الكاميرا في الحُديدة

ـ خلال ثلاثة أيام ومثلها قبل أسبوعين دأبت القنوات والصحف المحسوبة على السعودية والإمارات على سرد رواية أبرزتها في عناوين نشراتها وعواجلها وصدارة الصفحات الأولى والمقالات محورها سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على مطار الحُديدة.

ـ فشل الإعلام السعودي الإماراتي رغم تعامله مع هذه الرواية كبديهية وتجاهل كلّ تشكيك بصدقيتها في أن يرفقها ولو بصورة واحدة من ميادين المعارك تثبت السيطرة على المطار، ووفقاً للرواة يُفترض أنّ المسيطر لا يحول شيء بينه وبين صورة فيديو لثوان محدودة من داخل المطار يلتقطها مراسل حربي أو مقاتل بجهاز هاتفه الشخصي وتفك إحراج ملوك وأمراء، كما لا شيء يحول دون صورة يقف فيها مقاتل تحت ملمح بارز يؤكد السيطرة على المطار إلا إذا كان الخبر كاذباً.

ـ لا يملك التحالف الخليجي مواصلة ادّعاء السيطرة على المطار قبل أن ينشر من الصور والفيديوات التي يبدو أنّ تقديرات سير المعارك كانت تجعله واثقاً أنها ستصير ممكنة خلال ساعات من إعلان السيطرة وخذلته الأحداث، بينما نجح أنصار الله في نشر صور وفيديوات معاكسة لا تثبت سيطرتهم على المطار لكنها تؤكد روايتهم بأمرين، أنّ المنطقة صارت منطقة قتال وكرّ وفرّ وأنّ عشرات الآليات العائدة للتحالف قد أحرقت ودمّرت والمئات من عناصره قد قتلوا.

ـ الخبر في الحُديدة يبدأ وينتهي بالكاميرا ولا مجال للكذب…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى