إلى الباقي معنا… حسن مرتضى

سليمان بختي

حسن مرتضى، رمح من الرماح في غابة الأسنّة، لوّح من بعيد مودّعاً الأماني الهاربة، ولكنّه ترك لنا عربة أثيرة في الحياة والنضال والموقف. ولذلك، لبثت كلّ تلك القيم النهضوية تتجلّى وتتجدّد، في قلبه وعقله وحياته أدباً وكلمات ومواقف.

كان وجهاً بارزاً في معترك الثقافة والنضال القومي في مدينة صور. لم يترك مناسبة في المدينة إلا وتصدّى لها، ووقف فوق منابرها، إذا كانت تكريماً أو ذكرى أو رثاءً أو عملاً نافعاً للمدينة وأهلها.

يكتب من الحياة إلى الحياة، ويستقي من تلك الروح الجديدة الكلمات المتوهّجة. ولا يترك أيضاً ندوة ثقافية تعتب عليه في بيروت أو في أيّ مكان من لبنان، بل تراه قادماً من صور لأجلها أو عائداً إليها.

الكلمة عنده متّصلة بالموقف، بالأمل، بالحياة، بالإنسان الجديد والحياة الجديدة. ظلّ يسأل كيف لا «نبقى معه» وهو الذي زرع فينا كلّ تلك البذور، وعنون كتابه الصادر عن «دار نلسن» عام 2012 بالعنوان نفسه «ونبقى معه» ـ الزعيم في مدينة صور ـ كأنه يقول ما تمنّاه أبداً في كلّ مسعى وكلّ إيثار يستأثر به وكلّ نزوع.

لعلّ الحديث الأحلى إلى روحه أن يتذكّر اللقاء مع الزعيم عند بوّابة صور عام 1947، وكيف سلّم على الرفاق وحيّاهم بالتحيّة الأحبّ إلى قلبه وعمره. وكيف مشى موكب الزعيم في المدينة متذكّراً كلماته عن «إرادة الحياة وأن نعرف كيف نتّحد لرفع هذه الأنقاض عن بلادنا… وعن نفوسنا».

ويمضي حسن مرتضى وفي قلبه إيمان كبير بنهضة الأمّة رغم كلّ شيء. كان حسن مرتضى من الرجال الذين يصنعون المواقف ويضمّدون الجراح.

رغم الصعوبات وتعب العمر، ورغم الحلكة، استطاع حسن مرتضى بقلبه الكبير وعقله المنفتح وبصيرته المتّقدة، أن يجعل من القضية أمراً مساوياً للوجود والحياة.

ناشر وكاتب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى