مباحثات أردنية روسية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المباحثات الأردنية -الروسية اليوم في موسكو ستتمحور حول وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

وأكد وزير الخارجية الأردني، في تصريح صحافي، بعد لقائه بمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في عمان، أمس، استمرار العمل على تلبية احتياجات النازحين السوريين في الجنوب السوري وتنسيق واستمرار عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إليهم.

وأشار الصفدي إلى أنّه سيتوجّه اليوم إلى موسكو من أجل لقاء نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وبحث كيفية وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي وحماية المدنيين والنازحين من القصف.

وقال: «مستمرون في تقديم المساعدات وننسق مع الأمم المتحدة لإيصالها وهناك عشرات الشاحنات على الحدود تنتظر الموافقات من الجانب السوري. وهناك خطان لإيصال المساعدات تقوم الأمم المتحدة بالتنسيق مع الجانب السوري لإدخال المساعدات من خلالهما».

وأضاف الصفدي أن الأردن منخرط مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية.

ميدانياً، أعلن الإعلام الحربيّ أنّ المسلحين في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقيّ وافقوا على المصالحة مع الحكومة وسيبدأون بتسليم أسلحتهم تمهيداً لدخول الجيش السوريّ الى المنطقة.

يأتي ذلك بعد رفع العلم السوريّ في مدينة داعل في ظل انتشار للشرطة العسكرية الروسية في داعل بعد تسوية أوضاع المسلحين من خلال لجان المصالحة.

وقالت مصادر إنّه بعد دخول داعل أصبح الجيش السوري على مقربة من معاقل النصرة وداعش في الأرياف الغربية لحوران، موضحةً أن فشل المفاوضات في الأردن بين الجانب الروسي والمسلحين.

وكان الجيش السوريّ أعلن أنه حرّر نحو 70 بلدة في عملياته العسكرية في ريف درعا الشرقي، في وقتٍ أعلنت فيه بلدة طفس مبايعتها لتنظيم داعش.

بدورها، قالت وكالة سانا السورية إن وحدات من الجيش السوري وجّهت رمايات نارية مركزة على تجمّعات المسلحين باتجاه الجمرك القديم والنعيمة في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من مدينة درعا.

وأفادت بأن وحدات الجيش نفذت بعد ظهر اليوم سلسلة رمايات مدفعية مركّزة ضد محاور وتحركات مسلحي «جبهة النصرة» وخطوط إمدادها في الجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا وعلى اتجاه بلدة النعيمة شرق درعا بـ 4 كم.

وفي السياق، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين السوريين الذين اضطروا للفرار من منازلهم في جنوب غرب سورية نتيجة تصاعد القتال منذ أسبوعين في المنطقة ارتفع إلى 270 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، محمد الحواري، في تصريح صحافي أمس، إن أحدث أرقام لدى المنظمة الدولية يفيد بأن «عدد النازحين في الجنوب السوري تجاوز 270 ألفاً في وقت قياسي». وأضاف المسؤول الأممي في بيانه: «نحن أمام أزمة إنسانية حقيقية في جنوب سورية».

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن 70 ألف نازح سوري توجّهوا إلى الحدود مع الأردن.

ومنذ بدء التصعيد في الجنوب السوري، أبقى الأردن المجاور، الذي استقبل سابقاً أكثر من نصف مليون سوري منذ بداية الحرب، حدوده مغلقة خشية تدفق المزيد من اللاجئين إلى أراضيه.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، للصحافيين، أمس، بعد اجتماع مع مسؤولين من الأمم المتحدة، إن شحنات المساعدات، التي أعدّها الأردن، تنتظر الحصول على موافقات لدخول سورية عبر الحدود الأردنية.

وكانت الأمم المتحدة ذكرت الأسبوع الماضي أن 160 ألف شخص نزحوا فراراً من العمليات العسكرية في جنوب سورية ولجأ أكثرهم إلى قرى ومناطق قرب الحدود مع الأردن والجولان المحتل.

وكان رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، صرّح بأن حكومة بلاده تعرف بشكل مؤكد أن مجموعات مسلحة تختبئ في مخيمات النازحين السوريين قرب الأردن وتعهّد بحماية حدود بلاده من تسلل عناصرها.

وقام الرزاز الأحد بزيارة عمل إلى الحدود الشمالية للمملكة، وتفقد خلالها القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية المعنية حماية الحدود وإيصال المساعدات إلى السوريين داخل بلادهم.

وشدّد على أن سلطات بلاده «توازن بين حماية حدودنا ومجتمعنا بشكل كامل وبين واجب إيصال الدعم والمعونات الغذائية والإيوائية للأشقاء داخل سورية».

وأوضح الرزاز: «هناك تهديد أمني، ولن نستطيع أن نقرّر أو نفرز من هو مواطن سوري أعزل ومسالم، ومَن هو غير ذلك، وقد واجهنا مثل هذه السيناريوات في وقت سابق ولا نريد تكرارها مجدداً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى