شويغو: خطط الإرهابيين في سورية فشلت والظروف مهيأة لإعادة الإعمار

أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن خطط الإرهابيين في سورية فشلت والظروف باتت مهيأة لإعادة الإعمار.

وقال شويغو خلال افتتاح اجتماع وزراء دفاع رابطة الدول المستقلة أمس، إنه «تمّ تحرير الجزء الأكبر من سورية من الإرهابيين، إضافة إلى إجراء اتصالات مع بقية الإرهابيين لإلقاء السلاح كما تمّ إحباط خطط تشكيل «الخلافة الزائفة» وتهيئة الظروف للتسوية والحفاظ على سورية دولة واحدة غير قابلة للتقسيم».

وأوضح شويغو أن قضايا التسوية السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار البنية التحتية تأتي في مقدمة المسائل المهمة في سورية معرباً عن أمل بلاده بمشاركة بلدان رابطة الدول المستقلة في ذلك، والذي من شأنه أن يظهر وحدتها في الحرب ضد الإرهاب العالمي وضمان الأمن المشترك.

وأشار شويغو إلى وجود مجال واسع للتعاون بين دول الرابطة بشأن سورية مثل إزالة الألغام التي خلفها الإرهابيون ومراقبة مناطق تخفيف التوتر وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار البنية التحتية.

إلى ذلك، أكد نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه كوجين أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب دمّر مدينة الرقة ووضع المدنيين فيها لم يتحسّن موضحاً أن منظمات الإغاثة عاجزة عن العمل داخل المدينة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن كوجين قوله للصحافيين أمس «إن التحالف دمّر مدينة الرقة بشكل كامل، وإن هناك الكثير من القتلى من سكانها دفن تحت الأنقاض»، موضحاً أن آثار المدافع والطيران الأميركي والبريطاني والفرنسي واضحة للعيان في كل مكان.

وأشار كوجين إلى أنه لم تنفذ أي عمليات إعمار في المدينة المدمّرة ولا توجد فيها أي سلطات تهتم بمصير من بقي من سكانها على قيد الحياة.

وقال «إن الوضع في المدينة يزداد صعوبة لأن أحداً لم يعمل شيئاً خلال 9 أشهر مضت منذ تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي لتسهيل حياة سكانها. فمنظمات الإغاثة الدولية تشكو من عجزها عن العمل إذ لا يمكنها إيجاد مكان آمن في المدينة لفتح مكاتبها وإقامة مساحات لتوزيع المساعدات الإنسانية بين المدنيين، لأن المدينة كلها مليئة بالألغام ويلقى عدد من المدنيين حتفهم يومياً بسبب هذه الألغام والقذائف غير المنفجرة».

وتساءل كوجين بأي حق يمنع من احتل جزءاً من دولة ذات سيادة من أعضاء الأمم المتحدة سلطاتها الشرعية من إمكانية استعادة السيطرة على المناطق المحتلة لإعادة الحياة الطبيعية إليها؟ وكيف لهؤلاء المحتلين أن يلعبوا دور الدول الضامنة لعملية التسوية السياسية بين السوريين؟

وأكدت منظمة العفو الدولية أمس، أن الهجمات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب ضد مدينة الرقة العام الماضي ترقى إلى جرائم حرب.

كما دعت العفو الدولية التحالف للاعتراف بحجم الدمار الذي تسبب فيه، وإلى توفير المعلومات اللازمة لتحقيق مستقل فضلاً عن تقديم تعويضات للضحايا.

وتعليقاً على هذا القرار، قال فيل إنه «يبرز المأساة الإنسانية لهذه الحرب التي أشعلها التنظيم الشرس والمجرم والذي تعرض لحكمه الوحشي 7.7 ملايين من العراقيين والسوريين.

وأضاف أن واضعي التقرير فشلوا في تدقيق المعلومات العلنية والحصول على الوقائع بشكل مباشر أو عبر التشاور مع العسكريين، قائلاً: «نحن مذنبون حتى تثبت براءتنا».

وارتكب تحالف واشنطن جرائم كثيرة في الرقة استخدم فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها القنابل الفوسفورية ما أدى إلى وقوع مئات الضحايا من المدنيين. وهي جرائم لا تقل في فظاعتها عن تلك التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي وسط تعتيم إعلامي غربي فاضح للتعمية على تلك الحقائق وغياب كل هيئات الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن الدولي عن إدانة تلك الجرائم.

وخلافاً لادعاءاتها بمحاربة إرهابيي داعش تفيد التقارير الإخبارية بأن واشنطن أمنت خروج هؤلاء الإرهابيين من الرقة مع عتادهم ما يؤكد وجود اتفاقات مبرمة بين التحالف الأميركي المزعوم والتنظيم التكفيري.

على صعيد آخر، أعلن ما يُسمّى بـ «مجلس منبج العسكري» المتحالف مع «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة، أمس، رفضه أي وجود عسكري تركي في المدينة.

ونفى المتحدث شرفان درويش في تصريح، عما إذا كان المجلس سيقبل بوجود عسكري تركي في منبج، وذلك بعد يومين على الإعلان عن اتفاق تركي – أميركي.

وصرّح درويش أن المجلس ينتظر تفسيرات وتوضيحات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشأن تفاصيل الاتفاق الذي توصّلت إليه أنقرة وواشنطن.

وفي بيان نشره المجلس على موقعه الرسمي، قال «نؤكد أننا قادرون على حفظ أمن منبج وحدودها ضد أي تهديدات خارجية، ونذكر تركيا التي تحاول فرض سياساتها على المنطقة، وتتجاهل الأمان والاستقرار الذي تعيشه منبج، مقابل الفوضى التي تعيشها مناطق تحتلها في شمال سورية، حيث الاقتتال والقتل والخطف والاعتقالات التي تجري في جرابلس والباب وأعزاز وعفرين، أنه حري بها أن تسعى لإيجاد الاستقرار لآلاف النازحين في المناطق التي يسيطرون عليها ومنحهم الفرص ليعودوا لقراهم بدل النزوح باتجاه منبج».

وشدّد المجلس في بيانه على أن منبج ومنذ تحريرها يسودها الاستقرار والأمان رغم حجم التحديات والتهديدات.

وفي بيان سابق قال المجلس إنه لا علم لديه بتفاصيل خريطة الطريق التركية الأميركية بشأن منبج التي أعلنت الإثنين، لكنه أضاف أنه قادر على حفظ أمن منبج وحدودها ضد أي تهديدات خارجية.

وكان البلدان اتفقا، الإثنين، على خريطة طريق لمدينة منبج وأكدا التزامهما المشترك بتنفيذها، وذلك عقب اجتماع بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن.

وعقب ذلك، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تنضوي تحت لواء «قوات سورية الديمقراطية»، عزمها سحب آخر قواتها من منبج.

وكانت تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة «إرهابية»، هددت مراراً بشن عملية عسكرية في منبج، قبل أن تتفق لاحقاً مع الولايات المتحدة على «خريطة طريق» بشأنها.

مجلس الشعب السوري يُعيد انتخاب صباغ

عقد مجلس الشعب أمس، جلسته الثالثة عشرة من الدورة العادية السابعة للدور التشريعي الثاني المخصصة لانتخابات مكتب المجلس التي تجري سنوياً وفق النظام الداخلي، حيث أعاد المجلس انتخاب حموده صباغ رئيساً له بالتزكية.

ويتألف مكتب المجلس من رئيس المجلس ونائبه وأميني السر ومراقبين وتمتدّ ولايته سنة ميلادية ويُعاد انتخابه في أول جلسة يعقدها المجلس بعد انتهاء المدة المحددة وفق النظام الداخلي للمجلس.

وتبيّن المادة 15 من النظام الداخلي أن نائب رئيس المجلس يتولّى جلسة الانتخابات السنوية، إذا رغب رئيس المجلس بترشيح نفسه لمنصب رئيس المجلس، وإذا غاب حلّ محلّه أمين السر الأول، وإذا لم يتقدّم للترشح سوى مرشح واحد فقط يعد المتقدّم للترشح فائزاً بالتزكية ويعلن رئيس الجلسة نتائج الانتخاب.

ووفقاً للمادة ذاتها توقفت الجلسة لمدة عشر دقائق ثم استؤنفت برئاسة رئيس المجلس حموده صباغ. وتابع المجلس انتخاب أعضاء مكتب المجلس، حيث فاز عضو المجلس نجدت أنزور بمنصب نائب الرئيس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى