أميركا تجعل من إيران «فزاعة» لابتزاز العربان في نفطهم وأموالهم

ديانا فاخوري

منذ عقود طويلة، والولايات المتحدة الأميركية تفرض مشيئتها على معظم الدول العربية، ما جعل أنظمة هذه الدول أداة تحرّكها الإدارات الأميركية المتعاقبة كيفما شاءت، وبقرة حلوباً تدفع الأموال الطائلة ثمناً لحمايتها من قبل واشنطن، بموجب النموذج الذي اعتمد من خلال اتفاقية السفينة «كوينسي» 1945 الذي نصّ على توفير الحماية الأميركية للسعودية مقابل النفط والمال.

الأميركيون جعلوا من إيران فزّاعة، ليس لأنّ إيران تضمر شراً بالدول العربية، بل لإقناع العربان بأنهم لا زالوا يحتاجون للحماية الأميركية ـ الغربية ـ الصهيونية، وهذا يتضح جلياً من خلال المخطط الغربي الذي يستهدف تفتيت المنطقة بالفتنة المذهبية، وعن طريق الإرهاب المتعدّد الجنسيات. وليس خافياً أنّ دوائر صنع القرار تقود حملة شعواء في هذا الاتجاه، ولتخويف العرب من إيران، وفي هذا السياق يندرج تقرير لـ «وول ستريت جورنال» حول موازنة وزارة الدفاع الإيرانية ومقارنته بموازنات وزارات الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي وموازنة البنتاغون!

الحقيقة الثابتة والراسخة، أنّ واشنطن تتلاعب بالدول العربية، وتمارس ضدّها عملية ابتزاز مكشوفة، والأمثلة كثيرة، فهي حصلت مؤخراً على مليارات الدولارات من السعودية، وأساطيلها تحرس بلاط «المحمية العائلية» في قطر، ودونالد ترامب حصل على جزية وصلت الى التريليون دولار، قدّمها الخليجيون وهم صاغرون.

واضح، أنّ أميركا لن تتمكّن من ليّ الذراع الإيرانية، فعدا عن امتلاك إيران عناصر قوة ظهرت جلية خلال سنوات الحصار، فإنّ الخروج الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، قد لا يسقطه إذا ما بقيت الدول الكبرى الأوروبية وروسيا والصين ضمنه. وهذا ما سيضاعف الجزية على دول الخليج حتى إفقارها.

باختصار، سيكتشف العرب، لكن بعد فوات الأوان أنّ إيران الفزاعة ستبقى قوة إقليمية ومؤثرة دولياً، في حين أنّ الانهيار سيصيب عرب أميركا.. وهنا لا يسعنا القول سوى، المجد للمقاومة في بلادنا والقدس ستظلّ عاصمة فلسطين كلّ فلسطين، وستنتصر على التهويد والاحتلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى