هيفاء وهبي تكرّر نفسها في «لعنة كارما»… وباسل خيّاط يخطف الأضواء في «تانغو»

رنا صادق

لا ضير من التجديد والتنوّع في الأداء، في النصّ، في رسم البنية الكاملة للنصّ. لا يختلف مسلسل هيفاء وهبي الجديد «لعنة كارما» الذي يُعرَض حالياً في الموسم الرمضاني، عن مسلسلها السابق «الحرباية» الذي عُرض السنة الماضية. فهيفاء اختارت تحديد شخصية تلعبها في مسلسلاتها، مع إضافات خفيفة في الأماكن والأبطال.

ففي «الحرباية» تكون ابنة حيّ فقير تقرّر أن تنتقم من الجميع بانتحال شخصيات عدّة بحسب الزمان والمكان، تماماً مثل «كارما النصّابة». ولا يختلف دورها اليوم في عرض الحلقة الأولى من المسلسل، إذ تظهر بلوك عصريّ في اليونان، حيث تتعرّف إلى رجل يدعى «عمر».

«عمر» و«كارما» التي تنتحل شخصية أخرى بِاسم سلمى جمعتهما لوحة لفلّاحة صعيدية تحضن ولدها. وكانت والدة «عمر» قد تأثرت بحضن تلك الفلّاحة، وماتت والدته، وإخلاصاً لها قرر شراء اللوحة. لكن «سلمى» اشترتها قبله في المزاد العلني.

وهنا، يقضيان أياماً في المدينة اليوناينة، ثمّ تقرّر «سلمى» بيعه اللوحة من إكراماً روح والدته. وبعد حين وفي المشاهد الأخيرة من الحلقة الأولى، تختفي «سلمى» من حياة «عمر» الذي يحاول البحث عنها، وحين يذهب إلى مكان عملها ليقابلها، يقابل «سلمى» الحقيقية.

حتى الآن، وقبل الحكم بالإعدام على المسلسل، فإنه بلا شكّ، يعمد بشدّة على عنصر التشويق، من خلال رمي طعم الألغاز للمُشاهد. الأمر الذي يعتمده المخرج كثيراً في أعماله، وهو الأحبّ إلى قلب هيفاء.

من جهة أخرى، فإن ظهور هيفاء في كلّ مسلسل بعدّة «لوكات»، يعطي العمل نقطة قوّة، وفي الوقت عينه نقطة ضعف، حيث يتم التركيز على اللوك الخارجي لها أكثر من أدائها، واعتمدت في الحلقة الأولى على الشعر الأسود القصير الذي كان موضةً في فرنسا، مع الماكياج البارز للعيون الكبيرة لإبراز قوّة شخصيتها وجمال عينيها.

من هنا، لا بدّ من الإشارة إلى العامل المشترك بين العملين، وهو الاختفاء. فالمخرج يعتمد على إظهارها على وضعها في مكان وظرف معيّنين، ويجمعها بعلاقة حبّ مع رجل لأهداف وغايات ما زالت مجهولة، ولكن أبرزها أنها فتاة «نصّابة دولية».

ولكي نكون قد أعطينا كلّ المسلسل حقّه، فإنه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العمل مدروس جيداً بجميع تفاصيله، والنصّ إن حافظ على عنصر التشويق بأحداثه فإنه من دون منازع سيحقّق نجاحاً باهراً في سلسلة أعمال رمضان.

العمل من إ ا خيري بشارة، وتأليف عبير سليمان، فيما شارك في السيناريو مصطفى زايد. أما طاقم الممثلين فضمّ كلّ من: هيفاء وهبي، زكي فطين، فارس رحومة، محمد سليمان، شيرين، نورين كريم، سامح الصريطي، ضياء عبد الخالق، إيناس علي، إيناس النجار، باسل الزارو، وعبير عيسى، محمد الوزيري، آلاء الشريف، هاني قنديل، مي فخري، تامر فرج وغيرهم.

«تانغو»

تدور أحداث مسلسل «تانغو» حول رجل الأعمال «عامر» وزوجته ربّة المنزل «لينا» وطفلهما الصغير، والمهندس «سامي» وزوجته مدرّبة رقص التانغو «فرح»، يجمع الأربعة صداقة وثيقة وعلاقة عمل متينة. لكنّ الأسرار تجعل الغموض يتسرّب إلى حياتهم، خصوصاً بعد تعرّض سيارة أحدهم لحادث مروّع.

العمل في حلقته الأولى يبيّن مهارة بطل المسلسل النجم السوري باسل خيّاط في أدائه ودوره وحضوره، كما يعكس «شطارة» دانييلا رحمة في تجربتها الأولى من نوعها، في دور الزوجة والراقصة.

أمّا باسم مغنية، المهندس، فدوره حتى الآن غير بارز، ويعطيه مكانة صغيرة في المسلسل بحضور باسل الجريء. وفي الحلقة الأولى يبرز الودّ ما بين «عامر» و«فرح»، إذ إنّ عامر على ما يبدو يعاني من مشاكل مع زوجته.

إلى ذلك، رمضان يجمعنا على مسلسلات كثيرة، إذ إنّه الفترة الزمنية أو الموسم الذي تُعرَض خلاله عشرات الأعمال الدرامية، التي تتعرّض إمّا للمدح أو للنقد. لذلك على كلّ من يعمل في هذا المجال أن يدرك البنية الحقيقية للواقع، والابتعاد عن مواضيع الخيانة الزوجية لأن الجمهور صار ينزعج من تصوير واقعه على هذه الحال. ومن هنا، وبعيداً عن الحكم المسبق، فإنّ المسلسلات ما زالت في حلقاتها الأولى، وسنعطي مساحة للكلّ في إظهار إبداعه، وتبقى الكلمة الأخيرة للجمهور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى