خامنئي يضع شروطاً على أوروبا لاستمرار التزام إيران بالاتفاق النووي بروجردي: یمكننا زیادة التخصیب على نطاق واسع وسنتحرّك على أساس المصالح الوطنیة

إذ تسعى واشنطن إلى إیجاد ظروف لدى الرأي العام لتضلیل أذهان العالم، حول سياساتها المخالفة للقوانين الدولية، بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، أكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الحادية عشرة منذ بدء تنفيذ الاتفاق النووي، من جديد «أنّ إجراءات وأنشطة إيران النووية مطابقة تماماً للاتفاق النووي».

خامنئي

في هذا الصّدد، قال قائد الثورة الإيرانية السيّد علي الخامنئي «إنّ الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لن يكون مصيره أفضل من مصير أسلافه»، مضيفاً أنه «سوف يختفي من التاريخ».

وفي كلمة له خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولين رسميين آخرين، بالإضافة إلى عدد من المدراء والناشطين السياسيين والاجتماعيين والثقافيين، اعتبر خامنئي أنه «إذا أدّى المسؤولون الإيرانيون واجباتهم فحتماً ستُهزم الولايات المتحدة»، بحسب رأيه، مشيراً إلى «أن الاستراتيجية الأميركية ضد إيران لا تحمل شيئاً جديداً».

وشدّد على أن «جميع المؤامرات الأميركية فشلت وأن إيران بعد 40 عاماً تمضي بقوة وبقدرات مختلفة».

ورأى خامنئي أن «أوروبا حتماً لن تعارض الولايات المتحدة وأن الصمود في وجه واشنطن يؤدي إلى تراجعها»، وتابع «فرنسا وألمانيا وبريطانيا أثبتت في الأوقات الحساسة أنها تتماشى مع الولايات المتحدة».

وذكّر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية «أنّ بلاده التزمت بتعهداتها، لكن الولايات المتحدة نكثت بعهودها»، مضيفاً «أنه لا يمكن التعاون مع دولة كهذه».

ووضع المرشد الإيراني شروطاً على أوروبا لتستمر إيران بالتزامها بالاتفاق النووي، منها «أن على البنوك الأوروبية ضمان استمرار التجارة مع إيران، أن تضمن بشكل كامل بيع النفط الإيراني، أن تتصدى لأية عقوبات أميركية على إيران، أن تتعهّد بعدم طرح البرنامج الصاروخي أو حضور إيران في المنطقة»، داعياً إياها إلى أن «تصدر قراراً ضد الولايات المتحدة لعدم التزامها بالقرار الدولي 2231، وأن تثبت أنها لن تنكث بتعهّدها كالسابق».

وأضاف السيد الخامنئي «أنه إذا لم تقدّم أوروبا الضمانات لإيران، فإن حق بلاده في استئناف نشاطاتها النووية محفوظ».

وتابع «إذا وجدنا أن الاتفاق النووي من دون فائدة، فأحد خياراتنا العودة إلى تفعيل نشاطاتنا النووية السابقة».

قاسمي

في سياق منفصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، «إنّ إصرار المسؤولين المغاربة على تكرار ادعاءاتهم الكاذبة لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتكرار الاتهامات الخاوية والتي لا أساس لها من الصحة ضد بلدنا، هي مجرد محاولة لإرضاء بعض الأطراف الثالثة».

وأشار قاسمي إلى «التصريحات الجديدة لوزير خارجية المغرب في مقابلة مع فوكس نيوز الأميركية»، نافياً فيها «المزاعم التي أثيرت في المقابلة»، وقال: «إنّ وزير خارجية المغرب يدرك جيداً أنّ الاتهامات غير المقبولة والتي يعتبرها مقبولة، خاطئة كلها، وكذب وتستند إلى أوهام وقصص الآخرين الذين يسعون لتمرير مصالحهم غير الشرعية، متجاهلين المصالح الحقيقية للشعب المغربي».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني «إنّ تكرار هذه الادعاءات والإصرار عليها أمر غير مثمر وخسارة في النهاية لدول المنطقة».

بروجردي

وفي العودة إلى الشأن الأميركي، قال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الإسلامي «إنّ موجة إدانات واسعة ضد أمیركا عمت العالم حتى بین حلفاء أمیركا المقربین، والنخب الأمیركیة والشخصیات المؤثرة في بریطانیا وألمانیا وفرنسا أدانت تصرفات واشنطن».

وأضاف بروجردي، أمس، رداً على تصریحات وزیر الخارجیة الأمیركي وشروط أمیركا الـ12 لإیران: «عندما یصبح رئیس وكالة المخابرات المركزیة الأمیركیة، وزیراً للخارجیة لا یتوقع منه أكثر من ذلك، فإنّ بومبیو یجهل أبسط قواعد السیاسة الخارجیة، ومحتویات كلمته مجرد تَخَرُّص وهُرَاء».

وتابع «إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لها دور بارز جداً في الحرب ضد الإرهاب، والتي كانت أمیركا ولا تزال تدعمه فقد هزم داعش بفضل الهمة العالیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ومستشاریها في العراق الذین تعاونوا مع الجیش وقوات الحشد الشعبي، وفي سوریة، حدث وضع مشابه، بالطبع لعبت روسیا دوراً مهماً».

وصرّح بروجردي: «ما قیل حول القضایا الإقلیمیة، بما في ذلك سوریة والعراق والیمن، من قبل وزیر الخارجیة الأمیركي، هو نوع من الإسقاط، لأنهم أول المتهمین بدعم الإرهاب وخاصة داعش».

وقال: «لقد ذكرنا مراراً وتكراراً حول صناعة الصواریخ، أنّ هذه سیاستنا الدائمة والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة قبلت بعدم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ونحن فخورون بهذا الهدف».

وأضاف رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة: «إننا نحتجّ على الولایات المتحدة التي تصمم وتطوّر قنابل نوویة جدیدة الیوم، وعلى النقیض من معاهدة حظر الانتشار النووي، تجري اختبارات، لكن صناعة الصواریخ لدینا هي على الأقل دفاعیة وردعیة».

وتابع بروجردي: «في مجلس الشورى الإسلامي، وفي الوقت الذي ندعم فیه صناعة الصواریخ بشكل علني، فإننا نعززها أیضاً من حیث التمویل هذه سیاسة معتمدة من النظام وهناك إجماع وطني حول هذه المسألة».

وصرّح: «في الموضوع النووي، فإن الولایات المتحدة هي المتهم الأول في نقض الاتفاقیات الدولیة المهمة في الواقع، لیس لدى واشنطن ما تقوله، ویجب أن تخجل من اتخاذ إجراءاتها المناقضة للقوانین الدولیة فی التاریخ المعاصر».

وأعلن بروجردي «أننا سنتحرك على أساس المصالح الوطنیة على الصعید النووي»، مضیفاً «أنّ قدراتنا بعد القبول بالاتفاق النووي لمّ تقل، فحسب بل زادت أیضاً».

وأضاف: «یمكننا الیوم بناء جیل جدید من أجهزة الطرد المركزي، ویمكننا بسرعة زیادة التخصیب على نطاق واسع»، مشيراً إلى أنّ «على أمیركا أن تبعد عن ذهنها فكرة أنها قادرة على تحقیق الصیغة التي مررتها في لیبیا أو أي دولة أخرى على الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة»، مؤكداً أنّ «هذا هو حق مشروع لشعبنا وسندافع عنه بقوة».

وأشار إلى أنّ «الأمیركیین، الذین ارتكبوا المخالفة في موضوع الاتفاق النووي، یریدون ومن خلال سیاسة الإسقاط، إیجاد ظروف لدى الرأي العام لتضلیل أذهان العالم».

وحول ضمانات أوروبا للحفاظ على الاتفاق النووي قال: «بالنظر إلى تجربة انتهاك أمیركا لوثیقة رسمیة مدعومة بقرار مجلس الأمن، فإنّ هذه الكتابات الاتفاق النووي لم تعُد ذات مصداقیة إلا إذا قدم لنا الأوروبیون ضمانة عملیة» مؤكداً على أنّ «إيران لن تقبل أي شيء سوى إجراء عملي كضمان».

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

في هذا الصّدد، أكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الحادية عشرة منذ بدء تنفيذ الاتفاق النووي، وللمرة الأولى منذ انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، أكد من جديد «أنّ إجراءات وأنشطة إيران النووية مطابقة تماماً للاتفاق النووي».

وقال رضا نجفي، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، «إنّ تقرير الوكالة الجديد، وهو التقرير الحادي عشر من يوم تنفيذ الاتفاق النووي والتقرير الفصلي العاشر إلي مجلس المحافظين بشأن التحقق من تنفيذ الاتفاق النووي، يؤكد مرة أخرى أن أجراءات ونشاطات إيران النووية مطابقة بالكامل للاتفاق النووي».

وأضاف «أنه في الصفحة الأولى من التقرير، وحيث تمّت الإشارة إلى اسم أميركا، فإنّه تم التوضيح في الحاشية بأن الرئيس الأميركي أعلن في 8 أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي».

هذا التقرير يشبه إلي حد كبير التقارير السابقة، وتشمل التغييرات إدخال التطورات الفنية، بما في ذلك زيادة كمية المياه الثقيلة المخزنة، وزيادة احتياطيات اليورانيوم المخصب بنسبة 3 و 67 في المئة، وما شابه ذلك.

ومن الأمور التي أشار إليها التقرير «استمرار جميع الأنشطة النووية الإيرانية، بما في ذلك استمرار التخصيب بنسبة 3.67 في المئة مع 30 شلالاً من أجهزة الطرد المركزي و 5060 جهاز طرد مركزي من الجيل الأول في نطنز، واستمرار إنشاء 6 شلالات الطرد المركزي بعدد 1020 جهاز طرد مركزي IR 1 في موقع فردو مجهّزة للعمل والعدد الآخر من أجهزة الطرد المركزي المنفصلة المستقرة في هذا الموقع لغرض استخدامها في مجال البحث والتطوير لإنتاج النظائر المشعة واستمرار أنشطة البحث والتطوير مع أجهزة الطرد المركزي المتقدّمة والجيل الجديد».

كما أشار التقرير إلى «مراسلات إيران الجديدة بشأن برنامج محركات الدفع النووي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى