هل تتّحد أوروبا مع روسيا لمواجهة الولايات المتحدة؟

رأت وسائل إعلام ألمانية أن أوروبا لن تتمكن بمفردها من مواجهة الولايات المتحدة، لذلك فإن الاتحاد مع روسيا يعتبر ضماناً للتعايش السلمي بين الدول الأوروبية.

ووفقاً للصحافي روبرت شترانت في صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ»، فلا ينبغي توقع حصول تغييرات إيجابية في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة. وأشار إلى أن تقديم بروكسل أيّ تنازلات لواشنطن الآن سيزيد من تدهور العلاقات.

وفي هذا الصدد، يرى شترانت أن المخرج الوحيد هو اتحاد أوروبا مع الدول المشاركة في الصفقة النووية الإيرانية، بما في ذلك مع روسيا والصين، مشيراً إلى أن الوحدة مع تلك الدول ستساعد على جذب دول أميركا الجنوبية وآسيا، ولا سيما الهند.

وأضاف أن هذا الموقف ينطوي على رفع العقوبات الظالمة عن روسيا. وأكد أن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها في حال نجاح هذه الاستراتيجية، بغضّ النظر عن موقف ترامب.

إلى ذلك، اهتمت صحف بريطانية وأميركية وروسية بمسائل عدّة تخصّ الشرق الأوسط.

صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية قالت إنّه من الممكن أن تشهد منطقة الخليج نزاعاً عسكرياً في هذه الأيام بعد مرور سنة على ضرب الحصار الدبلوماسي حول قطر. وإنه يمكن أن تندلع حرب في منطقة الخليج في حال حصلت دولة قطر على نظام الدفاع الجوي الروسي «إس 400».

وذكرت الصحيفة أن صحيفة «لوموند» الفرنسية قالت، في نهاية الأسبوع الفائت، إن الرياض طلبت من باريس الضغط على قطر لمنعها من الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي المضاد للطائرات «إس 400».

من ناحيتها، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لدومينيك كنيدي، محرّر التحقيقات في الصحيفة، بعنوان «أتباع الخوذ البيضاء تركوا طفلاً متألماً للإضرار بالأسد»، حسبما يقول القسّ أندرو آشداون الذي اتّهم الدفاع المدني السوري الخوذ البيضاء بالإبقاء على طفل سوري مصاب من دون إسعاف أو علاج يكسوه الغبار والدم في محاولة للدعاية للإضرار بالرئيس السوري بشار الأسد.

وفي ما يلي، جولة على أهم التقارير التي نشرتها صحف أجنبية في اليومين الماضيين.

نيزافيسيمايا غازيتا

من الممكن أن تشهد منطقة الخليج نزاعاً عسكرياً في هذه الأيام بعد مرور عام على ضرب الحصار الدبلوماسي حول قطر، بحسب رأي صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية.

وقالت الصحيفة إنه يمكن أن تندلع حرب في منطقة الخليج في حال حصلت دولة قطر على نظام الدفاع الجوي الروسي «إس 400».

وذكرت الصحيفة أن صحيفة «لوموند» الفرنسية قالت، في نهاية الأسبوع الفائت، إن الرياض طلبت من باريس الضغط على قطر لمنعها من الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي المضاد للطائرات «إس 400».

وعلمت الصحيفة الفرنسية أن الديوان الملكي السعودي بعث برسالة إلى الرئاسة الفرنسية، تقول فيها الرياض إنها مستعدة لتنفيذ إجراء عسكري ضد قطر إذا تمكنت الأخيرة من الحصول على نظام «إس 400».

وذكرت «نيزافيسيمايا غازيتا» نقلاً عن نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، يوري شفيتكين، إن ما أعلنته المملكة السعودية لن يؤثر على إمكانية بيع نظام «إس 400» إلى قطر.

وعبّرت الصحيفة عن شكوكها في جدية النية السعودية توجيه الضربة على منظومات «إس 400» في حال وصلت إلى قطر، مشيرة إلى أن وجود قوات أميركية وتركية في قطر يمثل عاملا رادعا يمنع نشوب الحرب في شبه الجزيرة العربية. وحتى إذا افترضنا ـ تقول الصحيفة ـ أن القوات الأميركية تغادر قاعدة العديد في قطر فإن وجود القوات التركية في قطر سيبقى هو العامل الرادع.

تايمز

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لدومينيك كنيدي، محرّر التحقيقات في الصحيفة، بعنوان «أتباع الخوذ البيضاء تركوا طفلاً متألماً للإضرار بالأسد»، حسبما يقول قسّ.

ويقول كنيدي إن قسّاً أنجليكانياً اتّهم الدفاع المدني السوري الخوذ البيضاء بالإبقاء على طفل سوري مصاب من دون إسعاف أو علاج يكسوه الغبار والدم في محاولة للدعاية للإضرار بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال القس أندرو آشداون، الذي يقول كنيدي إن زياراته المتكررة إلى سوريا أدت إلى انتقادات أنه يحاول تهدئة الحكومة السورية، إن الخوذ البيضاء، الذين يحصلون على تمويل من الحكومة البريطانية ورشحوا لجائزة نوبل للسلام، ينتمون لجماعة متشددة مسلحة.

وفي كلمة ألقاها في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن سواس اتهم آشداون الغرب بتقديم رشى وتشويه حقائق ودعم جماعات إرهابية.

وعرض آشداون صورة للطفل السوري عمران دقنيش، الطفل ذي الأعوام الخمسة الذي أصبحت صورته واحدة من أشهر الصور في الحرب السورية، ثم عرض صوراً له في إحدى زياراته في سوريا وهو يحيط الطفل العمران بذراعه، وقال إنه الطفل الذي انتشرت صورته في كل مكان في دعاية ضد النظام السوري.

وقال آشداون إن صورة عمران التقطت بعيد مقتل شقيقه. وقال آشداون إن عمران كان مصاباً ومكسوّاً بالغبار وفي حالة صدمة وحمله رجال الخوذ البيضاء ووضعوه في سيارة الإسعاف وأجبروه على الجلوس مدة أربعين دقيقة من دون تلقي علاج بينما كانوا يلتقطون صورته.

وأضاف آشداون إن والد عمران كان غاضباً ولكنه لم يستطع التدخل لأنهم كانوا مسلّحين، ولاحقاً عرضت وسائل الإعلام الدولية آلاف الدولارات ليقول إنه يعارض نظام الأسد. لم تؤيد الأسرة «المعارضة المسلّحة» قط.

ويقول كنيدي إن آشداون يبدو في تصريحاته وآرائه قريباً من وجهة النظر الروسية التي لطالما نظرت إلى الخوذ البيضاء على أنها مقربة من الجماعات المتشددة الجهادية.

وأضاف آشداون إنه عندما زار حلب ذهب في زيارة إلى المقر المهجور للخوذ البيضاء ليجده متاخماً لمقر جماعة جبهة النصرة المسلحة.

واشنطن بوست

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدلاً من أن يدشّن عهده الجديد بالإصلاحات بادر إلى إطلاق حملة قمع جديدة ضد معارضيه هي الأسوأ بتاريخ مصر الحديث، ما يدلّ على ضعفه في ظل تنامي المعارضة له بالمؤسسة العسكرية.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيّتها أن السيسي ـ كجزء من بادرة أمل ضعيفة ـ أفرج عن أحمد عطيوي، أحد أميركيين اثنين مسجونين ظلماً في مصر، وذلك بناءً على طلب من مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي.

وبدلاً من أن يتبع هذه الخطوة بخطوات أخرى تُحقق مطالب الإصلاح، أطلق موجة اعتقالات جديدة شملت مدوّنين وناشطين مستقلين بالبلاد.

ومن بين أشهر المعتقلين في الحملة الأخيرة المدوّن المصري وائل عباس، الذي حاول منذ أكثر من عقد لفت الأنظار إلى الانتهاكات التي تنفّذها الشرطة ضد حقوق الإنسان، واعتُقل من منزله، في 23 أيار الماضي، دون مذكرة اعتقال، بالإضافة لاعتقال شادي الغزالي، وهو طبيب وناشط ليبرالي، والمصوّر والمدوّن شادي أبو زيد.

ووُجّهت لوائل عباس وعدد من المعتقلين الآخرين تهم بمساعدة منظمة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وكان من بين المعتقلين طالب دكتوراه في جامعة واشنطن كان يعدّ لدراسة حول حكم القانون في مصر، بالإضافة إلى اعتقال صحفيين ورئيس منظمة لحقوق الإنسان.

ولم تسلم النساء من حملات الاعتقال، إذ اعتُقلت أمل فتحي، الممثّلة السابقة وزوجة أحد نشطاء حقوق الإنسان، وذلك بعد منشور لها على «فايسبوك» احتجّت فيه على التحرّش الجنسي الذي تعرّضت له، ليتم اقتحام منزلها بعد يومين من الشرطة واعتقالها.

وتقول «واشنطن بوست» إنه في الوقت الذي تزعم فيه حكومة السيسي أنها تحارب المتطرّفين الإسلاميين وتنظيم «داعش»، تراها تعتقل نشطاء ليبراليين وعلمانيين عُرفوا بدعم الديمقراطية.

في الحرب العسكرية التي تخوضها الحكومة المصرية في سيناء ضد مقاتلي تنظيم «داعش» كان الفشل السمة الأبرز لها، فعلى الرغم من استخدام الجيش المصري أساليب وحشية فإن الحملة لم تحقّق أهدافها، وهناك خشية من أن تأتي زيادة حجم القمع ضد أهالي سيناء من البدو بنتائج عكسية.

وذلك ما أشار إليه إسماعيل الإسكندراني، الباحث السابق في مركز يلسون، الذي اعتُقل عام 2015 بتهمة نشر خرائط تخصّ القوات المسلحة، ونهاية الشهر الماضي، وبعد عامين ونصف العام من الحبس الاحتياطي، حُكم عليه بالسجن عشر سنوات.

وتؤكّد الصحيفة أن تصرّفات السيسي تدلّ على ضعفه، بخاصة أن الدعم لنظامه يتضاءل باطّراد، كما أن المعارضة تتنامى داخل المؤسسة العسكرية.

وكان هشام جنينة، الرئيس السابق لمكتب مكافحة الفساد، قد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد أن قال إن بحوزته وثائق تُجرّم كبار القادة.

نائب الرئيس الأميركي اتّصل بالسيسي وشكره على إطلاق سراح عطيوي، ولكن لا يبدو أن لهذه المكالمة أي تأثير، فالسيسي يدرك جيداً أن دونالد ترامب لا يهتمّ كثيراً بملفّ حقوق الإنسان، وهذا يعني أن حملات القمع لن تجد لها صدى داخل واشنطن، ولكن ما يمكن تأكيده أن الرئيس المصري يدّخر الكثير من المتاعب لنفسه، وفي النهاية لن يكون قادراً على تحمّلها.

فايننشال تايمز

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً للورا باتيل من أنقرة بعنوان عبء الديون والتضخم يمثلان تحدّياً لأردوغان. وتقول باتيل إن الليرة التركية المتعثرة شهدت استقراراً نسبياً في الأسبوعين الماضيين.

وأضافت أن رفع نسبة الفائدة بصورة مؤقتة وبعض التصريحات المهدئة للأسواق من مسؤولين أتراك أدت إلى تهدئة الأعصاب بعد أن أدى الصراع بين أردوغان والمستثمرين الدوليين إلى انخفاض العملة التركية إلى أقل معدلاتها.

وتقول الصحيفة إن الأرقام التي نشرت خلال الأيام الماضية أظهرت ارتفاعاً كبيراً في نسبة التضخم. وارتفعت الليرة إثر ذلك، مع مراهنة الأسواق أن البنك المركزي التركي لن يجد خياراً أمامه سوى رفع الفائدة مجدّداً عند انعقاده مجدّداً الخميس الماضي.

وتضيف باتيل إن هشاشة الاقتصاد التركي فاقمها تقديم أردوغان لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بنحو عام ونصف والتي سيتم إجراؤها بعد نحو ثلاثة أسابيع.

وتقول إن فوز أردوغان في الانتخابات التي ستجرى يوم 24 حزيران سيضمن بقاءه في منصبه مدة خمس سنوات أخرى وستؤدي إلى تطبيق إجراءات ستزيد من صلاحياته الرئاسية بصورة كبيرة.

وتقول الصحيفة إن الحكومة أعلنت سلسلة من الوعود السابقة للانتخابات وتعهدت بالتصدي لارتفاع أسعار الوقود عن طريق زيادة الدعم على الوقود في محاولة لخطب ود الناخبين.

تايمز

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لهنا لوسيندا سميث بعنوان الأتراك جاهزون لشن هجمات على الكرد من 11 قاعدة عراقية جديدة.

وأضافت أن تركيا تتحضر لشن هجمة على الميليشيات الكردية في شمال العراق في خطوة يأمل فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها ستدعمه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر الحالي.

وأردفت أن الجيش التركي أنشأ 11 قاعدة جديدة في العراق غالبيتها قرب حدوده وإيران، مضيفة أن المنطقة تعدّ معقلاً لحزب العمال الكردستاني.

ونقلت كاتبة المقال عن بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي قوله ضاعفنا وجودنا في شمال العراق، وهدفنا استئصال الإرهاب قبل أن يتمكن من التسلل عبر حدودنا.

وحذّر مصدر من الاتحاد الوطني الكردستاني للصحيفة من أن هناك نحو 700 قرية في المنطقة التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، مضيفاً أنه في حال شنت تركيا أي هجمات فيسبب ذلك أزمة لاجئين جديدة.

وقد وضعت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الإرهابية.

ونقلت الكاتبة عن المحلل ماكس هوفمن قوله إن أردوغان لديه تاريخ في شن هجمات خارجية لا سيّما العسكرية منها عندما يشعر بأي تهديد انتخابي.

وفي الصحيفة عينها، مقال لمارك بينيتس تناول فيه خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحتملة للانتقال لمنصب جديد في خطوة للبقاء في السلطة.

وقال كاتب المقال إن بوتين ألمح إلى أنه قد يشغل منصب رئيس الوزراء مرة ثانية بعد انتهاء الولاية الرئاسية الأخيرة له.

وأردف أن الرئيس الروسي انتخب رئيساً للبلاد للمرة الأولى في عام 2000 تبادل الأدوار مع ديمتري ميدفيديف في عام 2008 الذي كان يشغل وقتها منصب رئاسة الوزراء، موضحاً أن هذه المناورة سمحت لبوتين بالالتزام بالمدة المحددة لبقائه في سدة الرئاسة وباستمراريه إمساكه بزمام الأمور.

وأوضح أن بوتين عاد للكرملين رئيسا للبلاد في عام 2012 بعدما مدد الفترة الرئاسية إلى ستّ سنوات.

وأردف أن أحد الصحافيين سأل بوتين في مقابلة أجراها معه قبيل زيارته فيينا عما إذا كان ينوي إعادة استخدام الخدعة نفسها في الانتخابات المرتقبة بعدما تنتهي ولايته الرئاسية بصورة رسمية.

وأجاب بوتين خلال المقابلة كل شيء يعتمد كيف سنعمل، أعني أنا وفريقي، مضيفاً أنا أعمل في الحكومة منذ وقت طويل وعلي أن أقرر ما الذي سأفعله عند انتهاء فترة ولايتي الرئاسية.

ونفى بوتين التكهنات بأنه سيحاول إعادة كتابة الدستور والبقاء رئيساً للبلاد مدى الحياة خلال المقابلة.

واشنطن بوست

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه على رغم حملة القمع والترهيب التي شنّها وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان على معارضيه، ومنهم التيار المحافظ الذي كان يتمتّع بنفوذ كبير، فإن هذا التيار بدأ مؤخّراً ينتقد هذه التغييرات مثل تخفيف القيود الاجتماعية على الاختلاط بين الرجال والنساء.

وسعى محمد بن سلمان، وليّ العهد السعودي، إلى تحديث البلاد وإجراء جملة إصلاحات اجتماعية، كان الهدف في جزء منها الحدّ من نفوذ التيار السلفي المحافظ في السعودية، والذي كان يتمتّع بسطوة كبيرة. وبحسب محللين، فإن طموح بن سلمان وضعه في صراع مع شبكة سلفية قوية تشكّل أكبر قوة سياسية متماسكة خارج نطاق الأسرة الحاكمة السعودية.

تقول الصحيفة إن الأمير محمد بن سلمان استخدم كل أساليب الترويع ضد معارضيه ومنها سجن رجال الدين السلفيين المشهورين باستقلالهم، ومن ضمن ذلك رجال الدين الذين عارضوا منح حقوق أكبر للنساء وتبنّوا وجهات نظر متشدّدة أخرى.

وتنقل عن أحد السلفيين السعوديين، ويبلغ من العمر 50 عاماً، خلال جلسة لمجموعة من السفليين في الرياض، أنهم لا يعرفون ماذا يحدث: نشعر بالقلق، نحن صرنا محتجزين بسبب آرائنا المتشدّدة داخل مجتمع متساهل، لقد أصبحنا غرباء.

لقد سعى الكثيرون إلى محاولة إحداث تغييرات اجتماعية في السعودية، غير أنها كانت تفشل بسبب قوة التيار المحافظ، إلا أن ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان، عمل الكثير من تلك التغييرات التي لم تكن تمرّ سابقاً فسمح بإقامة الحفلات الموسيقية، وبدخول المرأة إلى الملاعب الرياضية، ومنح المرأة حق قيادة السيارة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سعى بن سلمان من وراء تلك التغييرات لإحداث نقلة اجتماعية في السعودية أم أنه كان يسعى لتوطيد السلطة من خلال تحييد المنافسين المحتملين؟

يرى مؤيّدو ولي العهد السعودي أنه أثبت التزامه بتخفيف الأيدلوجيا السعودية عن طريق الحد من الشرطة الدينية التي فرضت قوانين أخلاقية صارمة مثل الفصل بين الجنسين، وأحياناً ضرب المخالفين بالعصي، كما قام بإصلاح رابطة العالم الإسلامي التي تأسّست في الستينات واستخدمتها السعودية من أجل نشر أيدلوجيّتها المتشدّدة حول العالم.

يقول عبد الله العودة، ابن الداعية سلمان العودة المعتقل منذ عدة شهور في سجون الرياض، إن السلطات تستهدف المعتدلين وتُبقي على المتطرّفين قريبن منها.

السلطات السعودية كانت قد لجأت إلى العودة وغيره من الدعاة المنفتحين، في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001، للمساعدة في مكافحة التطرّف، حيث كان الرجل يتمتّع بسمعة جيدة ويُوصف بأنه مستقلّ.

يسعى بن سلمان، بحسب رأي البعض كما تقول الصحيفة، إلى تحقيق توازن بين الليبراليين والمتشدّدين في السعودية، كما يقول ستيفان لاكروا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، لكن الأساليب أكثر وحشية مما كانت في عهد الحكام السابقين.

وتشير «واشنطن بوست» إلى أن السلفيين السعوديين يعتقدون أن اعتقالات أيلول الماضي كانت تهدف لإرسال رسالة مفادها أن تغييرات محمد بن سلمان ليست قابلة للتفاوض أو الانتقاد، حيث يرى أحد السلفيين في الرياض أن الكثير من التجمّعات الخاصة بالسلفيين كانت تناقش ما يجري في البلاد، وقال: نحن لا نأخذ تعاليم ديننا من الحكومة، على السلطات أن تناقش أموراً أخرى وتجري إصلاحات فيها مثل الاقتصاد.

في أحد تلك التجمّعات قال أحد السلفيين الحاضرين إن على الساسة في السعودية قراءة التاريخ، لقد سقطت البلدان بعد أن تخلّت عن الدين. ما يجعلنا أغنياء ليس النفط أو الذهب، وإنما تمسّكنا بالدين الإسلامي.

وتشير الصحيفة إلى أن تقديرات السلفيين في السعودية تختلف فبعضهم يشير إلى أن عددهم لا يتجاوز المئة ألف سلفي، بينما يرفع آخرون العدد إلى نحو مليون شخص.

يقول علي زيد، رجل أعمال سعودي من الدمام، إنه لا يشعر بالانزعاج من التغييرات الاجتماعية التي تجري في السعودية، إنه لا يوجد أمام التيار المحافظ في السعودية إلا القبول بالواقع الجديد، كل يوم هناك تغييرات.

في نيسان الماضي، وخلال دورة عالمية للمصارعة أُقيمت في السعودية، اعتذر المسؤولون عن بثّ لقطات لبعض النساء اللواتي يرتدين الملابس الضيّقة، ثم كانت حملة الاعتقالات التي جرت مؤخّراً، حيث تمّ اعتقال نحو 17 ناشطاً من المعروفين بدفاعهم عن حقوق المرأة، أشياء قرأ فيها البعض بأنها محاولة من بن سلمان لاسترضاء التيار المحافظ.

ويسعى ولي العهد السعودي، بحسب «واشنطن بوست»، لإنشاء مظلّة إسلامية أكثر تسامحاً وأكثر إدانة للتطرّف من خلال رابطة العالم الإسلامي التي أنشأتها السعودية منذ أكثر من سبعة عقود، كما أنه يعمل من أجل إنشاء مظلّة دينية داخل السعودية تكون أكثر طواعية للدولة.

هاآرتس

قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن رجال المال والأعمال في السعودية باتوا على قناعة بأن الدخول في شراكة مع ولي العهد محمد بن سلمان، أفضل لهم من أن يفقدوا كل شيء.

وأشارت الصحيفة، في تحليل إخباري، إلى الاتفاق الذي أبرمه بن سلمان مع عشرات الوزراء وأفراد في العائلة المالكة، لدفع جزء كبير من ثروتهم مقابل إطلاق سراحهم بعد حملة اعتقال شهدتها المملكة في تشرين الثاني الماضي.

وتشير إلى أن هؤلاء يرون أن من الأفضل لهم العمل مع ولي العهد، خشية أن يخسروا ما تبقى لديهم، وربما ما زالوا يأملون بأن يفوزوا ببعض المشاريع في المستقبل، ولو بهامش ضيق.

وطرحت الصحيفة العبرية سؤالاً يتعلق بمدى قدرة السعودية الآن على جذب المستثمرين الأجانب، وهل يرون في الرياض بيئة جيدة لهذا الغرض؟

وفي الإجابة تقول: إن المستثمرين الأجانب يخشون أن يعمد ولي العهد إلى تأميم ممتلكاتهم فجأة، ورغم ذلك فلا يبدو أن هناك انسحاباً كبيراً للاستثمارات الأجنبية من السعودية فالإغراءات الكبيرة ما زالت تدفعهم للبقاء.

وأضافت أنه بدأ الآن يتعقب غيرهم من الأثرياء، وأبرزهم شركة بن لادن العملاقة، التي استولت عليها الرياض مؤخراً، بعد ملاحقة أعضاء من العائلة الحاكمة بتهمة الكسب غير المشروع.

ومجموعة بن لادن أُسست عام 1931، وتضم أكثر من 100 ألف موظف، ولديها نحو 537 شركة. ومنذ كانون الاول الماضي، بدأ بن سلمان محاولة السيطرة على الشركة بعد أن أجبرها على إحداث تغيير في مجلس إدارتها، تضمن تعيين شخصين مقربين منه.

وبحسب الصحيفة، فإن الشركة ستتنازل عن 35 في المئة من أسهمها لمصلحة الدولة، ما يعني أنها ستفقد مكانتها كشركة عائلية وسوف تخضع لإدارة بن سلمان بشكل غير مباشر.

وستُسرح الشركة الآلاف من العاملين لديها، وتبيع بعض شركاتها، وتشارك في مشاريع البنية التحتية التي تريدها الحكومة، مثل المشاركة في مدينة نيوم المستقبلية.

وكانت الشركة قد تعرضت لانتقادات شديدة عام 2015، في أعقاب انهيار رافعة كانت تعمل قرب الحرم المكي، ما أدى إلى مقتل نحو 107 أشخاص.

وهذه الشركة ليست الوحيدة التي تسيطر عليها الرياض، فقد سبق لبن سلمان أن استحوذ على أصول شركات تابعة لرجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم، ومنها مجموعة «إم بي سي» التلفزيونية.

واضطر الإبراهيم، كما تقول الصحيفة، إلى تسليم غالبية أسهم الشركة لولي العهد مقابل الإفراج عنه، وسمح له للمرّة الأولى بمغادرة الرياض مؤخراً، متوجهاً إلى دبي حيث مقر الشركة.

وذات الأمر توصلت إليه الرياض مع الأمير السعودي الوليد بن طلال، الذي يُعتقد أنه دفع جزءاً كبيراً من ثروته مقابل الإفراج عنه في أعقاب اعتقاله بفندق الريتز كارلتون في الرياض.

وختم كاتب المقال بأن بوتين رفض خلال هذه المقابلة مزاعم أنه يحاول تفكيك أوروبا قائلاً إن ليس لدى روسيا أي هدف بتفكيك الاتحاد الأوروبي، مشدداً ان روسيا مهتمة برؤية الاتحاد الأوروبي مزدهراً لأنه من أهم شركائنا التجاريين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى