يا قوم اعقلوا وتعالوا نبنى جنة العلم والعمل على الأرض…

ديانا فاخوري

هل ما زلنا نحن العرب نراقص الغيب في مهرجان وثني قد لا يتوقف عند الأبد، كما يرى بيرنارد لويس، أم أننا قد أرهقنا الله بما فيه الكفاية فتركَنا وشأننا كما يرى روجر كوهين؟!

نعم، خرج النفط من ثقب في أرضنا و«طافت» عائداته وفوائدها خلال العقود السبعة الماضية، 70 تريليون دولار أنفقناها في خدمة القناصل وحروبهم، وبين أحضان الغواني والعهر السياسي… هكذا أتعبْنا الرب، فذهب عنا ليبقى لدينا أكثر من 100 مليون أمّي… ذهب عنا الإله ليجيئنا خليفة يقطع الرؤوس، ويأكل الأكباد، ويرجم بالحجارة، ويدعو لـ«جهاد النكاح»!

لطالما تساءلت هل كان قايين ليقتل هابيل لو تعلّم حياكة السجاد العجمي، وخبر ليالي الأنس في فيينا التي أثمرت انتصاراً نووياً إيرانياً ، وآمن أنّ الناس اثنان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق… أما حائكو السجاد العجمي ولاعبو الشطرنج فهم مَن توّج العشق بين التاريخ والايدولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية.. هل تذكرون كيف خاطب وزير خارجية بريطانيا، منذ حوالي 10 سنوات، الإيرانيين بصلف وتكبّر، مؤكداً أنهم لن يسمحوا لهم باستخدام جهاز طرد مركزي واحد! أما اليوم فتملك إيران، وباعتراف العالم، آلاف أجهزة الطرد المركزي.. وفي اليوم الذي أقرّت به إيران الاتفاق النووي، أعلنت عن تجربة «عماد» الذي يبلغ مداه 1750 كلم تأكيداً لحفاظها على البرنامج الصاروخي الذي أرادت أميركا منع إيران من امتلاكه.. وإلى القدرات الصاروخية الباليستية وغيرها التي تستمرّ إيران في الكشف عنها حتى بعد توقيع اتفاقها النووي مع الغرب، فإنها باتت – حسب تقرير طومسون رويترز – في المركز 17 عالمياً في إنتاج العلوم منذ عام 2013. وقد أنتجت 2925 مقالاً علمياً متخصصاً وازداد إنتاجها العلمي 20 ضعفاً منذ عام 1996. كما أنفقت 3.6 مليار دولار فقط عام 2011 على البحث العلمي. وهي تنتج سنوياً نحو 40 ألف كتاب وتطبع حوالي 250 مليون نسخة، ناهيك عن الأقمار الصناعية وتكنولوجيا النانو وإنتاج السيارات نحو مليون سيارة حتى وقف الحصار … وها هي اليوم تدخل عصر القنبلة الاقتصادية وسوق الذهب الأسود والأسواق العالمية الأخرى… انظروا مثلاً كيف تتهافت شركات الايرباص الأوروبية والبوينغ الأميركية على الأسواق والاستثمارات الإيرانية.

ويبقى السؤال الأساسي ماذا لو استُثمِرت بضمّ التاء وكسر الميم أموال العرب في مشاريع بنّاءة على الطريقة الإيرانية؟! أجزم لو حصل هذا لحجّ إلينا أهل السماء والذين فيها طالبين الإقامة بيننا في جنة العلم والعمل على هذه الأرض!

فيا قوم اعقلوا وتعالوا نبني جنة العلم والعمل علی الأرض!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى