روحاني: نرفض التفاوض حول تعديل الاتفاق النووي.. ولايتي: السعودية منبر أميركي صهيوني بريطاني

تناقضت تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي خلال مكالمته مع نظيره الإيراني عن المواقف المعلنة في بيان أصدره مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عقب مكالمتها هاتفياً مع ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حيث أكد الرؤساء الثلاثة «استعدادهم للانخراط في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول تعديل الاتفاق، كما يطالب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب».

وترى روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وهي الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاق بجانب الولايات المتحدة وإيران، أنّ «هذا الاتفاق هو الأمثل لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية».

في هذا الصّدد، رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «التفاوض حول تعديل الاتفاق النووي»، مؤكداً أنّ «بلاده وضعت إجراءات للردّ على الانسحاب الأميركي المحتمل منه».

وشدّد روحاني على أنّ «طهران لن تقبل بتنفيذ أكثر من الالتزامات المدرجة في الاتفاق النووي الحالي»، مشيراً إلى أنّ «تصريحات واشنطن بشأن تعديل الاتفاق انتهاك صارخ لما اتفقت عليه بلاده مع السداسية الدولية عام 2015».

وأكد الرئيس الإيراني «أنه حتى لو قرّرت واشنطن البقاء في الاتفاق واستمرت في انتهاكه، فإن الأمر سيكون مرفوضاً من قبل طهران».

وأبدى روحاني «استعداد طهران للحوار بشأن قضايا غير الاتفاق النووي، مثل أمن المنطقة واستقرارها ومحاربة الإرهاب».

ماكرون

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي «إنّ بلاده ستبقى في الاتفاق مئة في المئة»، مضيفاً أنّ «فرنسا والاتحاد الأوروبي يقبلان الاتفاق بصيغته الحالية. كما تعهّد بأنّ باريس وبروكسل ستدافعان عن الاتفاق».

وأضاف «أنّ فرنسا تؤمن بأن الاتفاق النووي نموذج هام لحل أزمات المنطقة ويجب الحفاظ عليه وعلى الجميع التمسك به».

بومبيو

بدوره، طمأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السعودية، أمس، بأنّ «الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين لإصلاحه لضمان عدم امتلاك طهران لأسلحة نووية أبداً».

وقال بومبيو «حققنا فعلياً بعض التقدّم مع الأوروبيين ». وأضاف «لا يزال أمامنا مزيد من العمل لنؤديه معاً وهم قالوا عظيم سندعمكم إذا توصّلتم إلى تعديلات ».

من جهة أخرى، سلّط بومبيو الضوء على «ضرورة الوحدة الخليجية»، وذلك خلال زيارة قصيرة للعاصمة السعودية الرياض، قائلاً: «الوحدة الخليجية ضرورية ونحن نحتاج لتحقيقها».

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «نأمل أن يتوصلوا إلى ذلك بطريقتهم… وحل الخلاف بينهم».

ولدى سؤاله عن القوات السعودية في سورية قال بومبيو «سنجلس ونتحدث عن ذلك… وكيفية أن نضمن بأفضل صورة أنّ أميركا لا تعمل بمفردها في هذا الشأن وأنّ دول الخليج تعمل بجانبنا».

كما أكد بومبيو أنّ «بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي مع إيران في حال لم يكن بالإمكان تعديله»، مشدداً على أنّ «واشنطن قلقة من سعي إيران للسيطرة على الشرق الأوسط»، بحسب تعبيره.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أشار بومبيو إلى أن «لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها»، حسبما قال، وأضاف «العلاقات مع إسرائيل لم تكن قوية في أي وقت مضى كما هي الآن.. أجرينا محادثات جيدة، ونحن فخورون جداً بافتتاح السفارة في القدس في الرابع عشر من شهر أيار».

نتنياهو

من جهته اتفق نتنياهو مع كلام بومبيو بخصوص إيران، وقال «نحن مُجبَرون على إيقاف العدوانية الإيرانية»، شاكراً للولايات المتحدة وقوفها مع «إسرائيل ضد الاتفاق النووي مع إيران!».

الجبير

كذلك، قال الجبير «المشكلة الإيرانية، يجب أن يكون التعامل معها أيضاً عن طريق فرض مزيد من العقوبات على إيران لانتهاكاتها للقرارات الدولية المتعلّقة بالصواريخ الباليستية».

بيان ثلاثي

في السياق نفسه، أكد رؤساء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وجوب دراسة «عناصر هامة» لا يشملها الاتفاق النووي مع إيران، ومن بينها «برنامج تطوير الصواريخ البالستية ونشاط إيران المزعزع للاستقرار الإقليمي».

جاء هذا التصريح في بيان صدر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمس، عقب إجرائها مكالمتين هاتفيتين مع كل من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، وبحثت معهما الاتفاق النووي مع إيران.

وأقرّ ماكرون وماي وميركل بـ «أهمية الحفاظ على الاتفاق باعتباره أفضل طريقة للتصدّي لخطر إيران المسلحة نووياً»، مؤكدين أنّ «الأولوية هي منع طهران من تطوير السلاح النووي».

مع ذلك، التزم الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية والمستشارة الألمانية بـ «مواصلة التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، فيما يتعلّق بكيفية معالجة مجموعة من التحديات الناجمة عن مخاطر إيران، بما في ذلك بحث المسائل التي يمكن أن يغطيها الاتفاق الجديد».

من ناحية أخرى، عبر كل من ماي وماكرون وميركل عن «قلقهم إزاء تأثير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات الألمنيوم والحديد الصلب إلى الولايات المتحدة، على قطاعَي صناعة الألمنيوم والحديد في بلدانهم».

وتعهّد الرؤساء الثلاثة بـ «مواصلة العمل الوثيق مع بقية دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية بهدف رفع الرسوم».

وأكد ماكرون وماي وميركل «فعالية العمل ضمن صيغة E3»، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لتحقيق مصالح مشتركة.

ولايتي

على صعيد آخر، قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي «إنّ إيران ستبقي اسم الخليج الفارسي حسرة في قلوب مَن وصفهم بالمستعمرين وعملاء الاستكبار العالمي».

تصريح ولايتي جاء خلال حفل إزاحة الستار عن كتاب مصوّر عن «الخليج الفارسي» أمس في طهران، حيث قدّر ولايتي أهمية نشر هذا الكتاب الذي وصفه بـ «الخالد».

وفي معرض حديثه عن أهداف وتطلعات «عملاء الاستكبار العالمي» والولايات المتحدة و«إسرائيل» وخلفيات سعيها إلى تغيير اسم الخليج، قال ولايتي: «تغيير اسم هذا الخليج الفارسي أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا أن مسعاهم سيكون دون جدوى».

وبحسب المستشار الإيراني، فإنّ «الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب جميعها أوردت عبارة «البحر الفارسي» أو «الخليج الفارسي». وهذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية».

واعتبر ولايتي أنّ «إلحاح الجهات الأجنبية على تغيير هذا الاسم هو مقدّمة لتغيير الهوية تليها ادعاءات سيادية على الخليج الفارسي، فهؤلاء راغبون في السيطرة على آسيا الوسطى والمحيط الهندي».

ووصف ولايتي السعودية بأنها «منبر أميركي صهيوني بريطاني يهتف بأفكار هذه الحكومات وتطلعاتها»، مؤكداً «تصميم إيران على عدم السماح بالمساس بهذا الاسم ليبقى الخليج خليجاً فارسياً إلى الأبد»، حسب رأيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى