره الفردي، كان لافتاً دخول رئيس حزب القوات سمير جعجع وتيار المستقبل على خط الاستغلال الانتخابي والسياسي للحادث، وتناسى المستقبل استخدامه الأساليب «الميليشياوية» منذ أيام لقمع وإلغاء منافسيه من اللوائح الأخرى في أكثر من منطقة لا سيما في كراكاس والطريق الجديدة – الكولا.

وقد واصل رئيس المستقبل سعد الحريري حملة التحشيد الانتخابي، وأطلق أمس، جملة من المواقف خلال زيارته البقاعين الأوسط والغربي، وقد استخدم «مقدرات السلطة» وأموال مؤتمر «باريس 4» التي لم تصل الى لبنان بعد في البازار الانتخابي كـ «شيك» بلا رصيد و «رشوى» انتخابية لأهالي البقاع لاستمالة الناخبين، حيث وعدهم بأن يكون لهذه المنطقة الحصة الأكبر من المشاريع الإنمائية من أموال مؤتمر سيدر. في استمرار لسياسة الوعود الكاذبة التي عهدها البقاعيون لا سيما عرسال، بحسب ما تقول مصادر سياسية عرسالية لـ «البناء»، التي أشارت الى أن «منطقة عرسال كانت مغيّبة منذ عشرات السنوات عن المشاريع الإنمائية»، وذكرت المصادر بإقفال المستوصف الطبي في المدينة الذي أُنشئ بهبة كويتية بعد أن تسلّمه المستقبل»، وأوضحت أن «مزاج العرساليين تغيّر وبات في اتجاه معاكس لخيارات المستقبل الإنمائية والسياسية»، ولفتت الى أن هدف زيارة رئيس الحكومة الى عرسال هو شدّ العصب وجاءت بعد زيارة فاشلة للأمين العام للتيار أحمد الحريري، حيث خالف الاستقبال المتوقع»، مذكرة بـ «نتائج الانتخابات البلدية»، ولفتت الى أن «تيار المستقبل منح الغطاء السياسي لما أسماها المعارضة السورية منذ اندلاع الأحداث في سورية العام 2011، حيث تحوّل هؤلاء المسلحون الى تنظيمات ارهابية فيما بعد، حيث كانت محل رهان المستقبل ورعاتهم في الخارج لتنفيذ المشروع الاميركي الخليجي في المنقطة وإسقاط النظام في سورية وضرب المقاومة من الداخل، لكن المشروع فشل». وتساءلت المصادر: كيف يتحدّث الحريري عن فلسطين فيما يهاجم سورية الدولة العربية الوحيدة الحاضنة للقضية الفلسطينية؟ وأكدت بأن «زيارة الحريري الى عرسال لن تلغي تاريخ المدينة الوطني والمقاوم».

وإذ غلب الطابع النسائي على المهرجان الانتخابي للتيار في عرسال، كشفت مصادر «البناء» عن «استقدام المستقبل عدداً كبيراً من النازحات السوريات الى باحة المهرجان لمضاعفة العدد الذي كان متواضعاً».

سجال عوني كتائبي

واتهم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل حزب الكتائب بالكذب وبعرقلة مشاريع التيار، وردّ رئيس الكتائب سامي الجميل داعياً باسيل الى مناظرة إعلامية انتخابية لكشف الحقيقة، فردّ باسيل بالقول إن «المناظرة تكون بين قيمتين متساويتين وليس بين الكذبة والحقيقة». وتساءل باسيل في مهرجان انتخابي: «لماذا يحقّ لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري التدخل بالانتخابات وعلى الرئيس عون أن يتفرّج؟»، مضيفاً: «يزعجهم وجود رئيس قوي للجمهورية ونحن نقول لهم زمن الرئيس الضعيف قد انتهى». وشدّد على أن «هذه الانتخابات ستكون لها نتيجة واحدة، وهي الشرعية الشعبية لرئيس الجمهورية».

.. و«اشتراكي» – «ديموقراطي»

وشهدت منطقة الشويفات تبادلاً لإطلاق النار بين أنصار «الحزب التقدمي الاشتراكي » وأنصار « الحزب الديمقراطي اللبناني » أمام السراي الإرسلانية في المدينة . وبعد أن تدخّل الجيش وفضّ الخلاف دعا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «المرشحين من كل الاتجاهات إلى التحلي بالروح الرياضية واتباع الكلام العقلاني في التخاطب». وأشار إلى أن الأهم من المرشحين هو جمهور الحزبيين والمناصرين، مؤكداً أن «المواكب الرنانة والسيارة تشكل مصدر إزعاج وتوتر ولا تحمل أي مشروع انتخابي جدي».

مصالحة تطوي صفحة 7 أيار

إلى ذلك، وفي خطوة تعكس إرادة جنبلاطية لطي صفحة 7 أيار 2008 والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك في الجبل، ورفض مشاريع الفتنة المذهبية، رعى جنبلاط أمس، مصالحة جامعة لإنهاء قضية الزيادين التي وقعت منذ 11 عاماً، حيث استقبل في دارته في كليمنصو مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا وممثل الرئيس بري السيد أحمد بعلبكي، بحضور النائب غازي العريضي بحضور عائلة شمص ووالدَي الشهيدين زياد قبلان وزياد غندور. وتمّ خلال اللقاء تثبيت المصالحة والتفاهم وإسقاط الدعاوى القانونية المتعلقة بالقضية.

وشكر النائب جنبلاط السيد نصرالله والرئيس بري على تعاونهما في إنهاء هذا الملف وحرصهما على تثبيت الوحدة الوطنية، كما توجّه بالشكر والتقدير لعائلتي الشهيدَيْن ومواقفهما المسؤولة أثناء تلك المحنة، موكداً أن هذه الصفحة الأليمة قد طُوَيْت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى