نصرالله: لن يمرّ أي عدوان «إسرائيلي» على سورية بلا عقاب والقبّة الحديدية فشلت

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن موضوع رئيس مجلس النواب محسوم وسيكون الرئيس نبيه بري ولن يكون هناك خلاف على نائبه ومن بعدها مشاورات وتتشكل حكومة، مؤكداً أن المصلحة في لبنان بأن تشكل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير.

وأشار إلى أن «ما حصل في الجولان المحتل هو أحد أشكال الردّ على الاعتداءات الصهيونية على سورية وعلى مَن هو موجود في سورية، سواء الشعب والجيش السوري أو الحلفاء». ولفت إلى أن «الإسرائيلي» بعد هذا الردّ الصاروخي سوف يجري الحسابات قبل أن يقوم بأي اعتداء على سورية»، معلناً أن «سورية ومحور المقاومة معها أمام مرحلة جديدة، والأهم في الذي حصل هو كسر الهيبة «الإسرائيلية» وسورية لا تقبل أن تبقى مستباحة أمام الاعتداءات الصهيونية».

وأكد أن «المطلوب أولاً من الفلسطيني أن يعطّل صفقة القرن حتى لو أجمع عليها كل العالم وأن لا يوقع عليها»، موضحاً أن «الموقف الثاني يخصّ محور المقاومة إيران وسورية ولبنان والعراق واليمن وشعوب منطقتنا بأن يبقى المحور واقفاً وصامداً ولا يخضع ولا يركع حتى لو تمّت معاقبته ومحاصرته».

كلام السيد نصر الله جاء خلال كلمة له في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد السيد مصطفى بدر الدين، في الضاحية الجنوبية، فلفت إلى أن «السيد بدر الدين خرج منتصراً في معاركه ومن ضمنها مواجهة شبكات التجسس الصهيونية والشبكات الإرهابية وسياراتها المفخخة في لبنان». وأضاف «كان لنا شرف الشراكة في انطلاق نواة للمقاومة في العراق من خلال القائد الشهيد بدر الدين»، مؤكداً أن بدر الدين «عمل بجدّ على تفكيك الشبكات الإرهابية في سورية والعراق، وساهم في الانتصار العراقي الذي أدّى إلى خروج القوات الأميركية عام 2011».

وإذ أشار إلى أنه «كان المطلوب أن تكون سورية مثل إدلب حالياً أو مثل أفغانستان»، قال «اليوم الجيش السوري يخوض آخر معاركه في الحجر الأسود ويقترب من تأمين العاصمة وريف دمشق بشكل كامل. وهنا نستذكر الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة».

وفيما رأى أن «القائد الشهيد بدر الدين ساهم في انتصار العراق على الإرهاب بالإضافة الى مشاركته الباسلة على الجبهة السورية»، لفت الى أنه «عاد شهيداً وحاملاً لواء النصر».

أميركا لا تحترم القانون الدولي

وشدّد السيد نصر الله على أن «التجربة الأميركية مع الاتفاق النووي تؤكد أن التفاوض ليس هو طريق الحل في الصراع مع «إسرائيل»، وقال «أي اتفاقيات لا قيمة أخلاقية أو قانونية لها عند الإدارات الأميركية المتعاقبة وهم اليوم أيضاَ يضحكون على رئيس كوريا الشمالية»، وأشار الى أن «القرارات الدولية والقانون الدولي والمجتمع الدولي لا تحترمهم أميركا وحتى القرارات التي من صنعها».

وتابع السيد نصرالله «بعد كل التجارب مع الأميركيين من الحماقة الوثوق بالإدارة الأميركية»، وسأل «أميركا أهملت حتى مصالح حلفائها، فهل نتوقّع منها أن تراعي مصالح الدول العربية؟»، وأضاف «أي أحد في فلسطين يراهن على وجود الأميركي في أي حلّ ممكن للقضية فإنه يعيش في أوهام لا تؤدّي إلى نتيجة».

وفي ما خصّ الضربة التي حصلت ضد كيان الاحتلال في الجولان، رأى السيد نصر الله أن «وسائل إعلام عربية حاولت من خلال الكذب تحويل الهزيمة «الإسرائيلية» إلى انتصار لها»، وأضاف «لأول مرّة منذ وقف إطلاق النار تتعرّض مواقع القوات الصهيونية لضربات بالصواريخ في الجولان المحتل»، وتابع «أطلق على المواقع الصهيونية 55 صاروخاً بعضها من الحجم الكبير أدّت إلى نزول جميع سكان الجولان وشمال فلسطين المحتلة إلى الملاجئ».

وأشار الى أن «الردّ الذي قام به الصهاينة كان على مواقع قد أخليت من قبل وقد تمّ التصدي لها من قبل الدفاعات السورية»، وأوضح أن «الصهيوني قصف أماكن يعلم أنها خالية ومن ثم اتصل بالأندوف للحديث مع السوريين بأن العملية إذا انتهت فإن ضرباته أيضاً انتهت»، وخلص الى أن «ما حصل في الجولان المحتل هو أحد أشكال الردّ على الاعتداءات الصهيونية على سورية وعلى مَن هو موجود في سورية سواء الشعب والجيش السوري أو الحلفاء».

ولفت السيد نصر الله إلى أن «هذا أحد أشكال الردّ وقد لا يكون الردّ دائماً بهذا الشكل، وبالتالي لن يستطيع «الإسرائيلي» الاعتداء على سورية من دون مواجهة العقاب»، وأشار الى أن «الإسرائيلي» بعد هذا الرد الصاروخي سوف يجري الحسابات قبل أن يقوم بأي اعتداء على سورية»، وكشف أن «إحدى الجهات الدولية أبلغت «إسرائيل» أنها لو قامت بتوسيع الردّ فإن الضربة الصاروخية الأخرى ستكون في قلب فلسطين المحتلة وليس في الجولان المحتل».

ورأى أن «هذه التجربة أثبتت كذب «اسرائيل» بدليل عدم جهوزية جبهتها الداخلية لأي حرب»، وقال «أظهرت هذه الضربة الضعف «الإسرائيلي» والضعف في قدرات «إسرائيل» وقد فشلت القبة الحديدية».

مواقف خليجية مخزية

ووصف السيد نصرالله ردود الفعل الخليجية بالـ «مخزية»، وقال «عندما يقول وزير خارجية البحرين أن «إسرائيل» لها حق «الدفاع عن نفسها» فليس هناك أقبح من ذلك»، وأضاف «سورية ومحور المقاومة معها أمام مرحلة جديدة والأهم في الذي حصل هو كسر الهيبة «الإسرائيلية» وسورية لا تقبل أن تبقى مستباحة أمام الاعتداءات الصهيونية».

وفي حين اعتبر أن «صفقة القرن هي لتصفية القضية الفلسطينية»، قال «نحن أمام تحدٍّ كبير عنوانه ما يُسمّى صفقة القرن التي يريد ترامب فرضها فرضاً على العالم»، وأضاف «ما حصل منذ النكبة هو وصمة عار في جبين دول العالم وزعماء العالم، والفلسطينيون لم يتخلّوا عن قضيتهم».

واعتبر السيد نصر الله «أن غزة تواجه حالة تجويع والوضع المأساوي فيها يكاد يقترب من الوضع اليمني»، ورأى أن «المصيبة تكمن في دخول السعودية على خط التغطية الدينية للاستسلام والتطبيع مع «إسرائيل»، ولفت الى أن «دخول السعودية على خط التغطية الدينية منح الحق لـ «الإسرائيليين» على حساب المسلمين».

وشدّد على أن «أيّ رهان على قانون دولي ومنظمات دولية كلام «فاضي» وأي رهان على أنظمة عربية كلام «فاضي» والرهان فقط على موقف شعوبنا وبعض الدول وحركات المقاومة»، وأكد أن «المطلوب من الفلسطيني أن يعطّل صفقة القرن حتى لو أجمع عليها كل العالم وأن لا يوقِّع فإذا لم يوقِّع لن يحصل شيئاً»، وأوضح أن «الموقف الثاني يخصّ محور المقاومة إيران وسورية ولبنان والعراق واليمن وشعوب منطقتنا بأن يبقى واقفاً وصامداً ولا يخضع ولا يركع حتى لو تمّت معاقبته ومحاصرته».

وأشار إلى أن «المشروع الحالي له ثلاثة أضلع هم ترامب ونتنياهو وبن سلمان وسقوط أحدهم يزيل المشروع بكامله»، لافتاً إلى أن «كل مشاريع الأضلع الثلاثة فشلت وكل التهويل «الإسرائيلي» والحرب «الإسرائيلية» كلام فارغ، لأن أكثر الناس خشية من الذهاب إلى حرب هي «إسرائيل».

للتعاون على تشكيل حكومة

وعلى الصعيد الداخلي، قال السيد نصرالله «لبنان بحاجة إلى أيام لكي نعرف حجم الكتل النيابية التي يمكن أن تتشكّل»، وأضاف «موضوع رئيس مجلس النواب محسوم سيكون الرئيس نبيه بري ولن يكون هناك خلاف على نائب رئيس مجلس النواب ومن بعدها مشاورات وتتشكل حكومة»، وأكد أن «المصلحة في لبنان بأن تشكل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير وأن نتعاون لتشكيل حكومة تستطيع أن تقوم بواجبها دون أي تأخير»، ورأى أن «من المفترض أن يكون جو لبنان جوّ تفاهم وتعاون والابتعاد عن الصراعات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى