ترامب ينسحب من الاتفاق النووي الإيراني والدول الأوروبية تؤكد استمرارها وتتوعد بالرّد بصورة موحدة! روحاني يُصدر تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بما هو ضروري

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «انسحاب الولايات المتحدة رسمياً من الاتفاق النووي مع إيران».

ووقّع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض مرسوماً يقضي بـ «إعادة فرض العقوبات التي رفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي».

وقال ترامب، في كلمة ألقاها أمس، حول مستقبل دور الولايات المتحدة في الاتفاق النووي مع إيران، «إنّ هذه الصفقة هائلة وتسمح للنظام الإيراني بمواصلة تخصيب اليورانيوم».

وأشار ترامب إلى أنّ «الولايات المتحدة تتوفر لديها أدلة مؤكدة تثبت أنّ النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي»، معيداً إلى الأذهان «الوثائق، التي نشرتها مؤخراً إسرائيل حول هذه القضية».

واعتبر الرئيس الأميركي بأنّ «الشرق الأوسط سيمرّ بسباق للتسلّح النووي حال تمديده الاتفاق مع إيران».

وقال الرئيس الأميركي «إنه سيتعيّن على إيران إبرام اتفاقية نووية جديدة»، مضيفاً «أنّ الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات بهذا الخصوص».

وأضاف ترامب: «قادة إيران، وبطبيعة الحال، يقولون إنهم لن يتفاوضوا على اتفاق جديد.. حسناً، ربما كنتُ لأفعل الشيء نفسه لو كنتُ في مكانهم، ولكن الحقيقة هي أنّهم سيرغبون في عقد اتفاق جديد طويل الأمد من شأنه أن يعود بالفائدة على إيران وشعبها. عندما يريدون، أنا على استعداد، وأريد وأستطيع التفاوض . الأشياء الرائعة يمكن أن تحدث لإيران ولتحقيق السلام والاستقرار الذي نريده جميعاً في الشرق الأوسط».

روحاني

من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني «بقاء بلاده بالاتفاق النووي دون الولايات المتحدة شريطة أن تتأكد إيران خلال أسابيع أنّها ستحصل على امتيازات الاتفاق كاملة بضمان باقي أطراف الاتفاق».

وقال روحاني «كلفت وزارة الخارجية بإجراء مفاوضات ومباحثات مع الدول الخمس لمدة أسابيع معدودة لنرى إذا كان الاتفاق النووي سيُعطي فوائد لإيران أم لا».

وتابع «إذا كان هذا الاتفاق لن يعطي إيران أية فوائد، فسنعلم الشعب الإيراني حينها بقرار الجمهورية الإسلامية حول الاتفاق».

وأشار روحاني، في كلمة متلفزة أمس، إثر إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، إلى «أنّي أصدرت تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بما هو ضروري».

وأكد الرئيس الإيراني «أنّ الولايات المتحدة لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق»، مشیراً إلى أنّ «الاتفاق النووي هو اتفاق دولي وليس اتفاقاً ثنائياً بين بلدين بل كان اتفاقاً دولياً»، في رده على قرار ترامب بانسحاب واشنطن.

وصرح روحاني «كنا نعلم منذ البداية أن أميركا لن تفي بتعهداتها. وهذا ما ثبت لنا في قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي».

وأضاف «أنّ إيران ستجري مشاورات مع الدول المعنية بالاتفاق النووي»، مضيفاً «أنه سيجري مباحثات مع روسيا والصين قريباً على خلفية انسحاب واشنطن».

وأفاد الرئيس الإيراني بأنه «ومنذ هذه اللحظة الاتفاق بين إيران و5 دول فقط»، مشدّداً على أنّ «مجلس الأمن صادق على الاتفاق النووي وواشنطن أعلنت رسمياً عدم احترام كل الاتفاقيات الدولية».

وبخصوص الأوضاع الإقتصادية، أكد روحاني «أنه تم وضع خطة لتأمين العملات الصعبة في البلاد».

كما كشف الرئيس الإيراني قبيل إعلان ترامب عن «احتمال أنّ تواجه بلاده بعض المشكلات حال انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي».

موسكو

في أول ردّها على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، اعتبرت روسيا أنّ «هذه الخطوة تمثل تهديداً للأمن الدولي»، مؤكدة «مواصلة الجهود للحفاظ على الصفقة».

وقال مصدر من الخارجية الروسية، أمس، «إن هذا الإجراء انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الدولية وعمل يقوّض سمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأضاف المصدر: «أنّ قرار رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يهدّد الأمن الدولي».

من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، «إنّ الحكومة الروسية في اتصال دائم بالثلاثية الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا … ومن السابق لأوانه التحدث حالياً عن إجراءات ملموسة»، لكنه أضاف مشدداً: «عليكم عدم الشك في أن الجهود الرامية للحفاظ على ما يُسمّى بخطة العمل المشتركة ستستمر».

وتابع موضحاً: «حتى هذه اللحظة تحدثت الثلاثية الأوروبية في تصريحاتها العلنية فقط عن محاولتها الاستجابة لمباعث قلق الولايات المتحدة، لكنني لم أسمع أبداً عما تقترحه على إيران، وأخشى أن هذا الأمر سيمثل إحدى المشاكل التي سنواجهها».

بكين

صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، غين شوان أن الصين تعتبر خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، صفقة مشروعة وضرورية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى نظام عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن بكين تنوي التمسك بشدة بتنفيذ ما عليها من التزامات في إطار هذا الاتفاق.

وقال غين شوان خلال مؤتمر صحافي: «لقد سمعنا في الأيام الأخيرة الكثير من المناقشات حول الاتفاق الإيراني، وكانت هناك العديد من التناقضات والتوتر».

وأضاف: «تعتبر الصين خطة العمل الشامل المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني بمثابة صفقة دولية تمّ التوصل إليها من خلال المباحثات بين «السداسية» وبين إيران، ثم أقرّها مجلس الأمن الدولي».

وبحسب الدبلوماسي الصيني، ستساعد سلامة هذه الصفقة وأساسها الراسخ الذي لا يتزعزع في الحفاظ على تمسك جميع الأطراف بمراعاة النظام لدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى تأمين السلام والاستقرار في الإقليم.

وقال غين شوان: «على جميع الأطراف العمل على تعزيز الحوار، كي نتمكن من إيجاد حل للتناقضات القائمة وتنفيذ ما على الأطراف من التزامات بشكل تام، ومن جانبها ستبقى بكين مستمرة في تمسكها بالموقف الموضوعي غير المنحاز، وفي الحفاظ على الاتصالات بالأطراف المعنية كافة ومراعاة الاتفاق وتنفيذه».

موغريني

بدورها، دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني المجتمع الدولي أمس، إلى «الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران».

وقالت موغريني «إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة».

وقالت معلقة على الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وطهران «إن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ عليه الاتفاق . سوف نحافظ على هذا الاتفاق النووي بالتعاون مع بقية المجتمع الدولي».

توسك

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس، «إنّ موقف ترامب تجاه إيران والتجارة الدولية سيقابل بنهج أوروبي موحّد».

وبعد إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 قال توسك «إنّ زعماء الاتحاد الثمانية والعشرين سيبحثون المسألتين في اجتماعهم بالعاصمة البلغارية صوفيا خلال اليومين المقبلين».

بيان ثلاثي

فيما أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، «اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الصفقة النووية مع إيران».

وقال الزعماء الـ3، في بيان مشترك صدر عنهم أمس، رداً على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خروج واشنطن من الاتفاق النووي: «إنّ فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تُعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني ».

وأكدوا في البيان: «إننا نشدّد بشكل مشترك على التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة، إنّ هذا الاتفاق لا يزال مهماً بالنسبة لأمننا الجماعي».

واعتبر زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا أنّ «العالم أصبح آمناً بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة»، ودعوا الولايات المتحدة إلى «تجنّب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيق هذه الصفقة».

كما دعا ماي وميركل وماكرون السلطات الإيرانية إلى «إبداء ضبط النفس والالتزام بتعهّداتها في إطار الاتفاق النووي».

وصف مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني على تويتر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه «أخبار ليست جيدة من واشنطن».

وأضاف: «يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015».

ماكرون

كذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «إنّ بلاده ستعمل على إبرام اتفاق أوسع يغطي ما تقوم به إيران من أنشطة نووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية»، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015.

وقال ماكرون على تويتر فور إعلان ترامب «سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل النشاط النووي وفترة ما بعد عام 2025 وأنشطة الصواريخ البالستية والاستقرار في الشرق الأوسط لا سيما سورية واليمن والعراق».

جنتيلوني

كما دعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أمس، إلى «الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015 وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران».

وقال جنتيلوني على تويتر «الاتفاق يسهم في تحقيق الأمن في المنطقة ويوقف الانتشار النووي»، مضيفاً «أنّ إيطاليا ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين في الحفاظ على التزاماتها».

أوباما

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن قلقه من انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة المشتركة حول الملف النووي الإيراني.

وقال أوباما «خطة العمل المشتركة كانت مثالاً لما يمكن أن تتوصل له الدبلوماسية، ونظام المراقبة والتصديق هو ما يجب على الولايات المتحدة العمل عليه».

وتابع أوباما: «في الوقت الذي نقلق فيه جميعاً بشأن نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، إن الانسحاب من خطة العمل المشتركة يهدّد بفقدان الصفقة مع إيران والتي تماثل ما نتطلع إليه مع كوريا الشمالية».

غوتيريش

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّ «الاتفاق النووي الإيراني يمثل إنجازاً كبيراً في مجال عدم الانتشار النووي»، وأعرب عن «قلقه العميق إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق».

وأضاف غوتيريش، في بيان تلاه على الصحافيين المتحدث الرسمي باسمه استيفان دوغريك، أمس، أن «الاتفاق ساهم في تحقيق السلام والأمن الإقليميين والدوليين».

وتابع: «أشعر بقلق عميق إزاء إعلان الولايات المتحدة اليوم، انسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة وعزمها إعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية على إيران».

وشدد على أنه أكد باستمرار أن «الاتفاق يمثل إنجازًا كبيرًا في مجال عدم الانتشار النووي والدبلوماسية وقد ساهم في تحقيق السلام والأمن الإقليميين والدوليين».

واستطرد: «من الضروري معالجة جميع المخاوف من خلال الآليات الموضوعة في خطة العمل المشتركة الشاملة، وأدعو جميع المشاركين في الاتفاقية إلى الالتزام الكامل بها، كما أدعو جميع الدول الأعضاء إلى دعم الاتفاق».

نتنياهو

في السياق نفسه، قدّم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب على قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

وفي بيان مقتضب لنتنياهو وصف الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بأنه «وصفة للكارثة بالنسبة للمنطقة والسلام في العالم».

وأضاف نتنياهو أنّ «هذا قرار تاريخي يمهد لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن شأن جبهة موحّدة ضد النظام الذي يدعم الإرهاب ويزعزع الاستقرار، أن تقطع دابر العدوان الإيراني الذي يهدّد منطقتنا والمجتمع الدولي بأسره».

ليبرمان

من جانبه، كتب وزير دفاع الاحتلال أفيغدور ليبرمان في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنّ «الرئيس ترامب زعيم العالم الحر أعلن اليوم لنظام آية الله بوضوح: كفاية!».

ووصف ليبرمان السلطات الإيرانية بـ «ديكتاتورية تدعم وتمول الإرهاب وتجلب الموت للجميع في العالم»، واتهم إيران بـ «السعي إلى الحصول على أسلحة نووية».

وأشاد بقرار ترامب قائلاً إنه «قرار شجاع سيؤدي إلى سقوط هذا النظام الرهيب والقاسي».

الرياض

بدورها، رحّبت السعودية بـ «قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران».

وقالت في بيان «تؤيد المملكة العربية السعودية وترحّب بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمّنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تمّ تعليقها بموجب الاتفاق النووي».

وأضاف البيان أن إيران «استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها البالستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة».

بولتون

فيما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون «أنّ إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، ستسري فوراً»، موضحاً أنّ «أمام الشركات الأجنبية بضعة أشهر للخروج من إيران».

وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية «أنّ العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة في إيران ستسري بعد فترة انتقالية من 90 إلى 180 يوماً».

الحرس الثوري

كذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني، قبيل إعلان ترامب «أنّ إيران مستعدّة لأخطر سيناريوهات التهديد ولا تخشى على الإطلاق أي هجوم عسكري من قبل الولايات المتحدة».

وقال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أمس، خلال مراسم إزاحة الستار عن 30 كتاباً عن الحرب الإيرانية العراقية: «إنّ نقل الحرب اليوم إلى مناطق البحر المتوسط يعني أن سيطرة الأعداء تتراجع يوماً بعد يوم».

واعتبر سلامي أنّ «إيران اليوم تُعتبر قوة موازنة للتطوّرات في المنطقة والعالم»، مضيفاً: «تواجه أميركا اليوم فقداناً للاستراتيجية كما أنّ عملياتها العسكرية غير قادرة على إحداث تغيير ميداني، كما في الاعتداء الأميركي الأخير على سورية».

وشدّد العسكري الإيراني الرفيع على أنّ «العدوان الأميركي البريطاني والفرنسي على سورية يشير إلى أنّ أميركا لا تملك خطة أو استراتيجية للحرب»، ولفت مع ذلك إلى أنّ «إيران في قلب تطوّرات المنطقة يمكنها تأمين مصالحها بشكل جيد، وكل ذلك يشير إلى أنّ قدرة أميركا قد تراجعت في المنطقة».

وحذّر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني «الأعداء»، قائلاً: «إنّ شعبنا لا يخشى أي عقوبات أو هجمات عسكرية من قبل الولايات المتحدة، وعلى كل أعدائنا، منهم الكيان الصهيوني وأميركا وحلفاؤها الإقليميون، أن يعلموا بأنّ إيران اليوم لها اليد الطولى في المعادلات وقد أعدّت نفسها لأخطر سيناريوهات التهديد».

لاريجاني

كما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني «أنّ الأميركيين لم ينفذوا التزاماتهم في الاتفاق النووي وزعزعوا الثقة على الساحة الدولية»، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة لا تفهم سوى لغة القوة».

ولفت لاريجاني خلال استقباله، أمس، وفداً برلمانياً برازيلياً، إلى «رغبة الرئيس البرازيلي السابق لولا في القيام بدور لتسوية القضية النووية الإيرانية»، موضحاً أنّ «الرئيس البرازيلي المذكور قدم إلى إيران مع الرئيس التركي أردوغان وتمّ التوافق حول الموضوع النووي، إلا أنّ الأميركان رفضوا هذا التوافق لأنهم لم يريدوا جهة أخرى تتدخّل ما عداهم في التفاوض مع إيران».

وكشف لاريجاني «أنّ الأميركيين بعثوا برسالة عن طريق السلطان قابوس، سلطان عمان، أبدوا رغبتهم في التوصل إلى اتفاق مع إيران»، وقال: «لقد ساورتنا الشكوك حول نيات الأميركان، لذلك قلنا للجانب الأميركي أنه يجب في البداية الاعتراف بحق إيران بالتخصيب السلمي ومن ثم ندخل في المفاوضات».

ومضى قائلاً: «بعد مدة من الزمن بعث أوباما برسالة إلى إيران أعلن فيها القبول بحق إيران في التخصيب، وأراد التوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات، وبعد أن اطلعت إيران على الرسالة بدأت المفاوضات».

وأكد المسؤول الإيراني «أنّ الاتفاق النووي ليس بين بلدين، بل هو اتفاق دولي»، مضيفاً: «إنّ منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أيدا هذا الاتفاق، لكن الأميركان لم ينفذوا التزاماتهم بشكل صحيح منذ البداية سواء في عهد أوباما أو في عهد ترامب، وهدّدوا المستثمرين بشكل مستمر». وتابع بالقول: «إلا أنّ بعض الدول رفضت نكث أميركا بتعهداتها وبدأت بتوظيف الاستثمارات في إيران»..

وختم بالقول: «أيّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عشرة تقارير تنفيذ إيران لتعهداتها، الأميركان من خلال عدم الوفاء بتعهداتهم خلقوا أجواء من انعدام الثقة على الساحة الدولية، والأوروبيون أقروا بذلك، لذلك فإنه حسب الظاهر يجب التحدث مع الأميركيين بلغة القوة فقط ولا يوجد حل آخر».

شمخاني

من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني «أنّ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والضغوط الأوروبية لن تدفع بإيران إلى تقديم أي تنازلات».

واعتبر شمخاني «أنّ الولايات المتحدة راضية عن انضمام أوروبا لحملة الضغوط على إيران، وأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يتراجع عن فكرة التخلي عن الاتفاق النووي بالكامل»، مشيراً إلى «أنّ الأميركيين أدركوا بأنّ جمهورية إيران الإسلامية ستقف صامدة ضدّ هذه الاستراتيجية ولن تقبل بأي مطالب إضافية بشأن تنازلات جديدة».

وأعرب شمخاني عن قناعته بأنّ «هذه الاستراتيجية ستفشل والفشل الأكبر سيكون للأوروبيين».

وبشأن ما إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي بالكامل، اعتبر شمخاني أنّ «ذلك لن يفيد الولايات المتحدة».

وأضاف أنه «في حال دخول الولايات المتحدة في مجابهة مع إيران، نحن لن نبقى مكتوفي الأيدي».

بيسكوف

في حين، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، «أنه لا يمكن تجنّب العواقب الوخيمة في حال حدوث تغيير في خطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق النووي»، مشيراً إلى أنّ «روسيا تعتبر الحفاظ عليه أساس واقعي ووحيد لدعم الوضع الراهن».

وقال بيسكوف للصحافيين، قبيل إعلان ترامب، أمس: «تعلمون أنّ الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالات مع المستشارة الألمانية ومع الرئيس الفرنسي وغيرهما من رؤساء الدول».

وأضاف: «تعلمون أنّ الخط الثابت للرئيس يهدف للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة كأساس وحيد وواقعي لدعم الوضع الراهن، وموقف الرئيس الروسي المحذّر من النتائج الوخيمة لأي إجراءات تكسر هذه الاتفاقات».

وأشار بيسكوف إلى أنه «في حال قامت واشنطن بإجراءات، فإن موسكو ستنظر فيها، وستكون هناك قرارات يتخذها الرئيس فلاديمير بوتين ضمن نطاق دستور السياسة الخارجية لبلادنا».

ريابكوف

فيما دعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة في وقت سابق إلى «الامتناع عن الخطوات المتهوّرة الهادفة إلى رفض الاتفاق النووي الدولي مع إيران».

وقال ريابكوف: «ندعو الولايات المتحدة للامتناع عن الخطوات المتهوّرة وعدم إفشال هذا الاتفاق». وأشار الدبلوماسي إلى أنّ «موسكو لا ترى أساساً للاعتبار بأنّ إيران تسير في طريق إنشاء القنبلة النووية»، قائلاً: «خطة العمل الشاملة المشتركة وضعت حواجز لا يمكن تجاوزها لإنشاء المكوّنات الطلوبة لإجراء تجربة الانفجار النووي».

وشدّد ريابكوف على أنّ «موسكو مستعدة للحوار حول مستقبل الاتفاق النووي بعد عام 2025 وبرنامج طهران للصواريخ والقضايا الإقليمية الأخرى»، ونوّه بأنّ «باريس أخبرت موسكو بخططها حول الاتفاق الجديد الذي سيكمل خطة العمل الشاملة المشتركة».

وقال ريابكوف: «إذا تابعنا منطق الرئيس الفرنسي فيجب على خطة العمل الشاملة المشتركة أن تبقى سارية، لكننا نحتاج إلى مباحثات حول مستقبل هذه الخطة بعد 2025 والبرنامج الإيراني الصاروخي وسياسة إيران الإقليمية. يمكننا مناقشة كل هذه الملفات في ظل سعي الجانب الفرنسي للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة. غير أن أصحاب هذه الأفكار والاقتراحات يجب عليهم تقديم قرارات معينة وصيغ محددة لإجراء هذا الحوار. وهذا ما لم نحصل عليه حتى الآن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى