مندوبية المتن الأوسط… وبلدة عاريا

في أواسط السبعينات على ما أذكر كنت أتولى مسؤولية وكيل عميد الداخلية 1 توصلت بعد دراسة مع منفذيتي الغرب والمتن الأعلى، الى إقامة مندوبية ادارية تشمل بلدات المتن الأوسط: العبادية، الشويت وعاريا، ذلك ان تلك الفروع كانت تعاني حالة من الضياع بين ان تتبع حيناً منفذية الغرب وأحياناً اخرى منفذية المتن الاعلى.

اخترت لتولي مسؤولية المندوبية رفيقاً من بلدة مجدلبعنا كنت أعرفه جيداً عبر وظيفته في مصلحة الليطاني 2 هو الرفيق شفيق صدقة عبد الخالق 3 .

شهدت المنطقة نجاحاً حزبياً جيداً وما زلت أذكر المرات العديدة التي كنت أزور العبادية والشويت وأذكر جيداً رفيقاً من قرية حارة حمزة 4 البعيدة عن بلدة الهلالية المجاورة لبلدة العبادية ، كان لا يغيب عن أي اجتماع حزبي، وعلمت أنه كان يأتي الى مكان الاجتماع في العبادية سيراً على الأقدام. كنت سجّلت اسمه في مكان ما وآمل أن اصل إليه، كان يلفتني الرفيق المذكور بذكائه، وقدرته على الحوار، وإيمانه الوطيد بالحزب.

فيما كان الحزب يملك وحدة حزبية ناشطة في كل من شويت والعبادية فلم أكن عرفت ان له رفقاء في بلدة عاريا، الى أن تعرّفت لاحقا،ً عندما توليت مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود ان هناك أكثر من رفيق في غانا، من آل عيراني، العائلة الأكبر في بلدة عاريا.

منذ مدة وفيما كنت اطالع أعداد «صدى النهضة»، وجدت في العدد 169 تاريخ الجمعة 25 تشرين أول 1946، الخبر التالي:

« جاءتنا رسالة من الرفيق اميل عيراني العائد الى الوطن وناموس مديرية أكرا السابق للحزب القومي هناك يشرح فيها واقع الحالة العامة في البلاد وما خلفته من سيء الأثر مما يتضارب تماماً مع الأمال التي علل بها نفسه قبل المجيء ويتناول بالتبسط الفوضى الاقتصادية وحالة البطالة الخطرة وغلاء الأسعار وكساد المنتوج الزراعي وعدم تحسينه متنقلاً الى ضرورة الاصلاح وامكانيته بالرغم مما خلّف الاستعمار التركي والانتداب الفرنسي في البلاد طيلة هذه المدة لا سيما في هذا العهد الانتقالي المبارك.

وينهي الكاتب رسالته بوصف الرغبة الملحّة عند المهاجرين للعودة وبالتالي الخوف المستحوذ عليهم والتردد لما يسمعونه عن الفوضى في البلاد.

هوامش:

1 – في فترة تولي الأمين مسعد حجل رئاسة مجلس العمد قائماً بأعمال الرئاسة وعميداً للداخلية.

2 – كان للحزب حضوره الجيد في مصلحة الليطاني، اذكر من الرفقاء الأمين عاصم الداعوق، والرفقاء

عباس شدياق، ميشال طحان، هيام الديك، جوزيف خوري.

3 – تحدثت عن ابنه وليد عندما أدى قسم الانتماء بعد ايام من اعتقال الأمين جميل عساف الذي كان يتابع

الطلاب في مدرسة التنشئة الوطنية حزبياً، وكان وليد من بينهم.

4 – ارجح ان الاسم الأول للرفيق المعني هو الياس كما ارجح ان يكون الرفيق جورج اندريا الذي كان مقيماً في الزلقا، مديراً لمديريتها خلفاً للرفيق كمال ذبيان، من قرية حارة حمزة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى