مديرية ضهور الشوير تُحيي ذكرى استشهاد سعاده: لن نرضى بأقلّ من النصر الأكيد ثمناً لدمائك الزكية

أحيت مديرية ضهور الشوير التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى الثامن من تموز باحتفال عند نُصُب الزعيم على مدخل البلدة بحضور الرئيس الأسبق للحزب مسعد الحجل، عضو المجلس الأعلى غسان الأشقر، ناموس مكتب الرئاسة رندا بعقليني، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط، كريمة الزعيم أليسار سعاده وعدد من المسؤولين الحزبيين.

كما حضر النائب الياس بو صعب، رئيس بلدية الشوير وعين السنديانة حبيب مجاعص ومخاتير البلدة، كاهن ضهور الشوير الأب إميل مجاعص، وحشد كبير من القوميين والمواطنين.

الأب مجاعص

بداية، وضع حجل والخراط وسعاده إكليل زهر على النصب، ثم ألقى كاهن ضهور الشوير الأب إميل مجاعص كلمة جاء فيها:

«في هذه المناسبة بذكرى اغتيال أنطون سعاده نجتمع مع روح هذا الرجل العظيم الذي تفرّد وتميّز في فكره الهائل وروحه النابضة نشاطاً وحيوية وقد قال عنه العلامة الشيخ عبدالله العلايلي: أعطى فكرة كاملة وأنزلها في حقل تعامل الناس أيّ وضعها قيد التداول. عمل منظومة بشرية تدين بعقيدة متكاملة منسقة تنسيقاً كاملاً».

وأضاف: «اسمحوا لي أن أعود وإياكم إلى زمن غابر حيث رجال سورية عبر التاريخ والحضارة قد رسخوا في ذهن العاملين والباحثين عن حقيقة الوجود والتعامل مع الآخر بارتقاء المثل العليا والأخلاق التي تُشرّف الإنسان الإله».

وتابع: «هذا ما استشرفه الزعيم أنطون سعاده عبر أبحاثه ومطالعته لحضارة الهلال الخصيب حيث يرد على لسان الدكتور فايز مقدسي ما يلي: «إنّ تضحية الإله بنفسه أو بابنه هو مفهوم رمزي في كلّ الديانات السورية الرافدية القديمة. دموزي السوري يموت ثم يبعث حياً بقوة المرأة السيدة إنانا من أجل أن يأكل الناس ويشربوا، ما يعني إعادة الخصوبة والرغد إلى الأرض لتكون حياة الإنسان حافلة بالسعادة. كذلك يفعل تموز البابلي وعشتار البعل السوري وعنّات وتشوب الحثي وأدونيس السوري وأفروديت في العهد الفينيقي ثم المسيح. وكذلك فعل أنطون سعاده في ما بعد، فقد ضحّى بنفسه ومات لتحيا سورية العظمى.

هنا أشير إلى الذين ظنوا أنهم تخلصوا من أنطون سعاده باغتياله أنه قد مات ولم يدركوا أنه حبة حنطة في الأرض ماتت لتحيا الأمة. هكذا أنطون سعاده بعقيدته وكتبه ومناقبيته يزهر لأجيال وأجيال ويعبق أريجه في المكتبات الجامعية في كلّ أنحاء العالم. حيث أدرجت كتبه مرجعاً للطلاب الجامعيين الذين يعدّون دراساتهم في علم الاجتماع وما إلى ذلك».

ولفت إلى «أنّ رجال سورية في التاريخ القديم وحتى اليوم مع أنطون سعاده أعطوا البشرية حضارة عظيمة في الفكر الخلّاق من خلال النظرة إلى الإله بأنه الذي يتعذّب ويموت من أجل الإنسان وليس الإنسان هو الذي يضحّي للإله».

وقال: «هذا ما جسّده أنطون سعاده بالتضحية بجسده لكنه باقٍ معنا بروحه وفكره وعقيدته. وما يُدار اليوم في شرقنا الحبيب من مؤامرات تُحاك لتدمّر أهمّ وأقدم حضارة في التاريخ تعود بالزمن إلى سبعة آلاف سنة أنعشها أنطون سعاده وجعلها منارة مشعّة في الشرق ولهذا السبب يسعون إلى تغييب فكره وعقيدته».

وختم: «إنّ الزرع الذي نثره أنطون سعاده لإحقاق الحقّ وترسيخ العدل ونشر المحبة مستمرّ. هكذا أحب أنطون سعاده أمته وشعبه وسيزهو المستقبل بكلّ ما طرحه وقدّمه لخلود أمتّه، مستقياًَ ما كان يردّده الرافديّون بصلاتهم: «كسر سيفك واحمل معولك وتعال اتبعني لنزرع المحبة والسلام في كبد الأرض».

كلمة المديرية

ثم ألقى مدير مديرية الشوير الأمين إيلي عون كلمة المديرية وجاء فيها: «قيل فيك الكثير يا زعيمي وما لم يقل فهو أعظم وأسمى.

من ندائك في أواسط العشرينات لتلقين بلفور رصاصة على فعلته الآثمة بوعده المشؤوم، إلى نداءاتك العميقة ودعواك المتكرّرة إلى وجوب اعتماد البطولة والشهادة المؤيدة بصحة العقيدة سبيلاً إلى النهوض والتحرُّر وردع العدوان من دون أن تلقى يومها أيّ آذان صاغية».

أضاف: «لم تكن النهضة قد ارتقت بعد. واليوم أصبحت تعاليمك في اعتماد البطولة منارات هداية وحوافز اندفاع. أصبح تعبيرك وتجسيدك أنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط نبراساً وشعاراً لكلّ أجيال الأمة الرافضة للذلّ والهوان.

تعاليمك أمست زاد الجهاد لكلّ مواطن شريف في هذه الأمة. أعداؤك وقاتلوك أقزام صغار وعبيد عبيد، ترتفع تماثيلهم على صروح مال العمالة والخيانة.

لبنانهم أصبح ساحة اقتتال وتهجير وموت. ولبنانك لبنان جبران والبساتنة باقٍ كملح الأرض وخميرة الخبز وإكسير الحياة.

عروبتهم أمست مقلع جاهلية بغضاء وعنصرية دهماء. وعروبتك نبع الثقافة الجديدة وارتقاء بالدين إلى مصاف الإلهة.

دماؤك الطاهرة يا معلمي ويا زعيمي ستروي نبات العزّ فينا ولن نلقي سلاحنا حتى يوم النصر الأكيد».

وتابع: «دمك الطاهر غسل الجبن والخوف والشك وشكلت قطرات دمك نقاط حروف لمدرسة الشعراء التموزيين وفكت عقال أقلام الأدباء والفنانين وترسّخت مقولة الحياة في سبيل قضية والموت في سبيل قضية هو أسمى معاني الحياة.

البراعم التي رعيت أصبحت أماليد، والطريق التي سلكت أصبحت مزيّنة بأكاليل الغار لقافلة القوميين الأبطال الذين قضوا في عبق الشهادة وأولئك الذين ينتظرون حصولهم على شرف الشهادة من أجل إقامة الحياة الجديدة والنظام الفكري القومي الجديد وما بدلوا تبديلا».

وختم عون: «إننا هنا وفي كلّ أرجاء الوطن وفي كافة المغتربات نجدّد العهد الذي قطعناه على أنفسنا وبملئ إرادتنا الواعية وآلينا على أنفسنا متابعة المسير ولن نرضى بأقلّ من النصر الأكيد لأمتنا كلها ثمناً لدمائك الزكية. نحييك أيها الزعيم القائد.. نحييك يا أنبل البشر وأشرف القادة وأعز الرفقاء».

إضاءة دار سعاده

بعد انتهاء الكلمات توجه الحضور إلى دار سعاده التي أضيئت للمرة الأولى منذ إعادة ترميمها، ومن بعدها إلى عرزال الزعيم حيث ألقيت كلمات من وحي المناسبة، ثم كانت سهرة طويلة حتى ساعات الصباح الأولى مع قراءات شعرية للأستاذة ميرنا داغر أبو خير والفنان مرسال نصر. كما ألقى الرفيق الشاعر عماد منذر والرفيق الشاعر مكرم غصوب أشعاراً من وحي الذكرى مُفعمة بالبطولة والقوة، وخُتمت بإعطاء الإيعاز وقت إطلاق الرصاصات على صدر الزعيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى