مهدي: الصراع الوجودي مع الاحتلال يشمل العالم كله واليوم استهدفنا في ماليزيا

تحية لأرواح شهداء «جمعة الشهداء والأسرى» في مسيرة العودة وكسر الحصار، ولروح شهيد العلم وفلسطين، الدكتور المهندس فادي البطش في ماليزيا. ولروح شهيد العمل الإنساني في تعز، المسعف اللبناني في الصليب الأحمر الدولي حنا لحود.. بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، أقيم لقاء تضامني مع المعاني النبيلة التي استشهدا في سبيلها في «دار الندوة»، بحضور ممثلين عن القوى والأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية والهيئات النقابية، وحضر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو المجلس الأعلى سماح مهدي وعضو المكتب السياسي وهيب وهبي.

مهدي

كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عضو المجلس الأعلى سماح مهدي، فقال:

«في خطاب العودة الذي ألقاه أنطون سعاده بتاريخ الثاني من آذار عام 1947، قال إننا نرفض أن يكون في لبنان نور، وألا يشعّ هذا النور على كل العالم».

فها هو لبنان يطبق هذه القاعدة عبر ما قدّمه الشهيد المسعف حنا لحود أثناء قيامه بواجبه الإنساني ضمن نطاق الصليب الأحمر في اليمن الشقيق. ارتقى شهيدنا حاملاً معه أرزة خضراء فيها جذوة من نور لبنان.

لقد أراد سعاده من تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أن يكون خطة نظامية معاكسة في مواجهة الحركة الصهيونية والمشروع اليهودي. ومن هنا كان أن ارتقى أول شهداء الحزب الرفيق حسين البنا في نابلس جبل النار في فلسطين أثناء قيامه بواجبه القومي دفاعاً عنها.

نحن نؤمن بأن صراعنا مع هذا الكيان الغاصب لم يكن يوماً صراع حدود، بل هو صراع وجودي. هو حرب شاملة على كل الصعد، العسكرية والثقافية والاقتصادية والعلمية، وما عملية اغتيال الشهيد الدكتور فادي البطش إلا دليل على ذلك.

في قناعاتنا ليست القوة المادية فقط هي القادرة على هزيمة أعداء الأمة، بل يجب تعزيزها بقوة روحية مستمدّة من إيمان راسخ وعقيدة ثابتة.

ومن هنا اصطلح على تسمية بلادنا بالهلال الخصيب، لا بمفهوم زراعي فقط، فهي أرض إضافة إلى الغلال تنتج صناعة وثقافة وفكراً ومقاومة ونصراً.

لسوريانا بفلسطينها وشامها، بلبنانها وعراقها، بأردنها وكويتها، سيبقى هتافنا يدوّي لتحي سورية.

كلمات

الوزير السابق بشارة مرهج قال في كلمته: «إننا إذ نجتمع هنا لنتمسّك بالقيم التي مثلها الشهيد فادي البطش والقيم التي مثله الشهيد حنا لحود، ولنعمل معاً من أجل أن تبقى هذه القيم هي الأساس في حياتنا الوطنية والقومية، ومن أجل تمجيد ذكراهما لأنهما كانا غاليين على كل بيت عربي وفلسطيني».

وطالب المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، بفتح تحقيقات في حادثة اغتيال البطش، مشيراً إلى أن «استشهاده في يوم استشهاد إخوانه أبناء غزة شهداء «جمعة الغضب الرابعة»، يجعله أيضاً شهيد «مسيرة العودة وكسر الحصار» ما يتطلّب تحركاً حاسماً من الحكومة والشعب في ماليزيا، لأن في هذه الجريمة أيضاً اعتداء على سيادة ماليزيا وأمنها واستقرارها».

ثم تحدّث القيادي في حركة المقاومة مشهور عبد الحليم فقال: «استشهاد البطش قدر الشعب الفلسطيني وقدر المجاهدين والأحرار في العالم، نعتز بشهادته، وهو واحد من قافلة الشهداء المستمرّة، لم تتوقف هذه المسيرة عند هذا الشهيد أو ذاك، حتى تتحرّر فلسطين كل فلسطين من رجس العدو الصهيوني».

ورأى عضو المجلس السياسي لـ «حزب الله» الدكتور علي ضاهر، أن «الحرب مع العدو الصهيوني هي حرب مفتوحة، تقابلها مواجهة ومقاومة شريفة وضعت نصب أعينها أن تواجه هذا العدو، ووضعت هدفاً لها لا تحيد عنه، بالرغم من كل ما يحيط بها من مؤامرات، إلا وهو التحرير تحرير فلسطين كل فلسطين».

واعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في «حركة الجهاد الإسلامي» في بيروت، محفوظ منوّر، أنه «من الشهيد البطش إلى الشهيد لحود إلى شهداء جمعة الشهداء والأسرى في مسيرات العودة إلى شهداء الإعداد من السرايا إلى شهداء اليمن المستهدَف واحد هو شعوب الأمة والأحرار الذين يرفضون الانصياع لإملاءات طغاة العصر، والفاعل واحد هو العدو الصهيوني وأدواته».

وأوضح بأنه «عندما تمّ استهداف علماء العراق وإيران، وقبلهم علماء عرب ومسلمين، كان الهدف هو تصفية العقول والأدمغة التي ستواجه العقول المجرمة للعدو. وكانت بصمات الموساد بمساعدة الاستخبارات الأميركية والغربية واضحة».

ودعا منور «كل عاقل وحريص وغيور على القضية الفلسطينية أن يفعل ما يمليه عليه ضميره وانتماؤه للقضية الفلسطينية، لأننا أمام مرحلة مفصلية من تاريخ قضيتنا».

وتحدّث باسم حركة «فتح» ناصر أسعد، فقال إن «الذاكرة الوطنية الفلسطينية تسجل بفخر واعتزاز، بطولات هؤلاء الأسرى الميامين عبر تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، لما قدّموه من نضالات لن يسجل التاريخ مثيلاً له».

وأضاف أسعد: «منذ عشرات السنين والعدو يقوم باستهداف كل العقول والأدمغة والشعراء والأدباء، والقيادات السياسية الفلسطينية والعربية في العالم أجمع».

وقال المحامي رمزي دسوم باسم «التيار الوطني الحر»: «لا اعتقد أن هناك أنبل من قضية فلسطين كي تجمعنا. فمن البطش الذي هو شهيد فلسطين وشهيد العلم وبصمات الموساد في اغتياله، إلى حنا لحود المسعف اللبناني في الصليب الأحمر. الصراع مفتوح داخلياً وخارجياً إنه صراع وجود وليس صراع حدود. والتجربة علّمتنا نحن اللبنانيين أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، من تحرير عام 2000 إلى نصر تموز 2006».

وختم اللقاء محمد بكري «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، فقال: «الشهيد شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو جسر ليعبر الآخرون إلى الحرية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى