ترامب لروحاني: احترسوا.. لن نقبل بأي تهديد مجدداً وطهران تعتبرها تهديدات «سخيفة» لن تمسها بشيء

في خضم السجال الأميركي الإيراني الأخير، حذّر روحاني أول أمس، الرئيس الأميركي من «اللعب بالنار»، وأن «على واشنطن أن تعلم أن السلام معنا هو السلام الحقيقي والحرب معنا هي أم كل الحروب»، جاء ردّ ترامب ووزير خارجيته مدوياً بالتحذيرات لطهران، فيما اعتبرتها الأخيرة أنها تهديدات «تصل حد الحرب النفسية» ولن «تمسّ طهران بشيء».

ترامب

في هذا الصّدد، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الإيراني حسن روحاني من «تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستواجه عواقب لم يواجهها سوى قلّة عبر التاريخ».

وفي تغريدة له على توتير أمس، توجّه ترامب بكلامه إلى الرئيس الإيراني، قائلاً «إن أميركا لم تعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلّة بشأن العنف والموت.. احترسوا!»، مضيفاً «لن نقبل بأيّ تهديد للولايات المتحدة مجدداً».

بومبيو

في السياق، وقبل تغريدة الرئيس الأميركي، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «واشنطن لا تخشى من فرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني على أعلى مستوى».

وأضاف بومبيو في كلمة له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا أن «الفساد وقمع الحريات الذي يمارسه النظام في إيران يشكّلان كابوساً للشعب الإيراني»، معلناً أن «أميركا ستعمل مع مستوردي النفط الإيراني لتقليل الوارادت إلى ما يقترب من الصفر بحلول الرابع من تشرين الثاني المقبل».

كلام بومبيبو وترامب جاء بعد كلام الرئيس الإيراني الذي حذّر فيه أول أمس، من أن «على واشنطن أن تعلم أن السلام معنا هو السلام الحقيقي والحرب معنا هي أم كل الحروب»، كما حذّر الرئيس الأميركي من «اللعب بالنار».

روحاني

وأشار روحاني إلى أن «بلاده هي من ضمن أمن الممرات المائية في المنطقة طوال التاريخ»، مضيفاً: «نحن لدينا مضائق كثيرة وهرمز واحد منها». وكان روحاني قد أوضح أن «الحكومة الأميركية الحالية تعمل بالتزامن على نشر الظلم في العالم والركض وراء مصالحها»، مشيراً إلى أن «البيت الأبيض ضدّ الحقوق الدولية، وضد العالم الإسلامي، والشعب الفلسطيني».

الحرس الثوري

ردّ القائد في الحرس الثوري الإيراني غلام حسين غيب برور أمس، على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً إن «الولايات المتحدة لن تستطيع أن تمسّ طهران بشيء».

وأشار برور في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الطالبية إلى أنّ بلاده «لن تتخلى أبداً عن معتقداتها الثورية وستقاوم ضغوط أعدائها»، واصفاً تهديدات ترامب بأنها «تصل حد الحرب النفسية».

من جانبه، قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري قال إن «الولايات المتحدة وإسرائيل تخططان لضرب الأمن الإيراني منذ 8 أشهر مستغلّتَين الأوضاع الاقتصادية الحالية الحساسة».

وأشار جعفري إلى أن «المعارضةَ الإيرانية تخطّط لزعزعة الأمن بشدّة»، لافتاً إلى أن «السعوديةَ تنفق الأموال من أجل ذلك».

قاسمي

من جهته، اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لإيران». وأكد أن «الشعب الإيراني باتحاده وانسجامه سيضع مؤامرات أميركا خلف ظهره».

ووصف قاسمي تصريحات بومبيو «بالسخيفة والدعائية»، وهي تؤكد «حماقة واشنطن وعزلتها في العالم».

ولفت قاسمي إلى أن تلك «التصريحات تعكس العجز غير المحدود لواشنطن بعد خروجها غير القانوني من الاتفاق النووي».

كما رأى أن «وزير الخارجية الأميركي مجرد من الوعي والإدراك الصحيحين لتاريخ الشعب الإيراني وحاضره».

لاريجاني

بدوره، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، «أن إيران تمرّ في فترة حساسة للغاية على مختلف الأصعدة»، مشدداً على أن الشعب الإيراني لن يرضخ لشروط الأطراف الآخرين في الاتفاق النووي عبر الضغوط الاقتصادية».

رضائي

أما أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فكشف بدوره عن أن «أكثر من 50 ألفاً من القوات الأميركية تحت مرمى نيران إيران»، مشيراً إلى أن «تهديد ترامب لروحاني مجنون وعليه أن ينتبه».

آملي

من جانبه، أكد رئيس السلطة القضائية صادق آملي خلال اجتماع مع مسؤولي السلطة القضائية أن «إيران دولة غنية، وتعدّ القوة الأولى في المنطقة بلا منازع ولا جدوى من تهديدها، ولها شروطها».

عراقجي

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية: «إذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها، فإنه ليس من الطبيعي أن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرّج على تصدير النفط من قبل الآخرين، إذا لم نتمكن من التصدير فلن يتمكّن الآخرون من ذلك».

ورداً على سؤال بشأن الحزمة الأوروبية إزاء الاتفاق النووي والإجراءات المتخذة في هذا الصدد، أوضح عراقجي «أن مجموعة التعاملات التي أجريناها مع الدول الأوروبية أدّت إلى مجموعة من الالتزامات التي قدّموها لنا، بما في ذلك الحزمة المقترحة».

وأضاف «أن الحزمة تشمل مختلف مجالات النفط والغاز والتأمين والبنوك، وكل متطلّبات إيران، وما زلنا نتطلع إلى تقديم حلول عملية لتنفيذ هذه الالتزامات. هذا الموضوع لا يزال قيد التفاوض».

وقال مساعد وزير الخارجية حول الموعد النهائي لتقديم المقترحات العملية لإيران، «إن الموعد النهائي سيكون في 6 آب، وهو موعد بدء الجزء الأول من العقوبات الأميركية ضد إيران، وبطبيعة الحال يتعيّن التوصل إلى آليات عملية قبل ذلك التاريخ، لتلبية مطالب إيران».

وأضاف عراقجي «أنه في 6 آب، لن تتم إعادة جميع العقوبات، وستكون لدينا فرصة 3 أشهر حتى الموعد التالي لإعادة الحظر، أي تشرين الثاني للعمل على حلول عملية لمواجهة الحظر».

وشدد على أن «هناك الآن التزامات سياسية في مختلف المجالات والتي طرحتها دول 4 + 1، وتضمن بيان اجتماع وزراء الخارجية 4+1، رؤوس أقلام هذه الالتزامات بشكل واضح. ولهذا نحن نتفاوض ونعمل على الحلول العملية وآليات تنفيذ هذه الالتزامات، وبالتالي المفاوضات مستمرة».

وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية بشأن الحظر النفطي من جانب أميركا: «إذا لم تتمكن إيران من تصدير النفط، فإنه ليس من الطبيعي أن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرّج على تصدير النفط من قبل الآخرين، إذا لم نتمكن من التصدير فلن يتمكن الآخرون، إن خيارات طهران كثيرة وليست محصورة بمضيق هرمز فقط».

وقال عراقجي «إن هناك العديد من الخيارات المتاحة لمواجهة الإجراء الأميركي ضد إيران، آمل ألا نصل إلى النقطة التي يتم تنفيذها، أعتقد أن المجتمع الدولي وحلفاء الولايات المتحدة، وخاصة الأوروبيين والصين وروسيا والهند، لا يريدون الوصول إلى هذه النقطة، ولهذا السبب فإنهم يتفاوضون معنا من أجل تلبية مطالب إيران».

وأكد: «مطلبنا الأول هو بيع النفط الإيراني وإعادة أموال النفط، والمحادثات مع الأوروبيين هي أن نتوصل الى آلية عملية لمواصلة بيع النفط الإيراني. لا يريد المجتمع الدولي الوصول إلى هذه النقطة، ونحن لا نريد ذلك، لكن إذا تم فرض هذه الشروط علي إيران، فإن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وعلى حد تعبير رئيس الجمهورية، لن تقف متفرجة فقط، بالتأكيد لن يكون الأمر كذلك».

وفيما يخصّ سياسة السعودية في المنطقة قال عراقجي: «أنا أعتقد أنه على السعودية إعادة النظر في أعمالها بالمنطقة وتقييمها لإيران والسياسية الإيرانية، في الواقع المنطقة تتألم من الحسابات الخاطئة التي تكررها السعودية ونشهد على ذلك في اليمن والبحرين ولبنان وقطر ومنظمة التعاون الخليجية وكل ما يحدث في هذه الأماكن هو بسبب أخطاء السعودية. كما حدث في سورية والعراق وكردستان العراق، وذلك بسبب تحليل وتقييم السعوديين الخاطئ في ما يخص إيران والسياسية الإيرانية والعراقية في المنطقة».

برلين ولندن نحو الحفاظ على الاتفاق النووي

على صعيد آخر، أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، «أن بلاده وبريطانيا تعتزمان مواصلة التعاون المكثف للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران».

وأضاف: «حتى لو انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يتغيّر أي شيء في التعاون في هذا المجال مع لندن، وسنواصل التعاون معها في الساحة الدولية للدفاع عن مصالحنا وقيمنا المشتركة».

وأشار إلى أنّ: «تعاوننا مستمرّ مع لندن على صعيد التجارة وتغيّرات المناخ وبعض القضايا السياسية الهامة، التي نعمل خلالها مع بريطانيا بشكل وثيق، ومنها الاتفاق النووي مع إيران والبحث عن حل سياسي للأزمة السورية».

إنتاج صاروخ جديد مجهّز بأحدث التكنولوجيا

في سياق منفصل، دشّن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي أمس، خطاً لإنتاج صواريخ «فكور» جو – جو متوسطة المدى، والمجهّزة بأحدث التكنولوجيا.

وقال حاتمي على هامش مراسم التدشين، «إن الخبراء والعلماء الملتزمين والثوريين في منظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة تمكنوا رغم الحظر، من تدشين خط إنتاج هذا الصاروخ بعد إنجاز مراحل التصميم والتصنيع والإطلاق الناجحة في العام الماضي».

وأشار إلى أن «خطة الوزارة تكمن في جعل أسلحة ومعدّات القوات المسلّحة ذكية الطابع»، مضيفاً أن صاروخ فكور قد تمّ إنتاجه بالتعاون مع القوة الجوية للجيش الإيراني ومن شأنه الارتقاء بالقدرات القتالية للقوة الجوية».

وصرّح بأن «جميع المقاتلات قادرة على حمل وإطلاق هذا الصاروخ»، مشيراً إلى أن «إيران تزيد من قدراتها الدفاعية باستمرار، لتوفير أمنها القومي والدفاع عن مصالحها الوطنية، لأن طهران لن تأخذ الإذن من أحد في هذا السياق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى