نصرالله: لائحة التضامن هي لائحة العهد

رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «دائرة جبيل وكسروان هي باب للحديث عن التعايش الإسلامي ـ المسيحي والعيش المشترك في لبنان»، وأكد الحرص على العيش المشترك وتواصل الناس والبلديات والنّخب والقوى السياسية والحرص على النسيج الوطني وتجنّب الحساسيات. وأضاف «هناك مَن لا يريد معالجة الأزمات، لأن مشاريعه تقوم على الشحن المذهبي والطائفي».

وفي كلمة له في «مهرجان الوفا للعز» لدائرة جبيل ـ كسروان في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، أوضح أن «لائحة التضامن الوطني، كما قال الوزير جان لوي قرداحي هي لائحة العهد، يعني لائحة فخامة العماد الرئيس ميشال عون»، داعياً للتصويت بحرية وضمير وأنتم أهل الوفا للعز وأنتم شاركتم في صناعة العز.

وقال «قناعتنا أنه لا بد من التضامن والشراكة الحقيقية. وهذا ما نقوم به ونفعله، ومن المفترض أننا في لبنان انتهينا من فكرة الطائفة القائدة»، وأضاف «في جبيل هناك قسم متفقون معه سياسياً، ولكن اختلفنا انتخابياً، وهناك قسم مختلفون معه سياسياً وانتخابياً وهناك قسم نتفق معه وحالياً نخوض الانتخابات سوياً».

وأوضح السيد نصر الله أن «الطائفة الشيعية في لبنان لا تسعى كي تكون الطائفة القائدة بل نحن مع التضامن والتعايش والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين». وأضاف «نحن بعد دخولنا في العملية السياسية وإنشاء صداقات وتحالفات كان أول تحدّ هو العودة للشراكة وكانت البوابة قانون الانتخاب»، وذكّر أنه «مع اقتراب الانتخابات النيابية عام 2009 حصل نقاش في قانون الانتخابات والمسيحيون طالبوا بقانون الستين مع بعض التعديلات».

وبخصوص القانون الانتخابي، استطرد السيد نصر الله قائلاً «حصلت الانتخابات وفق قانون الستين عام 2009 ومع اقتراب الانتخابات الجديدة بدأ الحديث عن قانون جديد ينتخب المسيحيون من خلاله نوابهم بشكل أفضل». وأضاف «البعض قال إن أفضل قانون للانتخابات هو القانون الأرثوذكسي». وتابع «كنا سوف نذهب نحو القانون الأرثوذكسي، لكن القوات رفضوا ذلك، وتمّ تمديد المجلس النيابي إلى أن وصلنا للانتخابات الأخيرة». وأوضح «كنا نطالب بالقانون النسبي لأنه الأفضل للتمثيل النيابي بحسب الدائرة الواحدة، لكن تمّ التوصل إلى القانون الحالي وإن كانت الدائرة الواحدة أفضل».

ولفت الى أنه «في قانون الانتخابات منذ البداية قالوا إن هناك موضوع المغتربين وأغلبهم من المسيحيين. وهذا يسمح بالمشاركة ونحن لم نمانع». وأشار الى أنه «في كل الحكومات التي تشكّلت بعد مؤتمر الدوحة 2008، نحن كنّا نتضامن مع المسيحيين، وكنّا نتهم بتعطيل التشكيل، لأننا كنا نطالب بتمثيل مسيحي قوي».

وحول ما يُشاع بخصوص التغيير الديمغرافي، قال الأمين العام لحزب الله «هناك من يقول إن الشيعة يسعون لتغيير ديمغرافي في جبيل وكسروان، علماً أنّهم يذهبون إلى قراهم التي ابتعدوا عنها نتيجة الحروب». ولفت الى أن «الشيعة في جبيل وكسروان يبقون بعيدين عن قراهم بسبب الحرب الأهلية والأحداث التي مرّت لكن الظروف تغيّرت»، وأشار الى أنه «بعد الانسحاب الصهيوني من الجنوب لم يدخل أي أحد من المقاومة إلى جزين ولم يرفع علم لحزب الله أو حركة أمل في جزين». وأضاف «لم يمسّ أحد من المقاومة بأي شخص تعامل مع لحد في جنوب لبنان بعد التحرير ولم تحصل أية محاولة لتغيير ديمغرافي، لأننا لا نفكر في ذلك».

وخلص الى أنه «ليس هناك أي محاولة للتغيير الديمغرافي، ولكن هناك اكتظاظ سكاني كبير ونحن نشجع الناس أن تعود إلى قراها».

وحول اللجوء الى التخويف الدائم بما يخصّ سلاح المقاومة، أوضح السيد نصر الله أن «هناك تخويفاً دائماً من سلاح المقاومة. وهذا يحصل أيضاً في جبيل وكسروان». وأضاف «المعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان في ظل ما يحصل في المنطقة وهذه المقاومة هي التي حررت البلد وساهمت في حماية البلد في وجه العدو الصهيوني والتكفيري». ولفت الى أن «الكل مستهدف من قبل الأعداء والتكفيري لا يفرق بين سني وشيعي ومسيحي».

وأشار إلى أن «كل سلاح حمله مسيحي في قرى البقاع الشمالي، مهما كان مصدره هو سلاح مقاومة، لأنه حمله ليحمي بلده»، ورأى أن المسيحيين يعيشون في جنوب لبنان بشراكة وحرية وأمن وحماية بشكل غير مألوف في تاريخ لبنان، ودعا أهالي جبيل لزيارتهم، وخلص الى أن «المقاومة هي مصدر قوة ومنعة وحماية للبنان وليست مصدراً للتهديد وغير مقبول قول ذلك».

وفي حين سأل الأمين العام لحزب الله «كيف ستحصل التنمية لو كانت «داعش» في لبنان أو كان العدو الصهيوني يقصف كل لبنان»، لفت إلى أن «الدولة هي التي تركتنا وليس الجيش، لأن الجيش كان مستعداً لمواجهة العدو الصهيوني وقدّم تضحيات وشهداء أبطالاً». وأضاف «نحن ليس قدرنا أن نبقى على السلاح ولدينا أعمالنا وحياتنا ويجب أن يحمينا الجيش، لكن هل الجيش اليوم جاهز لهذه الحماية»؟.

وأكد السيد نصر الله الحرص على العيش المشترك وتواصل الناس والبلديات والنخب والقوى السياسية والحرص على النسيج الوطني وتجنب الحساسيات، وقال «نحن نسعى دائماً لعدم إثارة الحساسيات والخصومات وأية مشكلة نسعى لحلها وعلى حساب مصلحتنا، لكن هناك ناس لا يريدون هذا التعايش»، وأضاف «هناك من لا يريد معالجة الأزمات لأن مشاريعه تقوم على الشحن المذهبي والطائفي».

وشدّد الأمين العام لحزب الله على ضرورة أن «نحافظ على مناخ السلام الداخلي رغم الافتراق الانتخابي. وهذه التوصية لكل مَن يدعم لائحة التضامن الوطني»، وثمّن الخطوة «التي قام بها رئيس اتحاد بلديات جبيل وكسروان وهي عبارة عن محبة الناس لبعضها»، وأكد أن «مفتاح جبيل هو عند الرئيس عون والبطريرك الراعي».

وفيما ثمّن «القرار الذي اتخذه الوزير جان لوي قرداحي بتشكيل لائحة التضامن الوطني ودخول السيدات والسادة بها»، أعلن أننا «ذاهبون إلى الانتخابات في لائحة التضامن الوطني من أجل خدمة الناس».

وقال «كل شيء يساعد في خدمة هذه المنطقة سواء عبر الدولة أو عبرنا بشكل خاص، فلن نقصر في ذلك»، وأضاف «لا نريد أن ندخل في مشاكل أو خصومات مع أحد». ورأى أن «الذي بحاجة لشكر أكبر هو قبول أعضاء اللائحة بقبول مرشح حزب الله وحركة أمل بداخلها. وهذه اللائحة سوف تكمل إلى ما بعد بعد 6 ايار».

وبخصوص العلاقات والتحالفات السياسية في جبيل كسروان، اعتبر أن «ما حصل قدّم لنا ربحاً في صداقات وتثبيت صداقات هي غنى في قناعاتنا ونحن حريصون على صداقاتنا وعلاقاتنا». وأضاف «علاقتنا وتحالفنا السياسي مع التيار الوطني الحر مستمر، ولكن ايضاً علاقتنا مع المرشحين في لائحة التضامن الوطني ستستمر وتستكمل».

وحول مرشح حزب الله وحركة أمل في جبيل كسروان، رأى أن «الشيخ حسين زعيتر هو مرشح حزب الله وحركة أمل الوحيد وليس هناك شيء فوق الطاولة أو تحت الطاولة لا في جبيل ولا في أي دائرة». وشكر «العوائل الكرام على تأييدهم لنا وأشكر كل الاخوة في الماكينة الانتخابية وأشكر الأخوة في حركة أمل على تعاونهم أيضاً».

واستهلّ السيد نصر الله كلمته بالقول إن «هدف هذا اللقاء الانتخابي هو التعبير عن التضامن والدعم مع لائحة التضامن الوطني»، ودان المجازر الإرهابية في أفغانستان، وقال «نعبّر عن حزننا لسقوط ضحايا من أبناء الشعب الأفغاني». كما دان الجريمة الصهيونية بحق العالم والأكاديمي الفلسطيني البطش، والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق أهالي اليمن، واعتبر أن «ما يحصل يبين الفكر الإرهابي التكفيري المتمثل بـ «داعش» ولو كان لا زال موجوداً في لبنان، لما كنا استطعنا إجراء الانتخابات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى