بوتين: نواجه معاً التهديدات ونتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف

تواصلت، أمس، في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، أعمال القمة العاشرة لدول مجموعة «بريكس»، في اجتماعات بصيغة موسعة، حيث انضم لرؤساء الدول، أعضاء وفودها أيضاً.

وكان موضوع التجارة الدولية، وضرورة الحفاظ على التعددية فيها، والالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية، من بين المواضيع الرئيسية التي ناقشها قادة دول «بريكس» خلال قمة جوهانسبرغ، وخاصة على خلفية الرسوم التجارية الأميركية على الصادرات من مختلف الدول، ومن بينها الصين وروسيا.

كذلك ناقش القادة الدور المركزي للأمم المتحدة والتزامهم بالسلام والاستقرار وبالقانون الدولي، وبشكل خاص إزاء التوتر في «الشرق الأوسط».

إعلان جوهانسبرغ

تبنّت قمة مجموعة «بريكس» في جوهانسبورغ إعلاناً مشتركاً أعربت فيه عن «موقف المجموعة من الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وغيرهما من أبرز القضايا الدولية».

وأعربت دول «بريكس» عن «قلقها إزاء الأوضاع في الشرق الأوسط وما تشهده المنطقة من توترات»، ودعت لـ»الامتناع عن استخدام القوة وتجنّب أي تدخل خارجي، واحترام استقلال ووحدة أراضي وسيادة كل دولة في المنطقة».

في شأن التسوية السياسية في سورية، أكد رؤساء دول «بريكس» تمسكهم بـ «التسوية السياسية في سورية من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم، وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وفقاً للقرار رقم 2254 لمجلس الأمن الدولي مع مراعاة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي».

كما أكد القادة «دعمهم لعمليتي أستانة وجنيف والوساطة الأممية في التسوية». وشدّدوا على «أهمية الوحدة في محاربة الإرهاب في سورية».

كذلك، دانت دول بريكس «استخدام الأسلحة الكيميائية بغض النظر عمن يستخدمها وأهدافه والظروف التي استخدمها فيها»، داعية لـ «التحقيق المستقل والموضوعي في كافة الحوادث المحتملة لاستخدام الكيميائي».

وعن وضع القدس، دعت دول «بريكس» إلى «استئناف الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد والمبادرة العربية للسلام والاتفاقات السابقة بين الطرفين».

وشدّدت على «ضرورة تحديد وضع القدس من خلال المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل».

وعن الأزمة الخليجية، أكدت دول «بريكس» دعمها لـ «الجهود الكويتية لتسوية الأزمة بين قطر و4 دول عربية أخرى»، داعية كافة الأطراف إلى «تجاوز الخلافات عن طريق الحوار».

وفي الشأن اليمني، دعت دول «بريكس» إلى «وقف العمليات القتالية واستئناف المفاوضات في اليمن من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع». وأعربت عن «قلقها إزاء الأزمة الإنسانية الحادة المستمرة في البلاد». ودعت إلى «توفير الإمكانية لنقل المساعدات الإنسانية إلى أنحاء البلاد كافة». وأضافت «أن على كافة الأطراف احترام القانون الدولي».

وحول برنامج إيران النووي، دعا قادة «بريكس» كافة الأطراف المعنيين إلى «تنفيذ خطة الأعمال المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي».

وفي شأن شبه الجزيرة الكورية ونزع السلاح النووي منها، رحّبت «بريكس» بـ «المنجزات الأخيرة فيما يخصّ نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة شمال غربي آسيا»، مؤكّدة «تمسكها بالتسوية السياسية للقضية».

وعن أفغانستان، أعربت دول «بريكس» عن «قلقها إزاء الوضع في أفغانستان»، وأكدت «دعمها للعملية السياسية في البلاد». ودعت المجتمع الدولي لـ»تقديم الدعم لحكومة وشعب أفغانستان في الجهود لتحقيق السلام».

أما على صعيد محاربة الإرهاب وغيرها من القضايا، فدعا الإعلان المشترك لقمة «بريكس» المجتمع الدولي إلى «تشكيل تحالف دولي واسع حقيقي لمحاربة الإرهاب»، مؤكداً على «الدور المركزي للأمم المتحدة في هذا الشأن». ودان الإرهاب «بشتى أشكاله».

كما شدّد الإعلان على «ضرورة إطلاق مفاوضات دولية متعددة الأطراف حول اتفاقية دولية لمحاربة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي».

وأكدت دول «بريكس» كذلك على «ضرورة مضاعفة الجهود لمحاربة الفساد وتبييض الأموال»، ودعت إلى «وضع قواعد مشتركة لأمن الإنترنت والمجال السيبراني»، وأعربت عن «قلقها إزاء خطر سباق تسلّح محتمل في الفضاء».

في الشأن الاقتصادي أيضاً، شدّدت دول «بريكس» في إعلانها على «الدور المركزي لمنظمة التجارة العالمية ودعت الجميع للالتزام بقواعدها».

وجاء في الإعلان المشترك: «نعترف بأن منظومة التجارة المتعددة الأطراف تواجه تحديات غير مسبوقة. ونشدّد على أهمية اقتصاد عالمي مفتوح».

ودعت «بريكس» إلى «التخلّي عن السياسات الأحادية الجانب والحمائية الاقتصادية في التجارة العالمية».

بوتين

من جهته، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «أن دول مجموعة بريكس تتصدّى للتحديات والتهديدات الأكثر حدة على السلام والاستقرار، وهي تتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود».

وقال بوتين خلال اجتماع لقادة «بريكس» بصيغة موسّعة، إن «دول بريكس تواجه معاً، التحديات والتهديدات الأكثر حدّة التي يتعرّض لها السلام والاستقرار. وهي تتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والجريمة العابرة للحدود».

كذلك، أعرب الرئيس الروسي، عن «أمل موسكو بأن تدعم دول بريكس طلب روسيا لاستضافة معرض إكسبو-2025 في مدينة يكاتيرينبورغ».

وقال بوتين خلال اجتماع موسّع لزعماء دول «بريكس»: «روسيا ترغب باستضافة إكسبو- 2025 في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية، وليس هناك من بين منافسينا مدن من البرازيل، الهند، الصين وجنوب أفريقيا. أصدقائي الأعزاء، إننا نتطلّع إلى دعم بلدان بريكس».

وكان الكرملين قال أول أمس: «خلال اللقاء تمّ بحث قضايا تتعلق بقمة بريكس، التي تعقد في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا يوم 26، واللقاءات التي سيجريها بوتين على هامش القمة».

وضم الوفد الروسي، وزير النقل يفغيني ديتريش، وزير البيئة والموارد الطبيعية دميتري كوبيلكين، وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، وزير الإعلام والاتصال قسطنطين نوسكوف، وزير التنمية الاقتصادية مكسيم أوريشكين، ووزير الزراعة دميتري باتروشيف.

وفي وقت سابق، صرّح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، «أن فريقاً من الخبراء عن وزارتي الخارجية والمالية، يشارك في فعاليات القمة».

كما تلقى ممثلو قطاع الأعمال دعوة لحضور القمة، وكذلك محافظ مقاطعة تشيليابينسك.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يخطّط لعقد اجتماعات ثنائية مع رؤساء الدول والحكومات خلال القمة.

واستضافت مدينة جوهانسبرغ، أمس، قمة لدول مجموعة «بريكس». ومن المقرّر أن تستمر حتى اليوم. وفي نهاية القمة، سيوقع قادة الدول على «إعلان جوهانسبرغ»، المكرّس لمرور 10 سنوات من عمل المجموعة.

وتضم مجموعة «بريكس» كلاً من روسيا والصين والبرازيل والهند وجمهورية جنوب أفريقيا. وتعتبر مجموعة «بريكس» صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم ويبلغ إجمالي عدد السكان فيها 2.83 مليار نسمة «ما يشكل 42 في المئة من سكان العالم. وتحتل دول «بريكس» 26 في المئة من مساحة الأراضي في العالم، وهي تسهم بحوالي 22 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، وتمتلك احتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى