نصرالله: مفتاح جبيل كسروان عند عون والراعي بري: الوحدة الوطنية أغلى من مقعد الناشف: لمكافحة الفساد والإرهاب حردان: التصويت في 6 أيار تتويج للصمود والمقاومة

كتب المحرّر السياسي

بينما كان رئيس هيئة التفاوض المعارضة نصر الحريري يكشف لـ«رويترز» قراراً أميركياً ملزماً لكلّ حلفائها بوقف الدعم التسليحي عن تشكيلات المعارضة يطبّق منذ نهاية العام الماضي، في محاولة لتفسير الانهيارات العسكرية التي مُنيت بها تشكيلات الجماعات المسلحة، كان الجيش السوري يحقق المزيد من التقدّم على كلّ من تنظيم داعش وجبهة النصرة في الأحياء الجنوبية لدمشق، خصوصاً في مخيم اليرموك.

السعي لاستباق انتصارت جديدة للجيش السوري بفتح مسار سياسي تفاوضي كان على جدول أعمال اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضمن سلة ملفات حملها ماكرون إلى واشنطن، منها رفع الرسوم الأميركية على مستوردات المعادن الأوروبية ومستقبل التفاهم النووي مع إيران، والأهمّ وفقاً لمصادر إعلامية روسية هو سعي ماكرون الذي تبلّغته موسكو لجعل القمة الأميركية الروسية ثلاثية تضمّ معهما فرنسا أملاً بحجز دور أكبر لفرنسا في التسويات المقبلة، لا تبدو واشنطن متحمّسة له.

في المنطقة دوّت أصداء عملية الاغتيال التي نفّذتها طائرات تابعة للنظام السعودي واستهدفت رئيس مجلس الرئاسة اليمني في صنعاء، وتركت مواقف غاضبة لدى قيادة «أنصار الله» عبّر عنها السيد عبد الملك الحوثي بتأكيد أنّ الثمن سيكون غالياً وأنّ المحاسبة آتية، وخلال الليل أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية أنّ قصفاً مكثفاً يستهدف جنوب السعودية، فيما توقعت مصادر مقرّبة من «أنصار الله» موجة صاروخية نوعية تستهدف القصور الملكية في الرياض وربما خارجها رداً على عملية الاغتيال.

لبنانياً، تواصلت ردود الأفعال ومحاولات الاستثمار على إهداء رئيس اتحاد بلديات كسروان جبيل جوان حبيش مفتاحاً رمزياً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وجاءت إطلالة السيد نصرالله على الناخبين في قضاءي جبيل وكسروان تأكيداً على التقدير الذي سيبقى لكلّ مَن وقف مع المقاومة، وإعلان أنّ مفتاح جبيل كسروان عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي.

وفي سياق القلق ذاته من العبث بالوحدة الوطنية في ظلال الخطابات الانتخابية، كما عبّر السيد نصرالله، جاء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري ليرسم معادلة رفض المخاطرة بالوحدة الوطنية لقاء مقعد نيابي، ليبدو أنه بقدر ما في الانتخابات مَن يحمل سلاح التحريض واصطناع التوترات الطائفية والمذهبية، فإنّ الحلف المقاوم المستهدَف بمشاريع الفتن والعصبيات يبقي الوحدة الوطنية في موقعها المتقدّم على العملية الانتخابية.

الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يواصل خوض معاركه الانتخابية تحضيراً وتعبئة في أكثر من دائرة، عبّر عن أولوية مكافحة الفساد والحرب على الإرهاب في خطابه السياسي المؤسّس على خيار المقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من جهة، والسعي لدولة ترتقي نحو مفهوم المدنية والمواطنة بعيداً عن العصبيات، كما قال رئيس الحزب حنا الناشف ورئيس المجلس الأعلى أسعد حردان الذي دعا ناخبي قضاء مرجعيون حاصبيا إلى اعتبار التصويت في السادس من أيار تتويجاً لمسيرة الصمود والمقاومة.

نصرالله: «التضامن الوطني» لائحة العهد

ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على حملة التحريض التي تشنها قوى 14 آذار ضد حزب الله واتهامه بإحداث تغيير ديمغرافي في كسروان جبيل، موضحاً أنه «ليس هناك أي محاولة للتغيير الديمغرافي، ولكن هناك اكتظاظ سكاني كبير ونحن نشجّع الناس أن تعود إلى قراها». وشدّد على أن «دائرة جبيل وكسروان هي باب للحديث عن التعايش الاسلامي ـ المسيحي والعيش المشترك في لبنان»، ومؤكداً الحرص على العيش المشترك وعلى النسيج الوطني وتجنّب الحساسيات». وأضاف «هناك مَن لا يريد معالجة الأزمات، لأن مشاريعه تقوم على الشحن المذهبي والطائفي».

وفي كلمه له في مهرجان انتخابي لدائرة جبيل ـ كسروان في الضاحية الجنوبية، أوضح السيد نصرالله أن «لائحة التضامن الوطني، كما قال الوزير جان لوي قرداحي هي لائحة العهد، تعني لائحة فخامة العماد الرئيس ميشال عون».

المعادلة الذهبية تحمي لبنان

وردّ السيد نصرالله على لجوء بعض القوى السياسية الى التخويف الدائم من سلاح المقاومة، وقال: «المعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان في ظل ما يحصل في المنطقة. وهذه المقاومة هي التي حرّرت البلد وساهمت في حماية البلد في وجه العدو الصهيوني والتكفيري»، وأشار الى أن «كل سلاح حمله مسيحي في قرى البقاع الشمالي مهما كان مصدره هو سلاح مقاومة لأنه حمله ليحمي بلده». ورأى أن المسيحيين يعيشون في جنوب لبنان بشراكة وحرية وأمن وحماية بشكل غير مألوف في تاريخ لبنان»، وشدّد على أن «المقاومة هي مصدر قوة ومنعة وحماية للبنان وليست مصدراً للتهديد». وقال: «الطائفة الشيعية في لبنان لا تسعى لكي تكون الطائفة القائدة، بل نحن مع التضامن والتعايش والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين».

ولفت الى أن «الدولة هي التي تركتنا وليس الجيش، لأن الجيش كان مستعداً لمواجهة العدو الصهيوني وقدّم تضحيات وشهداء أبطالاً»، وأضاف «نحن ليس قدرنا أن نبقى على السلاح ولدينا أعمالنا وحياتنا ويجب أن يحمينا الجيش، لكن هل الجيش اليوم جاهز لهذه الحماية؟».

مفتاح جبيل كسروان عند عون والراعي

ووضع السيد نصرالله النقاط على الحروف في قضية مفتاح كسروان – الفتوح، وثمّن الخطوة «التي قام بها رئيس اتحاد بلديات جبيل وكسروان وهي عبارة عن محبة الناس لبعضها»، لكنه أعاد مفتاح جبيل الى الرئيس ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وإذ قال جوان حبيش بأن «السيد نصرالله بيستاهل أكثر من ذلك»، اعتبرت مصادر سياسية مسيحية في جبيل لـ «البناء» أن «إعادة السيد نصرالله مفتاح كسروان – جبيل الى عون والبطريرك، تأكيد على رمزية هذه المنطقة وبالحالة المسيحية الطاغية فيها واحترام البيئة الشعبية وإجهاض محاولات الاستغلال الانتخابي والسياسي»، ولفتت الى أن «مكانة السيد نصرالله في قلوب الجبيليين والكسروانيين»، وأشارت الى «محاولات حزبي الكتائب والقوات إعادة المسيحيين الى حالة العداء مع المكونات الطائفية الاخرى في البلد كما كان الحال بعد إنشاء دولة لبنان الكبير والذي أدّى في ما بعد الى انخراطهم في الحرب الاهلية في العام 1975»، موضحة أن «الرئيس ميشال عون حرر المسيحيين من الذهنية المتطرفة ومن الارتهان للغرب»، وأكدت أن «المسيحيين لن يعودوا الى تلك الحقبة المشؤومة». واتهمت المصادر «الكتائب والقوات بمحاولة وضع المسيحيين في وجه حزب الله وسلاحه وزرع الفتنة في المناطق المشتركة تنفيذاً لرغبات وإملاءات سعودية وأميركية»، وشدّدت على أن «التعايش بين المسيحين والمسلمين، خصوصاً الشيعة نموذج يُحتذى به في كل لبنان». ولفتت المصادر الى أن العمل بعد الانتخابات سيتركز على «نقل التفاهم الاستراتيجي بين القائدين التاريخيين السيد نصرالله والرئيس عون الى القواعد الشعبية والمجتمعات لتكون قادرة على مواجهة أي مشروع للفتنة الطائفية في كل لبنان».

برّي: وحدة اللبنانيين أهم من المقعد النيابي

بدوره، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «المطلوب من كل القوى التي تخوض غمار ا نتخابات النيابية تقديم خطاب سياسي انتخابي هادئ وعاقل يطمئن الناخب وليس العكس»، فتاً الى أنه من الجريمة بمكان بحق لبنان واللبنانيين الوصول الى يوم السادس من ايار والى مجلس نيابي جديد على أنقاض الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي .

وأكد أمام الوفود الشعبية التي أمّت دارته في المصيلح ان قيمة ي مقعد نيابي بالزائد او بالناقص، لهذا الطرف او ذاك، إذا خسر اللبنانيون نعمة وحدتهم لمصلحة نقمة ولعنة التشرذم. وقال: «ا نتخابات هي استحقاق وطني بامتياز يجب أن تُقارب وتنجز بوسائل وطنية، وليس باستهدف المحرمات الوطنية وإسقاطها على مذبح أهواء وشهوات البعض» .

الناشف: سننتصر على الإرهاب ودوله

وطرح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين حنا الناشف مجموعة من العناوين للخروج من أزماتنا، «أولها وأكبرها الحساب والمحاسبة، وإزالة الغطاء وسقف الحماية عن الفاسدين أياً كانوا ومهما بلغت شأوهم وبلغ نفوذهم – تقوية الرقابة على كافة منافذ الدولة لمنع الرشاوى ولمضاعفة الدخل العام – البحث الجدي في تحويل الاقتصاد من اقتصاد خدمي إلى اقتصاد منتج وحماية الصناعات الوطنية – العمل في منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا على بناء الإنسان الجديد المؤمن بوطنه وبشعبه دون أيّ تفرقة، والمزوّد بالمعرفة والأخلاق والقيم، والمصرّ على تقديم مصلحة المجتمع والوطن على مصلحة الفرد والعائلة والعشيرة ـ اجتراح قانون انتخاب عصري نسبي كامل شامل، يسمح للمواطن بانتقاء الأفضل فكراً وأخلاقاً ووطنية وصدقاً وعملاً. ليشكّل درعاً حقيقية لحماية مكاسب الوطن ولحماية المواطن ممّن يكبّله ليبقيه رهينة التخلف والفوضى والتدمير الذاتي».

وخلال احتفال أقامته مديرية بيت شباب التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة افتتاح مشروع المديرية النموذجية، أكد الناشف أنه «سيأتي يوم وهو قريب سيدوّي فيه انتصارنا على الإرهاب ودول الإرهاب، وسيشاهد العالم وسيشهد أنّ إرادة شعبنا لا تنكسر، وإن إرادة الأمة إذا شاءت الحياة فهي لا تردّ وستحيا، ولن تقف دون تحقيق إرادتها كلّ قوى الشرّ».

حردان: 6 أيار يوم تثبيت الخيارات

بدوره، شدّد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المرشح في دائرة الجنوب الثالثة النائب اسعد حردان على ضرورة أن يكون التصويت كثيفاً في السادس من أيار، مؤكداً أن أبناء مناطق الجنوب الذين صمدوا في مواجهة الاحتلال، وترجموا هذا الصمود ثباتاً ونضالاً وانتصارات مع مقاومتهم وجيشهم، ستكون لهم الكلمة الفصل بثبيت خياراتهم المعززة للوحدة الوطنية، من خلال الثقة الكبيرة التي سيمنحونها للائحة الأمل والوفاء التي تلتزم خيار الصمود والمقاومة والإنماء.

الحكومة إلى «بروكسل 2» بلا خطة واضحة

في غضون ذلك، وصل الوفد الوزاري اللبناني الى بروكسل أمس، للمشاركة في مؤتمر دعم دول النزوح، على أن يغادر الرئيس سعد الحريري الى بلجيكا اليوم.

وفي ضوء نتائج مؤتمر باريس 4 الأولية، تتزايد الشكوك حول جدوى هذه المؤتمرات الدولية وما إذا كانت تشكّل خريطة الطريق أو المسار الصحيح لحل أزمة النازحين، في ظل خضوع رئيس الحكومة وقوى 14 آذار للقرار الخارجي الرافض حلاً فعلياً لأزمة النزوح عبر التنسيق مع الحكومة السورية، وربط المساعدات المالية بإبقاء النازحين في لبنان.

ولم يبدِ مصدر وزاري مطلع على ملف النازحين تفاؤله بنتائج المؤتمر، مشيراً لـ«البناء» الى أن «الحديث عن دعم لبنان بالمساعدات سيبقى مجرد وعود وما سيحصل عليه لبنان أقل بكثير من الوعود»، وأوضح أن «الحكومة لا تملك خطة واضحة وجدولاً زمنياً لمعالجة الأزمة لتعرضها على الأمم المتّحدة والدول الداعمة في المؤتمر»، ولفت الى أننا «بحاجة الى سياسة وطنية موحّدة إزاء مواجهة الأزمة وإخراجها من إطار التجاذب والتوظيف السياسي والانتخابي»، وتساءل لماذا لم تقدّم الحكومة اللبنانية خطة عاجلة لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سورية؟

ودعا المصدر الى تشكيل لجنة لبنانية أممية مشتركة لرصد رغبة النازحين إزاء العودة الى بلدهم في ظل تذرع الأمم المتحدة بأن النازحين لا يرغبون بالعودة، وأشار الى أنه «لا بد من التنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية المعنية لإعادة النازحين». وحذرت المصادر من «الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لاستمرار أزمة النازحين».

وفي وقت حذّرت مصادر في 8 آذار، من «عملية تهريب لقانون جنسية جديد يشمل محظوظين من أصحاب المصارف ورؤوس الأموال»، نفى رئيس الحكومة الحديث عن التوطين، وقال تعليقاً على المادة 49 في الموازنة ، «الدستور يمنع التوطين ولا احد في البلد يريد التوطين». أضاف «هناك عنصرية في هذه الطروحات، وبتاريخ لبنان لا يوجد توطين».

وعن قانون العفو عن الإسلاميين، قال: «نعمل على إنجاز قانون العفو، ولكن هذا الأمر يحتاج الى توافق سياسي، على ان يشمل الذين يستحقون بالفعل هذا العفو». وربط الحريري بين البحث بسلاح حزب الله وبين الاستراتيجية الدفاعية .

الى ذلك، صدر في ملحق الجريدة الرسمية قانون الموازنة العامة وحمل الرقم 79، باستثناء المادة 49 التي وعد الرئيس عون بتوجيه رسالة في شأنها الى المجلس النيابي، حيث جمّدت وزارة الداخلية إصدار المراسيم الإجرائية لتنفيذ هذه المادة بانتظار قرار المجلس النيابي الذي سيعيد النظر فيها. والمتوقع أن يتولى ذلك المجلس النيابي الجديد لتعذر عقد جلسة تشريعية قبيل نهاية ولاية المجلس الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى