ولايتي: لن نقبل عقوبات جديدة ضدّنا تحت أيّ مسمى.. وزاخاروفا لا نرى إمكانية تعديل الاتفاق وترامب يفكر بالانسحاب

أعلنت إيران أنها لن تتمسك بالاتفاق النووي إذا تسبّب لها بضرر، فيما رفضت روسيا أي تعديل في هذا الاتفاق، كذلك أبدت ألمانيا تمسكها بالاتفاق النووي، بالرغم من تصريحات ترامب الأخيرة التي أشار فيها إلى أنّ ماكرون غير رأيه تجاه الاتفاق النووي بعد زيارته إلى الولايات المتحدة.

ولايتي

قال مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، «إنّ بلاده ستعمل بما يخدم مصلحتها إذا كان طرف من الأطراف يريد نقض الاتفاق النووي».

وأضاف ولايتي، أمس، «أنّ إيران لن تتمسك بالاتفاق النووي إذا تسبب لها بضرر»، مشيراً إلى أنها «لن تقبل عقوبات جديدة ضدّها تحت أي مسمّى».

وتابع مستشار الشؤون الخارجية: «إيران ليست مستعدّة للبقاء في اتفاق يشكّل لها ضرراً»، مضيفاً: «إذا كان طرف من الأطراف يريد نقض الاتفاق النووي فإيران ستعمل بما يخدم مصلحتها».

كما لفت إلى أنه «إذا خرجت أميركا من الاتفاق فسنخرج منه»، متابعاً: «إذا بقيت أميركا في الاتفاق، لكنها طرحت عقوبات باسم جديد فلن تقبل إيران بهذا الأمر».

زاخاروفا

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية «أنّ موسكو لا ترى إمكانية لتعديل الاتفاق النووي مع إيران أو إدخال إضافات عليه»، معربة عن «القلق إزاء تصريحات واشنطن وباريس الأخيرة بهذا الخصوص».

وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أمس: «أما بخصوص خطة الأعمال المشتركة الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني وكل ما يحدث حولها، فإن كل ذلك يثير قلقاً جدياً لدينا».

وأوضحت أنّ «الحديث يدور تحديداً عن التصريحات الأخيرة للرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاتفاق النووي مع إيران».

وأشارت زاخاروفا إلى أنّ «روسيا أعلنت مراراً أننا لا نرى إمكانية لإعادة التصويت على هذه الوثيقة أو إدخال تعديلات أو إضافات عليها».

وأضافت زاخاروفا «أنّ الاتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني يعتبر آلية متوازنة تراعي مصالح جميع الأطراف»، مشيرة إلى أنّ «تدمير ميزان المصالح سيؤدي إلى عواقب خطيرة على الأمن الدولي ونظام عدم الانتشار».

وأعادت إلى الأذهان أنّ «الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا كانت ترفض مقترحات واشنطن بإعادة النظر في الاتفاق النووي». وتساءلت: «ماذا تغيّر خلال نصف العام الأخير»؟… و«ما حدث للدول الأوروبية التي غيرت موقفها»؟

وأكدت زاخاروفا أنّ «موسكو ستبقى متمسكة بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع إيران طالما التزمت به الأطراف الأخرى في الصفقة»، مشيرة إلى أنّ «روسيا لن تلتزم بالاتفاقيات المنفصلة التي قد تتوصّل إليها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا».

من جهة أخرى، وصفت وزارة الخارجية الروسية لقاء وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران المرتقب في موسكو في 28 من نيسان الحالي بأنه «سيكون استثنائياً».

وأشارت الخارجية الروسية إلى «أنّ سيرغي لافروف سيبحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو، الوضع المتصاعد بشأن البرنامج النووي الإيراني».

ترامب

فيما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أنّ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون غيّر وجهة نظره إزاء الوضع مع إيران عقب زيارته إلى واشنطن».

وقال ترامب أثناء مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أمس: «بإمكاني أن أتحدّث من وجهة نظري، لكنه ماكرون يرى إيران بصورة مختلفة عما رآها قبل دخوله المكتب البيضاوي، حسب اعتقادي. وأعتقد ذلك مهما.. وهو يدرك على ماذا أعتمد عندما يدور الحديث عن إيران».

وجدّد ترامب انتقاده الإدارة الأميركية السابقة، لأنها عقدت «صفقة مروّعة مع إيران التي نقلت في إطارها إلى الجمهورية الإسلامية طائرات تحمل صناديق وحاويات بـ 1.8 مليار دولار من الأوراق النقدية».

وأشار ترامب إلى أنّ: «كل ما يفعلونه الإيرانيون هو الصراخ: الموت لأميركا ، ولا شيء آخر. فنحن لم نرصد قواربهم الصغيرة عائمة قرب سفننا في المحيط، لأنهم يدركون أنه إذا استمروا في الإبحار حول سفننا فإنها القوارب لن تبحر هناك قريباً».

ماتيس

بدوره، علّق وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على مستجدات الاتفاق النووي الإيراني خلال جلسة استماع أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ، حيث أكد أنه «لم يتم اتخاذ أيّ قرار بشأن الانسحاب من هذا الاتفاق، وأنّ المناقشات ما زالت جارية بهذا الخصوص».

إلا أنه رأى «أنّ هناك بعض الجوانب في الاتفاق يمكن تعديلها»، مشيراً إلى أنّ «واشنطن تعمل على هذا الأمر مع الأوروبيين».

وعن إمكانية نشوب حرب بين «إسرائيل وإيران»، أشار ماتيس إلى أنه «من المرجّح أن تنشب هذه الحرب في سورية، نظراً لأنّ إيران تستمرّ في دعم وتأييد إجراءات الحرب بالوكالة عبر حزب الله».

وفي سياق آخر، لفت ماتيس إلى أنّ الجانب العراقي من الحدود «سيشهد زيادة في العمليات العسكرية، في حين أنّ القوات الخاصة الفرنسية ستعزّز دعمها للعمليات في وادي الفرات على الجانب السوري».

وأضاف وزير الدفاع الأميركي «أنّ المنطقة ستشهد توسيع نطاق العمليات بدعم من قوات إقليمية»، معتبراً أنّ هذا الأمر «يمثل أكبر تحوّل في المسرح الميداني».

ماكرون

من جهته، ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، «أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن خلال تصريحاته، يعتزم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني».

وأضاف ماكرون في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن: «لا أعلم ما هو القرار الأميركي تجاه الاتفاق النووي الإيراني، لكن التحليل العقلاني لكل تصريحات الرئيس ترامب لا يسمح لي بالاعتقاد بأنه سيفعل كل شيء للبقاء ضمن اتفاق إيران النووي».

وكان ماكرون دعا أثناء مؤتمره الصحافي المشترك مع ترامب، يوم الثلاثاء الماضي إلى العمل معاً على تعديل الاتفاق النووي مع إيران ليشمل معالجة برنامج صواريخها الباليستية و«الحد من هيمنتها على المنطقة».

وأكد الرئيس الفرنسي «أنّ بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني ولن تنسحب منه ما لم يكن له بديل ثابت، فيما جدّد ترامب رفضه للاتفاق النووي بصيغته الحالية»، مؤكداً أنه «سيعلن عن قرار بشأنه في الثاني عشر من الشهر المقبل».

مسؤول ألماني

في السياق نفسه، صرّح مسؤول ألماني، بأنّ «المقترحات التي قدّمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاتفاق النووي مع إيران، «تشمل إضافة عناصر جديدة للاتفاق الحالي».

وقال المسؤول الألماني: «الفكرة من اقتراح ماكرون. وهي أن يظل الاتفاق بشكله القائم مع وضع العناصر الإضافية في الصدارة». وتابع: «من وجهة نظرنا ينبغي الحفاظ على هذا الاتفاق».

شمخاني

على صعيد آخر، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني «إنّ وضع الصين وروسيا وإيران على قائمة الدول التي تهدد الأمن القومي الأميركي وفرض الحظر على هذه الدول، يجعل اتخاذ استراتيجية مشتركة لمواجهة إجراءات واشنطن الشاملة أمراً لا مفر منه».

وأشار شمخاني خلال لقائه صباح أمس، وزير الأمن العام الصيني قوه شنغ كون، إلى «تصميم قادة البلدين لبلوغ أعلى المستويات في العلاقات الثنائية». وقال إنّ «الجهود المشتركة في ما يتعلق برفع بعض الموانع أمام التعاون المشترك خاصة في الموضوع المصرفي والتبادل المالي، من أولويات تطوير العلاقات بين البلدين».

وأعتبر ظاهرة الإرهاب بأنها «تشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين»، وقال «إنّ الإرهاب، قد فقد حدوده الجغرافية في سورية والعراق، لهذا تحاول أميركا وحلفاؤها في المنطقة خلق الذرائع وبث الأكاذيب كإستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيمياوي في دوما، لاستمرار انتشارها وعملياتها العسكرية في سورية ولحماية التيارات الإرهابية والتكفيرية».

وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى «الإجراءات المعتمدة من الدول الداعمة للإرهاب التكفيري، والمتمثلة بنقل فلول الجماعات الإرهابية الخطيرة إلى أفغانستان وقال: في حال استمرار هذا الأمر واستقرار الجماعات الإرهابية في أفغانستان، فإنّ حدود إيران والصين وروسيا المجاورة لأفغانستان، ستتعرّض لتهديدات كبيرة».

وأكد شمخاني على «ضرورة التعاون الوثيق بين إيران والصين وروسيا وباكستان وأفغانستان لمواجهة انتشار الإرهاب في المنطقة»، ودعا إلى «إعداد الأليات المشتركة المعلوماتية والأمنية والاستخبارية لوقف نقل وتنظيم الجماعات الإرهابية في أفغانستان».

الاتفاق على عقد مؤتمر أمني آسيوي مشترك

بين روسيا وإيران وباكستان

اتفق مسؤولون أمنيون كبار في روسيا وايران وباكستان أمس، على عقد مؤتمر أمني مشترك بحضور الدول الآسيوية، وحدّدوا آليات عمله.

وأعرب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي لرئيس وزراء باكستان ناصر خان جنجوعة عن «قلقهم إزاء إجراءات واشنطن الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدوا ضرورة التعاون الشامل بين الدول الآسيوية لمواجهة هذه التحركات».

واتفق المسؤولون الأمنيون على «استمرار المشاورات والحوار مع الدول الآسيوية ودعوتها لحضور الاجتماع الأمني المنتظر المتعدّد الأطراف».

وجاء الإعلان عن المبادرة الروسية الإيرانية الباكستانية على «هامش مؤتمر سوتشي التاسع للأمن»، الذي استمرّ ليومين بمشاركة مسؤولين أمنيين كبار من 118 دولة.

وبين المحاور التي ناقشها المؤتمر «الأزمات الدولية من المواجهة إلى الحوار»، و «تطور أساليب واستراتيجيات المنظمات الإرهابية الدولية»، و«أمن المعلومات الدولي»، و«الاستجابات الدولية للتحديات العالمية» و«إنتاج وانتشار المخدرات تهديد للسلام والاستقرار الدوليين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى