الملف المغربي ضحيّة ضغوط ترامب

إبراهيم وزنه

من دون أي عوائق تجاوز ملف المغرب الشقيق مرحلة التقييم بنجاح ليحافظ على أمله الضعيف في استضافة مونديال 2026، وذلك بعد مصادقة لجنة التقييم «تاسك فورس» التابعة للفيفا على ملفه وعلى ملف منافسه الأميركي الثلاثي المشترك أميركا وكندا والمكسيك . ولكن، مَن يصدّق بأن القيّمين على اختيار الملف في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي «الفيفا» التي ستنعقد غداً في موسكو على مسافة ساعات من انطلاق المونديال ستسمح بفوز الملف المغربي!

السيّد الأميركي دفع بكل قوته لكسب معركة الاستضافة، واجتهد عبر الضغوط التي مارسها على أكثر من دولة آسيوية وأفريقية وعربية لترجيح كفّة الملف «الأصفر»، نعم، لقد قضى ترامب على الروح الرياضية والقيم الإنسانية بتدخّله الفاضح آملاً حرمان المغرب من تحقيق حلمه، وهو الذي يتقدّم للمرّة الخامسة ليكسب تنظيمه، والمؤسف أن دولاً عربية انصاعت صاغرة لرغبة السيّد الأميركي السيّئ الذكر ترامب، السعودية أخذت دور رأس الحربة لمنع المغرب من الفوز بشرف استضافة العرس الكروي الأكبر في العالم، والجدير ذكره أن موافقة لجنة التقييم على الملف المغربي تهدف إلى إجراء تمثيلية الانتخاب ليتقدّم الملف «الثلاثي» من الناحية التقنية، والكل يدرك أن غالبية المقترعين مغلوبون على أمرهم، في ظل الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب تجاه البلدان الأفريقية والعربية مهدّدة بقطع المساعدات عنها في حال تصويتها الملف المغربي. وسيبدو صراخ رئيس الاتحاد الأفريقي الملغاشي أحمد أحمد المطالب بدعم الملف المغربي، حاثاً جميع الدول الأفريقية على مساندته وكأنه في الهواء الطلق، ولا حياة لمن تنادي يا ملغاشي. رسائل ترامب وصلت إلى سفرائه في معظم الدول المذعنة للقرار الأميركي ومن المعيب أن تتصدّر قائمة المسوّقين للملف الأميركي دولة شعارها لا إله إلا الله.

هناك إجحاف في حق المغرب من زمن بعيد، وليس فقط بعد هذا الترشيح الخامس في تاريخ هذا البلد. وهناك إجحاف في حق المغرب وفي حق أفريقيا، وفي حق العرب عموماً، بالرغم من أن قطر ستستضيف مونديال 2022.

استفيقوا يا عرب، وانزعوا الخنجر المسلول بين ظهرانيكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى