بوتين: قمة ترامب ـ كيم سحبت فتيل حرب محتمَلة في شبه الجزيرة الكورية

رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلقاء القمة التي عقدت بين نظيره الأميركي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

وذكر بوتين أمس، أثناء استقباله رئيس الجمعية الشعبية العليا في كوريا الشمالية، كيم يونغ نام، «أن القمة التي عقدت في سنغافورة 12 حزيران أدت إلى التخفيف من حدة التوتر حول شبه الجزيرة الكورية وإبعاد إمكانية اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة، كما شكلت أرضية للتسوية الشاملة مع بيونغ يانغ».

وأوضح الرئيس الروسي «أن هذا اللقاء أفسح المجال لتسوية جميع المسائل مع كوريا الشمالية بالطرق الدبلوماسية حصراً»، معرباً عن «استعداد موسكو للمضي قدماً في هذا الاتجاه واتخاذ الخطوات المطلوبة لتطوير الاتصالات مع بيونغ يانغ، لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي».

وعبّر الرئيس عن «أمل روسيا في أن تكون هذه القمة أول خطوة نحو التسوية كاملة النطاق حول شبه الجزيرة الكورية».

وجدّد بوتين دعوة رئيس كوريا الشمالية لزيارة روسيا، مشيراً إلى أن «كيم قد يقوم بهذه الزيارة في إطار منتدى الشرق الاقتصادي المقرّر عقده في مدينة فلاديفوستوك بأقصى شرق البلاد في أيلول المقبل، وإلا فقد يكون ذلك ضمن زيارة منفصلة».

من جانبه، سلّم المسؤول الكوري الشمالي إلى بوتين أطيب التمنيات ورسالة شخصية من الرئيس كيم جونغ أون.

في السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية، أمس، على أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون «فهم» ضرورة نزع السلاح النووي لبلاده «سريعاً».

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الياباني تارو كونو والكورية الجنوبية كانغ كيونغ وا في سيول: «نعتقد أن كيم جونغ أون فهم الطابع الملحّ لعملية نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وإنه «يتعيّن علينا إتمامها سريعاً».

وأضاف: «الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بصورة كاملة ويمكن التحقق منها، ولا يمكن العودة عنها».

وشدّد الوزير الأميركي على أن رفع العقوبات عن بيونغ يانغ لن يتمّ إلا بعد نزع سلاحها النووي بالكامل».

من جهتها قالت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية إن: «التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هو اليوم أقوى من أي يوم مضى».

وكان دونالد ترامب وكيم جونغ أون قد وقعا خلال قمتهما التاريخية في سنغافورة، يوم الثلاثاء الماضي، وثيقة تعهّدت فيها كوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي، لكن دون تحديد أي جدول زمني لذلك.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، «تعليق المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «لمدة غير محدّدة».

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بالقول: «إن المناورات الرئيسة في شبه الجزيرة الكورية تمّ تجميدها لفترة غير محددة».

وحتى الفترة الأخيرة، باتت التدريبات العسكرية الدورية بين واشنطن وسيول، والتي اعتبرتها كوريا الشمالية تهديداً على أمنها، من أهم مكوّنات التوتر في المنطقة.

وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مقابلة تلفزيونية، أول أمس، عن «رغبته في إعادة جميع القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية إلى بلاده».

وأسفر اجتماع ترامب مع كيم جونغ أون، والذي عُقد في سنغافورة، عن توقيعهما وثيقة مشتركة، تعهدت فيها كوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة.

من طرفه، وعد ترامب بوقف التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية في شبه الجزيرة الكورية.

على صعيد الجزيرة الكورية، اتفقت بيونغ يانغ وسيول على «إعادة خط الاتصالات العسكرية بين الكوريتين»، حسبما أفادت وكالة «يونهاب» الإخبارية، أمس.

وأشارت الوكالة إلى أنّ «المحادثات بين وزارتي دفاع الكوريتين أسفرت عن اتفاقهما على إعادة الخطين الشرقي والغربي للاتصالات العسكرية بين البلدين بصورة كاملة».

وأوردت «يونهاب» أيضاً أنّ «الجانبين اتفقا أيضاً على تنفيذ اتفاق العام 2004 حول منع وقوع صدامات مسلّحة في البحر الأصفر، إضافة إلى تبادلهما الآراء حول سحب عسكريين من منطقة آمنة تحيط بـ «قرية الهدنة» بانمونجوم الحدودية على سبيل التجربة».

وفي وقت سابق من أمس، أكدت «يونهاب» اعتزام الكوريتين «عقد أول محادثات عسكرية رفيعة المستوى بينهما منذ أكثر من عشر سنوات، لمناقشة سبل تخفيف حدة التوترات عبر الحدود».

وذكرت الوكالة، نقلاً عن وزارة دفاع كوريا الجنوبية، «أن الاجتماع بين وفدي البلدين تقرّر أن يُعقد على الجانب الشمالي من قرية بانمونجوم»، مشيرة إلى أن «الجنرال كيم دو جون هو سيقود وفد كوريا الجنوبية المكون من خمسة أعضاء. فيما يترأس الوفد الشمالي الجنرال إن إيك سان، برفقة أربعة مسؤولين آخرين».

وتهدف المحادثات إلى مناقشة إجراءات المتابعة لإعلان قمة 27 نيسان بين الكوريتين، الذي يدعو إلى بذل جهود مشتركة لتخفيف حدة التوترات العسكرية «والقضاء عملياً على احتمال نشوب الحرب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى