رام الله: صفقة القرن مصيرها الفشل

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن تكرار الحديث عن قرب قيام الولايات المتحدة بطرح ما يُسمّى «بصفقة القرن» لحل الصراع الفلسطيني الصهيوني سيكون مصيرها الفشل.

وأضاف أنها صفقة فاشلة ما دامت لا تحظى بالقبول الفلسطيني ولا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وأفاد بأن أية محاولات رامية للالتفاف على الموقف الفلسطيني الواضح والثابت، وعلى أسس الشرعية الدولية، سواء من خلال أطراف فلسطينية أو نماذج مشبوهة فشلت في الساحة تحت شعار «قيادات محلية» اندثرت أمام صلابة الموقف الفلسطيني، وقدرته على المواجهة، أو من خلال أطراف إقليمية، لن تؤدي سوى إلى مزيد من التدهور والتوتر على صعيد المنطقة والعالم.

وتابع أبو ردينة قائلاً: «نحن في خضم مرحلة مواجهة سياسية ساخنة دفاعاً عن ثوابتنا الوطنية وفي مقدمتها القدس بمقدساتها، فإن التجارب أثبتت أن الخيارات الفلسطينية أصبحت فاعلة، ونجحت في محاصرة العقلية الاستعمارية، وبالتالي أصبح الشعب الفلسطيني وقرارات قيادته الوطنية هي الدرع الحافظة للأرض، والهوية، والمقدسات، والتاريخ الفلسطيني المتجذّر في أعماق الأرض» .

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية من الاستخفاف بقدرات الشعب الفلسطيني والعربي، والاستمرار باللعب في النار.

وشدد المسؤول الفلسطيني على أن صنع السلام لا يحتاج إلى صفقات، أو طرح أفكار، بل يحتاج لإرادة حقيقية مؤمنة بالسلام كطريق لإنهاء الصراع والحلّ لكل الأزمات التي تعاني منها المنطقة والعالم.

إلى ذلك، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، الحكومة السويسرية بتقديم توضيحات رسمية حول تصريحات وزير خارجيتها إيغنازيو كاسيس.

وهاجم وزير الخارجية السويسرية إيغنازيو كاسيس استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» ، واتهمها بأنها السبب في تأجيج النزاع في الشرق الأوسط، كما قال إن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرّدوا منها قسراً هو «حلم وغير واقعي» .

وطالب عريقات، خلال رسالة احتجاج رسمية وجّهها إلى وزير خارجية سويسرا، بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني، معتبراً أن سويسرا اتخذت موقفاً غير محايد، وأن تصريحات وزير خارجيتها تخدم رواية الكيان الصهيوني كما تخدم أهداف تل أبيب والإدارة الأميركية في تصفية قضية اللاجئين.

وأعرب عريقات في رسالته عن غضب الشعب الفلسطيني وقيادته من هذه التصريحات، واصفاً إياها بالإهانة المباشرة للشعب، مستغرباً أنها صدرت عن دولة تتغنى بالتزامها بقواعد القانون الدولي وقيم العدالة والحياد التي جعلت منها مقراً للمنظمات الدولية العديدة.

وقال في رسالته إن حق العودة للاجئ الفلسطيني غير قابل للتصرف ومحمي بموجب القانون الدولي، لكن الحلم الوحيد غير الواقعي هو إهدار كرامة الشعب الفلسطيني، مضيفاً «على حد تعبير زميلكم السويسري المفوض العام للأنروا بيير كرينبول، فإن الكرامة لا تقدّر بثمن» .

واعتبر عريقات هذه التصريحات خروجاً عن قيم سويسرا ومبادئها الراسخة في الدفاع عن حقوق الانسان والقانون الدولي، مذكراً بنصوص القانون الدولي الصريحة في ما يتعلق بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولجنة الأمم المتحدة الفرعية المعنية بتعزيز وحماية مبادئ حقوق الإنسان بشأن ردّ المساكن والممتلكات في سياق عودة اللاجئين والمهجرين داخلياً، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

وجدّد عريقات تأكيد الموقف الفلسطيني الرافض لتوطين ودمج اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها، كما دعا لها كاسيس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى