… أكثر من أزمة تشكيل حكومة!

عمر عبد القادر غندور

التنافس على جنة الوطن ما زال محتدماً رغم مرور شهرين على مرسوم تشكيل الحكومة العتيدة، دون أن يلوح في الأفق ما يشير الى نهاية هذا المخاض العسير!

وقد حفظ اللبنانيون عن ظهر قلب على مدى الأسابيع الماضية مفردات كالعقدة المسيحية والدرزية والسنية، والتأزّم، وانسداد آفاق الحلّ، وإغلاق المسارب!

إلا أنّ الرئيس المكلف أراد الخروج عن هذه المفردات وقرّر الحديث عن النصف الممتلئ من الكوب كالقول إنه مستمرّ في مساعيه لتذليل العقد وإنه هو من سيؤلف الحكومة!

ولا نعتقد أنّ أزمة تشكيل الحكومة محلية الصنع، بل نراها ذات بُعد إقليمي ترتبط بملفات يجري حالياً تفصيلها على قياسات من يملك المال والنفوذ والقوة! ونرى أنّ التباين الحادّ بين موقفي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» من الحصص الوزارية غير قابل للحلّ لأنّ «القوات اللبنانية» تنفذ أمر عمليات يتعلق بالحرب المعلنة على المقاومة ومحاصرتها وشلّ تحرّكها وتأثيرها في لبنان، وصولاً الى الانهيار الاقتصادي الذي بات هدفاً استراتيجياً للقوى الإقليمية والخليجية خاصة، وما تلك التحذيرات من هذا الانهيار إلا «تصويب مسار» يؤدّي في النهاية إلى الدولة الفاشلة، ما يستدعي استقلال كلّ طائفة في مناطقها وإعلان كيانات طائفية مصطنعة، وهو ما تريده «إسرائيل» وتسعى إليه أميركا في إطار خطة إفساد العالم تنفيذاً لبروتوكولات صهيونية بعيدة المدى…

قد يبدو الأمر خطيراً، ونرى أنموذجاً له في تشعّبات وتعقيدات واستحالة تشكيل الحكومة اللبنانية وصولاً الى محاصرة المقاومة في بيئتها وعزلها وتحجيم رقعة نفوذها الى الحدّ الأقصى…

« وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى