أيدٍ ماهرة تحوّل موادَّ خاماً أيقونات

تضيف الحرف اليدوية المعروضة في مهرجان «الشام بتجمعنا» لمسة فريدة شاهدة على نوعية الصناعة السورية والمزايا التي تتمتع بها.

وشملت المعروضات أعمالاً يدوية تراثية وتقليدية تعكس أصالة التاريخ وعراقة التراث على مر الزمن.

وتظهر المعروضات التراثية فيه من الموزاييك الخشبي الدمشقي المضاف إليه تنزيل الصدف ومجسّمات الرسم على الزجاج وصناعة الفسيفساء من حصى البحر والنحاسيات والفوانيس الدمشقية بسحرها الخاص والثريات الشرقية والمفروشات الشامية وبعض الأدوات المنزلية التراثية ومصابيح الإنارة القديمة التي تعود إلى 120 عاماً، إضافة إلى المنسوجات والبروكار الدمشقي والمنمنمات اليدوية والإكسسوارات والحدادة.

دربولي

وفي جناح الثريات الشرقية القديمة إحدى الحرف التي زينت معرض الزهور قالت الحرفية همسة دربولي الوكيل الحصري لشيخ الكار في الفنون اليدوية التراثية عدنان تنبكجي. أشارت دربولي إلى أن معرض الزهور من أهم الفعاليات التي تقام في دمشق وتجمع قلوب السوريين على الفرح، وخاصة بعد أن عمّ الأمان والاستقرار، لافتة إلى أن المعرض غني بالمنارات الثقافية والتراثية لما لها من أهمية كبيرة في نشر الثقافة السورية التي يعتز بها الحرفيون والمبدعون والفنانون ممن لهم بصمة واضحة في الحفاظ على التراث السوري.

الكجك

في حين تحدّث محمد الكجك حرفي شرقيات عن مهنة تصديف الخشب، موضحاً أن لها عالمها الخاص ونماذجها المختلفة فهي المهنة القديمة التي يتوارثها الأبناء عن الآباء في دمشق، مشيراً الى أن هذه المهنة تعتمد على خشب الجوز فهو الأنسب والأفضل لعملية التصديف لقوته بسبب أليافه المتماسكة وألوانه الجميلة والساحرة.

وعن مراحل العمل قال الكجك: «عند تجفيف الخشب يتمّ تفصيله حسب الطلب، ومن ثم تبدأ عملية التصديف على مراحل فيحفر الرسم المطلوب ويشك بالقصدير ويفرغ مكان الصدف ليتم بعدها تنزيله.

قصّار.. شيخ كار النحاسيات

وتميّزت مساهمات المشاركين في معرض الزهور بدورته الـ 39 بمشاركة عدد من الحرفيين السوريين.

وشارك الحرفي السبعيني سمير قصار شيخ كار بصناعة النحاسيات اليدوية بتقديم أعماله المتميّزة من «دلال القهوة العربية بأنواعها وأحجامها والأشكال المختلفة للنحاسيات القديمة».

ووفق قصار فإن الدلال تلقى رواجاً كبيراً خاصة من قبل زوار دمشق ويتفنن الحرفيون في جعلها لوحات فنية من خلال زخرفتها بالخط العربي وكتابة عبارات الترحيب المعروفة أو آيات قرآنية، لافتاً إلى أن هذه المهنة تحتاج الى صبر وخبرة ومهارة، حيث تتمّ عملية التصنيع عبر مراحل عديدة.

فؤاد عربش رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق أكد أن مشاركته في المعرض جاءت للحفاظ على الإرث العظيم من خلال الاستمرار بإحياء التراث الدمشقي.

يُشار إلى أن الصناعات اليدوية في سورية هي جزء من الثقافة الجمالية الشرقية تتزيّن بها الأسواق الدمشقية القديمة التي ما زالت تزدحم بالصنّاع المهرة.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى