الحوار الفلسفي والعلاقات الرومنسية في مسلسل «هارون الرشيد»

حمدي العطار

إذا تمّ اعتبار النصّ الدراميّ نوعاً من الأدب، بحيث يمكن قراءته كرواية، وقدرته على التأثير حتى لو لم يمكن تجسيده تمثيلاً كمسلسل، فهذا يعني أنّ النصّ الدرامي هو ناجح في كل الحالات لقوّته وحُسن صوغه!

مسلسل «هارون الرشيد» الذي قُدّم للتلفزيون لأكثر من مرّة، لكننا في هذه المرة أمام تقديمه بمعالجة فنية جديدة، برؤية سوريّة، وفيها عناصر الجذب من خلال الحوار الفلسفي للشخصيات، وعلاقات عاطفية رومنسية ممتعة بين مجموعة من الصبايا والشخصيات الأخرى، التي تم اختيارها بعناية!

الحلقات الأولى دائماً تتناول خلافة الهادي ومحاولة خلع وليّ العهد أخاه «هارون الرشيد»، وتولّي ابن الخليفة «جعفر ابن الهادي»، وهو الطفل، بديلاً كوليّ للعهد بدلاً من «هارون الرشيد»، وسط اعتراض شديد من الأمّ «خيزران» سمر سامي ، وكذلك زوجة الرشيد «زبيدة» كاريس بشار ، والبرامكة الملتفّين حول الرشيد!

يقدّم الكاتب عثمان حجي وبالتعاون مع المخرج عبد الباري أبو الخير نصّاً بإيقاع هادئ لاستعراض شخصيات: هارون، جعفر البرمكي، البهلول ليث، الهادي، زبيدة، خيزران، والعباسة اخت الرشيد، وآخرين.

من ناحية التمثيل، يقدّم النجم قصي الخولي، دوراً خطيراً قد يقارن بما قدّمه سابقاً النجم الراحل نور الشريف لشخصية «هارون الرشيد»، ويلعب دور رفيق وصديق «هارون الرشيد» «جعفر البرمكي» النجم الخليجي عبد المحسن النمر، وهو من النجوم القادرة على تجسيد الأدوار كلّها.

في الدولة العباسية هناك ملامح مختلفة عن الدولة الأموية، ومن أهمّ هذه الملامح قوّة تأثير النساء وتدخّلهن في شؤون الحكم، كما أن هناك عناية واهتماماً بأمراء الدولة العباسية، حتى أنّ من مواصفات معظم الخلفاء العباسيين أنهم يملكون ثقافة عالية في مجالات الفقه والأدب والشعر والفلسفة، وهو ما جعل الحياة الثقافية والفنّية في العصر العباسي متطوّرة عمّا كانت عليه في الدولة الأموية.

في هذا العمل، ثمّة عناية كبيرة بما يسمّى الديكور أو الأكسسوار أي الأثاث والمعدّات والأدوات والأزياء والأشياء المتحرّكة والموجودة في الفضاء الدرامي، والتي تستخدم من قبل الشخصيات، تبدو لنا مقنعة أكثر ممّا كانت عليه في الأعمال التاريخية الدرامية المماثلة.

شارك في المسلسل عددٌ من الممثّلين السوريين والخليجيين ومنهم: عابد فهد، نضال نجم، كاريس بشار، كندة حنا، آسيا عمران، عبد المحسن النمر، ياسر المصري، ديما بياعة، ديما الحايك، أدهم مرشد، طلال مارديني، أحمد البايض، إضافة إلى البطولة التي جسّدها قصي خولي.

كاتب عراقي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى