لقاء ثلاثي للدول الضامنة بشأن سورية في موسكو السبت.. وروسيا ستسلّم دمشق منظومات دفاع جوي متطوّرة قريباً

كشف مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن وزراء خارجية الدول الضامنة في مفاوضات أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، سيعقدون اجتماعاً في العاصمة الروسية موسكو السبت المقبل.

وأكد المصدر في حديث إلى وكالة «تاس» الروسية الرسمية أن الاجتماع المتوقع عقده في 28 الشهر الجاري سيتركّز على التسوية السورية، من دون شرح أي تفاصيل إضافية.

والتقى وزراء خارجية الدول الثلاث لآخر مرة في العاصمة الكازاخستانية أستانة في 16 مارس، حيث بحثوا سبل دعم نظام وقف العمليات القتالية الذي أعلن في سورية بفضل الاتفاق على تخفيض التوتر.

في شأن آخر، اعتبرت طهران، في أول تعليق لها على خطة الولايات المتحدة لإرسال جيوش عربية إلى سورية، أن هذه الخطوة، حال اتخاذها، ستؤدي إلى تداعيات خطيرة.

وقال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، في تصريح أدلى به اليوم الأربعاء: «إن وجود جيوش عربية شمال سورية سيؤدي إلى مواجهة خطيرة مع تركيا».

وشدّد رضائي على أن «خطة واشنطن لإرسال جيوش عربية إلى سورية ستبوء بالفشل».

من جهته، اعتبر مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، أن إرسال قوات قطرية إلى سورية «عمل خاطئ سيكون هدفه تعقيد الأزمة السورية»، مؤكداً رفض إيران لهذا الأمر.

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مراراً خلال الشهر الماضي أن الدول العربية عليها أن تتولى الدور الأساسي في مكافحة الإرهاب في سورية، معرباً عن رغبته القوية في سحب قوات أميركا من الأراضي السورية.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر مسؤولة في إدارة ترامب أنها تسعى لحشد عسكريين من الدول العربية ليحلوا محل الجنود الأميركيين في سورية من أجل استقرار الأوضاع شمال شرق البلاد.

بدورها، أكدت السعودية أنها تبحث مع الولايات المتحدة إمكانية إرسال قوات من التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب في سورية، فيما دعت، أمس الثلاثاء، على لسان وزير خارجيتها، عادل الجبير، قطر لإرسال قوات من جيشها إلى سورية إذا كانت لا تريد أن تخسر الدعم العسكري الأميركي.

وفي السياق، قال نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع يوري شفيتكين إن إدخال قوات قطرية إلى سورية من دون إذن الحكومة السورية سيكون «انتهاكاً صارخاً للقانون الدوليّ، وعدواناً قد يؤدّي إلى اشتباكات عسكرية خطيرة».

واعتبر شفيتكين في تصريح صحافي أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير «مجرد هراء، ومحاولة أخيرة للحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة في سورية».

من جهتهما، كشف مسؤولان روسيان في مجلس الاتحاد عن أن موسكو تعارض قطعياً إرسال قوات عربية إلى سورية، وقال السيناتور الروسي إيغور موروزوف إن ذلك «انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي». وأضاف في تصريح صحافي أن «إرسال قوات من قطر وبلدان خليجية ومصر إلى سورية هو مبادرة من الولايات المتحدة».

من جانبه عبر السيناتور الروسي فرانس كلينتسيفيتش عن اعتقاده بأن إرسال القوات القطرية إلى سورية «سيتسبب بظهور فوضى إضافية ووقوع ضحايا جدد لا غير».

وفي بيان له قال كلينتسيفيتش إن «تصريح وزير الخارجية السعودي هو التخويف الحقيقي، وتدفع السعودية قطر للقيام بأعمال غير شرعية، وهذا غريب جداً، إذ إن الرياض تدرك أن ذلك لن يسفر عن شيء إلا ظهور المزيد من الفوضى ووقوع ضحايا جدد لا معنى لها»، مشككاً في احتمال خروج الولايات المتحدة من سورية في المستقبل القريب.

إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أمس، أنّ موسكو ستسلّم سورية قريباً منظومات دفاع جويّ متطوّرة.

رئيس إدارة العمليات لدى قيادة الأركان العامة الروسية أكدّ أنّ الخبراء العسكريين الروس سوف يستمرّون في تدريب زملائهم السوريين في ما يتعلّق باستخدام الأسلحة الجديدة.

المسؤول العسكريّ الروسيّ أعلن أيضاً أنّ منظمة حظر الكيميائيّ أكدت عدم العثور على أيّ أسلحة كيميائية في معهد الأبحاث في برزة بدمشق، حيث تزعم واشنطن أنها موضوعة.

وأشار إلى أن المستشارين الروس ساهموا في إصلاح وتحديث قوات الدفاع الجوي الروسية، مؤكداً أن معظم الصواريخ الغربية عالية الدقة والتي تمّ اعتراضها جرّاء العدوان الثلاثي في وقت سابق من الشهر الحالي دُمّرت من قبل منظومات الدفاع سوفياتية الصنع «إس- 125» و»أو أس إيه» و»كوادرات « والتي يبلغ عمرها 40 عاماً.

وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع السورية قامت بتحليل مفصّل لنتائج الغارات الغربية، وأدخلت على أساس ذلك سلسلة تعديلات في نظام الدفاع الجوي للبلاد بغية رفع فعاليته.

ودحض المسؤول الروسي تصريحات مسؤولين أميركيين بخصوص نتائج القصف الذي تمّ بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، مواقع للحكومة السورية ليلة 14 نيسان/ أبريل الماضي، والتي تتحدّث عن إصابة كل الصواريخ وعددها 105 أهدافها.

وأكد أن العسكريين الروس، استناداً إلى التحليل المفصّل لنتائج الغارات الصاروخية الغربية، خلصوا إلى استنتاج بأن 22 صاروخاً فقط، لا أكثر، أصابت أهدافها.

ميدانياً، واصل الجيش السوري والقوات الرديفة معركة تأمين مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق. ويكثف سلاح الجو من غاراته الجوية والقصف بالدبابات على تحصينات مسلحي داعش الأمر الذي مهّد لتقدم في مزارع الجورة في حي القدم، ولقطع حركة الإمداد في الحجر الأسود.

وفي القلمون الشرقي ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية أنه جرى الانتهاء من إعداد 47 حافلة ستقل مئات المسلحين وعائلاتهم إلى جرابلس وإدلب في الشمال السوري.

وكانت بلدة الرحيبة قد شهدت احتفالات بإخراج المسلحين منها تمهيداً لإعلان ريف القلمون الشرقي آمناً، حيث احتشد أهالي البلدة عند مدخلها ورفعوا العلم السوري مرددين هتافات تحيي الجيش.

الجيش السوري واصل أول أمس الثلاثاء، عملياته جنوب دمشق واستعاد مزارع عدة. في حين ذكر الإعلام الحربي أن ألف شخص من المسلحين وعائلاتهم في القلمون الشرقي اختاروا التسوية مع الدولة السورية بعدما كان مقرّراً خروجهم في الدفعة الثالثة والأخيرة.

ممثل القاعدة الروسية في قاعدة حميميم أكد أن وسائل الدفاع الجوي الروسية أسقطت أهدافاً جوية مجهولة فوق القاعدة في سورية.

من جهة أخرى، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم الأربعاء أن خبراءها المحققين في مزاعم الهجوم الكيميائي في دوما السورية قاموا بزيارة ثانية إلى المدينة.

وأكدت المنظمة في بيان صحافي أن خبراء بعثة تقصّي الحقائق المنتشرة في دمشق 14 نيسان/ أبريل الحالي زارت موقعاً ثانياً للهجوم الكيميائي المزعوم الذي وقع في 7 الشهر نفسه، وأخذت عيّنات منه، لتسلمها إلى مخبر للمنظمة في مدينة رايسفايك الهولندية.

وكانت رئاسة الأركان الروسية أعلنت أيضاً أنّ منظمة حظر الكيميائيّ أكدت عدم العثور على أيّ أسلحة كيميائية في معهد الأبحاث في برزة بدمشق، حيث تزعم واشنطن أنها موضوعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى