سيناريوات معركة الجنوب

حميدي العبدالله

تقترب ساعة انطلاق معركة الجنوب في ضوء استمرار وصول الحشودات العسكرية التي تتطلبها هذه المعركة، وهي على الأرجح حشودات تختلف عن تلك التي جرت تمهيداً لمعارك تحرير سابقة خاضها الجيش السوري، لأنها المرة الأولى التي تتضمّن الحشود والاستعدادات نشر بطاريات صواريخ أرض جو الأمر الذي يعكس احتمال أن تقدّم دولاً مثل «إسرائيل» والولايات المتحدة دعماً جوياً للجماعات الإرهابية، وبسبب مثل هذا الاحتمال فإنّ القوات التي يجري حشدها تحتاج إلى غطاء من الدفاع الجوي وربما من الطيران السوري لردع أيّ اعتداءات محتملة.

ومع استمرار الحشود العسكرية من قبل الجيش السوري، ومع استمرار الجهود الروسية من جهة أخرى لإقناع واشنطن وتل أبيب بتسهيل عملية المصالحة في هذه المنطقة لتجنبهم الخيارات الصعبة في حال اندلاعها فإنه يمكن القول إنّ معركة الجنوب قد تسلك واحداً من ثلاثة سيناريوات:

ـ السيناريو الأول، هو ما تسعى إليه روسيا الآن والذي يقوم على عقد صفقة يتمّ بموجبها انتشار الجيش السوري في المنطقة الجنوبية، وتفكيك قاعدة التنف الأميركية لتجنب المنطقة مواجهة ستقود إلى تدفق اللاجئين إلى الكيان الصهيوني والأردن واحتمال توسّع المواجهة لتتحوّل الحرب إلى حرب إقليمية دولية.

ـ السيناريو الثاني، أن تبدأ معركة تحرير الجنوب، ويكون الموقف الأميركي والإسرائيلي شبيهاً بموقفهما من تحرير الغوطة، أيّ القيام باعتداءات منفردة ومتقطعة دون الانخراط في حرب شاملة ومفتوحة، يتمكن الجيش السوري من تحرير المنطقة الجنوبية وفق سيناريو تحرير مدن وبلدات الغوطة الشرقية. والأرجح أنه في ظلّ هذا السيناريو أن تتكثف عمليات اللجوء إلى الأردن والكيان الصهيوني ولا سيما من ذوي الجماعات الإرهابية التي سوف ترفض خيار المصالحة نظراً لقرب مدن وبلدات المنطقة الجنوبية من الأردن ومن الكيان الصهيوني.

ـ السيناريو الثالث، أن تقوم الولايات المتحدة بالتعاون مع الكيان الصهيوني بوضع تهديداتها عن منع عملية عسكرية من قبل الجيش السوري في المنطقة موضع التنفيذ، وبالتالي تتحوّل الحرب إلى حرب إقليمية دولية لن يظلّ مسرحها الأرض السورية وحدها.

الجيش السوري مصمّم على تحرير المنطقة الجنوبية، والكرة الآن في مرمى واشنطن وتل أبيب، وعليهم أن يقرّروا أيّ سيناريو يمكن أن تسلكه تطورات المنطقة الجنوبية، سيناريو المصالحة وحلّ سياسي يجنب المنطقة بل العالم احتمال مواجهة كبرى، أم سيناريو الحرب…؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى