خرج الكبار… لأنهم لعبوا وفق الأصول!

غالباً ما تحيط ببطولات العالم بعض الملامح والخطط الفنية التي لجأت اليها المنتخبات لمواجهة خصومها، ففي الماضي كان التسديد من البعيد عنواناً ساطعاً وجاذباً للنجوم، وفي فترة سابقة كانت الكرة الجماعية ملاذاً لتحقيق الانتصارات، وفي بعض الأحيان كانت القوّة البدنية مع الاعتماد على نجم أو نجمين في الهجوم كفيلة بتحقيق الانتصارات، اليوم، ومع انتهاء المونديال الروسي وحصول العديد من المفاجآت، يطرح السؤال الفني نفسه، ما هي أبرز مقوّمات الفوز وارتقاء المنتخبات نحو الأدوار الثانية، فالثالثة وصولاً إلى النهائي؟ علماً أنه وفي ضوء المراقبة للمجريات، يتأكد للمراقبين بأن المنتخبات التي اعتمدت على تمتين خطوطها الدفاعية وعلى الهجمات المرتدة تفوّقت بشكل واضح على المنتخبات المعروفة بالاستحواذ على الكرة. وهنا بعض الآراء الفنية من خبراء ومدربين ونجوم:

المدرب الفرنسي رينيه جيرار، أوضح: «يجب أن تلعب الكرة، تقدّم عروضاً جميلة… لكن من وقت لآخر، يتعين عليك أن تعرف كيف تكون بشعاً… وهذا المفهوم يكون أكثر صحة عندما يتعلق الأمر في النهاية بالسعي إلى تتويج عالمي».

من جهته، قال النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن «لقد شاهدنا بعض المباريات الرائعة، ولم تكن هناك سوى مباراة واحدة انتهت بدون أهداف، فرنسا مع الدنمارك، لأن النتيجة كانت متوقعة. لكن كانت لدينا مباريات مثيرة حتى النهاية، وآخرها تلك التي فازت بها كرواتيا على انكلترا 2-1 بعد التمديد وبلجيكا على اليابان في آخر ثواني المباراة. وتابع فان باستن: «شهدنا مباريات بمدافعين قريبين جداً من خط الستة أمتار المستطيل الصغير لمنطقة الجزاء »، مشيراً إلى أن «الأمر مهم للغاية، فخطوط الدفاع كانت ضيقة جداً، لدرجة أن لاعبين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرازيلي نيمار واجهوا مشاكل لتخطيها..».

من جهته، لاحظ المدرب الفرنسي غي لاكومب أن المنافسة في بعض المباريات «شهدت تنظيماً دفاعياً… بما في ذلك المنتخبات الصغيرة المشاركة» في المونديال الروسي، مضيفاً: «أمر مذهل قدّمته هذا العام كل هذه الأمم الصغيرة التي وضعت الحالة المعنوية، والتضحية بالنفس فوق كل اعتبار».

وقال المدرب السابق لفريق نانت الفرنسي رينالد دونويكس: «بالنسبة للمنتخبات المحدودة فنياً، فإن احترام التنظيم الدفاعي يمكن أن يساهم في تحقيق نتيجة ايجابية»، مضيفاً «بالطبع، يحتاج الأمر إلى ذكاء معين، تقنية معينة أيضاً، ولكنه يتطلب أيضاً الإرادة، والتفاني».

بالمحصّلة، لم يفرض المنطق نفسه في المونديال الروسي، فالمنتخبات التي طبقت المبادئ الأساسية للعب خرجت مبكراً. فاسبانيا التي ودعت من الدور ثمن النهائي لم ينفعها أسلوب لعبها الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة. كما أن ألمانيا التي فقدت لقبها من الدور الأول، دفعت ثمن دفاعها العالي جداً. ومما أدّى إلى فوز فرنسا باللقب، هو الأداء الثابت الذي لازم لاعبيها والروح القتالية العالية والقوّة البدنية والانضباط والتنافس لإثبات الذات ولفت الانظار بين غالبية «الديوك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى