روحاني: يمكننا البقاء في الاتفاق النووي إذا استفدنا منه بالكامل

يسعى قادة التكتل الأوروبي لإظهار جبهة موحّدة في المحافظة على الاتفاق النووي الإيراني. فيما تُبدي طهران إمكانية للبقاء ضمن الاتفاق، إذا ما ضمن حقوق الشعب الإيراني كاملة.

وكانت شركات أوروبية، خصوصاً من فرنسا وألمانيا، سارعت للاستثمار في إيران في أعقاب اتفاق عام 2015 والذي وافقت بموجبه طهران على تجميد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وبلغت الصادرات الألمانية إلى إيران ما مجموعه ثلاثة مليارات يورو في 2017 فيما ارتفعت الصادرات الفرنسية من 562 مليون يورو في 2015 إلى 1.5 مليار في 2017 بينما تعهّد عملاق النفط توتال استثمار نحو خمسة مليارات في حقل بارس الجنوبي للغاز.

روحاني

في هذا الصّدد، طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني من الاتحاد الأوروبي «الوقوف في وجه التصرفات الأميركية غير المشروعة وغير المنطقية»، قائلاً «إنّ طهران يمكنها البقاء في الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه فقط إذا استفادت منه بالكامل».

وقال روحاني: «إنّ قرارَيْ واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ونقلها سفارتها في إسرائيل إلى القدس، خطآن تاريخيان سيؤديان إلى عزل الولايات المتحدة».

وأضاف الرئيس الإيراني «أنّ التاريخ سيثبت أن هذين القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة الأميركية كانا خطأين.. واشنطن ستُعزل عن العالم بسبب هذه القرارين الخاطئين».

ظريف

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أنّ جهود إنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة هي على المسار الصحيح»، وذلك لدى بدء محادثاته في بروكسل مع القوى الأوروبية.

والتقى ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قبيل محادثات مرتقبة مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي التاريخي والتي تبذل جهوداً حثيثة لإنقاذه.

وكانت إيران أعلنت أنها «مستعدّة لاستئناف تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي من دون أي قيود»، إلا إذا قدمت القوى الأوروبية ضمانات ملموسة لاستمرار العلاقات التجارية، رغم إعادة العقوبات الأميركية.

وبعد لقاء وصفه بـ «الجيد والبناء» مع موغيريني قال ظريف للصحافيين «أعتقد أننا على المسار الصحيح للمضي قدماً للتأكد من أنّ مصالح جميع باقي الشركاء في الاتفاق، وتحديداً إيران، سيتم حفظها وضمانها».

موغيريني

فيما أكدت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديركا موغيريني، أمس، «أنّ الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، سيناقشون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مجموعة من الإجراءات وتنسيقها للحفاظ على الاتفاق حول برنامج طهران النووي».

وقالت موغيريني للصحافيين: «سننظر اليوم سوية معه ظريف كيف يمكننا تنسيق أعمالنا من أجل الحفاظ على الاتفاق، ستكون هناك اجتماعات مهمة اليوم، التقينا بالفعل هذا الصباح، وكان اجتماعاً مثمراً للغاية».

دبلوماسيون أوروبيون

لكنّ الدبلوماسيين الأوروبيين سعوا إلى «خفض سقف التوقعات من اجتماع أمس»، مشددين على «التحدي الهائل الذي يمثله إيجاد وسيلة لتلافي العقوبات الأميركية التي تستهدف الشركات التجارية الأجنبية المتعاملة مع إيران».

وقال مسؤول أوروبي رفيع «لا وجود لحل سحري، ستكون هناك جملة من الخيارات المعقدة والشاملة على المستويين الأوروبي والوطني، ولذا سيستغرق الأمر بعض الوقت».

ويُصرّ الاتحاد الاوروبي على أنّ «الاتفاق لا يزال سارياً»، ويشير إلى «عمليات تفتيش دولية متكررة للتحقق من التزام الجمهورية الإسلامية بجانبها من الاتفاق». وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم موغيريني قبيل وصول ظريف «علينا بذل أقصى جهودنا للحفاظ عليه».

ميركل

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، «إنّ العلاقات الأوروبية الأميركية تعرّضت لانتكاسة بسبب قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران».

وأضافت ميركل خلال مؤتمر للاتحاد الألماني لنقابات العمال «أنّ أوروبا تعلم أنشطة إيران، لكنها ما زالت تؤمن بأن الالتزام بالاتفاق النووي هو أفضل سبيل للمضي قدماً».

الكرملين

فيما بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، «آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية، وملف إيران النووي».

وأعلن الكرملين في بيان صدر أمس، «أنّ الرئيسين أجريا بمبادرة من الجانب الفرنسي، محادثة هاتفية تبادلا فيها وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمة السورية، معيرين اهتماماً خاصاً للوضع بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني».

ولفت البيان إلى أنه «تم خلال الاتصال تأكيد التزام روسيا وفرنسا بتنفيذ هذا الاتفاق»، مشيراً إلى أنّ «بوتين أطلع ماكرون على ما دار في لقائه بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أول أمس».

وأضاف «أنّ بوتين أعرب لنظيره الفرنسي عن تعازيه بضحايا الحادث الإرهابي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي».

وأوضح أنّ «الرئيسين ناقشا كذلك التحضيرات لزيارة الرئيس الفرنسي المقررة إلى روسيا في 24-25 أيار، والتي تتضمن مشاركة ماكرون في فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي ستكون فرنسا فيه ضيفة شرف»، لافتاً إلى أنه «تم تحديد مجموعة من المواضيع الدولية والثنائية للمحادثات المقبلة».

رؤساء الاتحاد الأوروبي

من جهة أخرى، يجتمع رؤساء الاتحاد الأوروبي، اليوم، لمناقشة الملف النووي الإيراني.

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي «إنّ الرؤساء يناقشون حماية الشركات الأوروبية التي لها أنشطة مع إيران من العقوبات الأميركية».

ويعكف الاتحاد الأوروبي حالياً على «الحدّ من الأضرار الناتجة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع طهران».

وأشار المسؤول إلى أنّ «رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد فيدريكا موغيريني سيطلعان جميع رؤساء الاتحاد الأوروبي الـ28 على الخيارات المتاحة».

ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم، على مأدبة عشاء في العاصمة البلغارية صوفيا.

الخزانة الأميركية

على صعيد آخر، فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات جديدة ضدّ إيران، عقب أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وشملت العقوبات بنك «البلاد» الإسلامي ومقره العراق.

في هذا الصّدد، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، «فرض عقوبات جديدة ضدّ إيران، تستهدف 4 أشخاص على علاقة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني».

ومن بين الأشخاص الذين استهدفتهم العقوبات الجديدة محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف.

وشملت العقوبات بنك «البلاد» الإسلامي، ومقره العراق، بحسب ما ذكرت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت.

وتهدد العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران بخفض إمدادات النفط العالمية، بينما تشير تقديرات، أمس، «أنّ التخوفات من فرض عقوبات على إيران ساهمت في استقرار أسعار النفط العالمية».

وانسحبت أميركا من الاتفاق النووي، الذي تم إبرامه عام 2015 وساهم في رفع العقوبات الاقتصادية على طهران، مقابل تخليها عن تخصيب اليورانيوم بمستويات يمكن أن تسمح لها بتصنيع أسلحة نووية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى