فوشيه: رجل إنجازات يعرّض نفسه للخطر لحل أكثر المواضيع والمسائل حساسية

تقديراً لصداقته لفرنسا «التي لا غبار عليها، وإحساسه الكبير بالواجب والعديد من الخدمات الجليلة التي قدّمها لها خصوصاً على المستوى الثقافي وفي محاربة الإرهاب وتبادل الخبرات في هذا المجال وفي التصدي للجرائم الخطيرة، منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم وسام جوقة الشرف من رتبة فارس، وهو أعلى وسام في فرنسا.

ولهذه الغاية أقام السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه احتفالاً رسمياً حاشداً، في قصر الصنوبر، حضره الوزير سليم جريصاتي ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير جان اوغاسبيان ممثلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير شؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، النواب: علي بزي، سيمون أبي رميا، ألان عون، نقولا نحاس، وقضاة وعدد من الضباط والإعلاميين.

وألقى فوشيه كلمة عرض فيها لسجل إبراهيم العسكري حتى توليه رئاسة المديرية العامة للأمن العام، عام 2011، لافتاً إلى أنه لم يتوقف لحظة «عن تحديث الأمن العام في أداء مهامها الرئيسية: أولاً مراقبة الحدود الجوية والبرية والبحرية، وكذلك الحرب ضد الإرهاب وجعلت منه جهازاً مرموقاً باعتراف الجميع في وقت مليء بالتحديات والمخاطر».

وقال متوجهاً إلى إبراهيم «لقد تحمّلت هذه المسؤوليات العالية في سياق دقيق للغاية. كشرطة الحدود، مارس الأمن العام صلاحياته في وضع متدهور وصعب منذ بداية النزاع في سورية. ولقد أخذ الأمن العام مكانته في العمليات الوقائية العديدة التي نفذتها قوات الأمن اللبنانية المختلفة في السنوات الأخيرة في مجال مكافحة الإرهاب. أحيي كل جهود تحديث مؤسستكم التي تمّ تنفيذها بدفع منكم، وما تزويد مطار بيروت بمعدات حديثة للغاية سوى مثال واضح للغاية على هذه الجهود. لقد حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتك المهنية. وفرنسا من بين هؤلاء قد ميزتك بالفعل عن طريق منحك وسام الدفاع الوطني».

وعدد فوشيه المزايا التي قادت رئيس الجمهورية الفرنسية امانويل ماكرون منح اللواء ابراهيم أعلى وسام في فرنسا ومنها: دعمه الثابت للفرنكوفونية، ففي الأمن العام يدرّس الضباط وضباط الصف الفرنسية لزملائهم، بالشراكة مع المعهد الفرنسي. وهذا دليل على حيوية الفرنكوفونية داخل هذه المؤسسة. وهو قدم دعماً شخصياً لتدريب العديد من مدرسي اللغة الفرنسية كلغة أجنبية والذين يقومون بعمل رائع في خدمة اللغة الفرنسية … تطويره لتبادل الخبرات الفنية بين بلدينا، لا سيما مع شرطة الحدود الفرنسية واقيمت دورات تدريبية عدة مع فرنسا، لتبادل تقنيات الكشف عن التزوير ومكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية، والأمن، وحماية الشخصيات الكبيرة».

وأضاف «كان دائما يولي اهتماماً خاصاً لتبادل المعرفة بين بلدينا، على وجه الخصوص في مجالات مكافحة في تزوير الوثائق والتبادلات، بالإضافة إلى ذلك هناك التعاون العملي النموذجي مع مختلف أجهزة الأمن الفرنسية، على أساس تاريخ الصداقة الطويل بين بلدينا والثقة القائمة بين خدماتنا. لديه أيضاً علاقات ممتازة بنظرائه الفرنسيين في الأجهزة الأمنية، ولم يهمل أي لقاء في فرنسا أو لبنان التي كان من أهدافه محاربة داعش والقاعدة، لقد أظهر مراراً وتكراراً تعلّقه بأمن فرنسا، مدركاً بأن أعداء لبنان هم أحياناً أعداء فرنسا. إن هجوم برج البراجنة في 12 نوفمبر 2015، ثم هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015، ذكر بلدينا بهذا الواقع الوحشي».

وأضاف فوشيه لـ «كونه أدى خدمات كبيرة للدولة اللبنانية، فإنه رجل وساطة وتفاوض، في خدمة المصالح العليا لبلده، انه رجل إنجازات لا يتردد ان يعرض نفسه للخطر لحل أكثر المواضيع والمسائل حساسية. وتعرف فرنسا أنها تستطيع أن تعدّه من محاوريها الموثوقين في خدمة أمن لبنان وفرنسا».

وختم فوشيه «أن صداقته التي لا غبار عليها لفرنسا واحساسه الكبير بالواجب والعديد من الخدمات الجليلة التي أداها لبلدنا، فقد منحه رئيس الجمهورية الفرنسي في مرسوم صدر في 10 ايار 2017 وسام جوقة الشرف من رتبة فارس.»

ورد اللواء ابراهيم قائلاً «بفخر واعتزاز تلقيت قرار الدولة الفرنسية بمنحي وسام جوقة الشرف من رتبة فارس L gion D>Honneur ، هذا الوسام، بما يعنيه من تكريم لشخصي، أستأذنكم تقديمه إلى بلادي التي لولا شرف خدمتها وفاء لقسمي منذ تخرّجي من الكلية الحربية، ما كان لي حظ نيل هذا التقدير من الحكومة الفرنسية».

وشكر لفرنسا «هذا التكريم، الذي اعتبره تكريماً للقيم اللبنانية – الفرنسية المشتركة، والقيم التي تتمسك بها بلادي في المضي نحو تمتين نظامنا البرلماني الجمهوري الديموقراطي، وبناء الدولة الديمقراطية القوية المنيعة بإزاء العنف الذي يعصف بالمحيط، وأيضاً للجهد اليومي المبذول، ومن الجميع، لتكريس الاخاء والعدالة والعيش الواحد في إطار التنوع والتعدد الثقافيين. وهذا ليس غريباً عن فرنسا التي كان لها الدور الكبير في الحفاظ على الجمهورية اللبنانية ودعمها، خصوصاً في ازمتها الأخيرة، والتي قال عنها يوماً فخامة الرئيس العماد ميشال عون أن «الجمهورية أهم بكثير من رئاستها».

وقال «لفرنسا، شكر مستحق من المديرية العامة للأمن العام على دعمها، سواء في المجالات الإدارية، أو البرامج التطويرية والتدريبية التي تقدمها بواسطة المشروع الأوروبي، أو على نحو مباشر من خلال الخبرات الفنية، وفتح ابواب المعاهد العسكرية والامنية لعسكريينا ليتابعوا الدورات التعليمية على أنواعها، تعزيزاً لمهاراتهم ومعارفهم الادارية والأمنية والحقوقية، ولا أرى ذلك كله سوى ترجمة لشراكة نموذجية يسودها الاحترام والرغبة المشتركة لتطويرها اكثر فأكثر بعدما أضحت نموذجاً يحتذى به».

وثمّن عالياً ما تبذله فرنسا «من جهد وتضحيات عبر مشاركة جنودها في قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، ناهيك عن التعاون الوثيق بينهم وبين المواطنين في تلك المنطقة العزيزة التي يؤمن أبناؤها بثقافة السلام واأامن والحوار والانفتاح».

وتوجّه إلى السفير فوشيه قائلاً «أخيراً، وقبل أن أختم كلمتي، لا بد من توجيه التهنئة الى شخصكم الكريم، ومن خلالكم إلى الشعب الفرنسي، بمناسبة اعتلاء بلادكم عرش كرة القدم العالمية، واستعادة الكأس الذهبية بعد مرور عشرين عاماً. هنيئاً لكم هذا الفوز. عشتم، عاشت الصداقة اللبنانية الفرنسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى