تنديد واسع بالجريمة الإرهابية الوحشية في السويداء ودعوات لأوسع تضامن مع سورية وقيادتها: «داعش» الواجهة وأميركا و«إسرائيل» وعرب وراءها انتقاماً لهزيمة مشروعهم

أثارت المجزرة الوحشية الشنيعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي في محافظة السويداء السورية، وأسفرت عن ارتقاء أكثر من 250 شهيداً ومئات الجرحى، موجة تنديد واستنكار عارمتين ومواقف أكدت أن الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» وبعض الدول العربية تقف وراءها انتقاماً لهزيمة مشروعهم في سورية والمنطقة.

وزراء ونوّاب حاليون وسابقون

وفي هذا السياق، أعلنت مديرية الإعلام في الحزب «الديمقراطي اللبناني» في بيان لها أن رئيس الحزب ووزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان «ينعى الشهداء الأبطال الذين سقطوا أثناء العدوان الإرهابي على محافظة السويداء السورية، ويقيم للغاية مراسم تقبل التعازي صباح الأحد المقبل في 29 تموز من الساعة 11 ولغاية 1 بعد الظهر في دارته في خلدة».

من جهة أخرى، قال أرسلان في تغريدة له على «تويتر» «نعجب ممن يتساءل كيف وصلت فلول الإرهاب إلى السويداء وكأن لا أحد يفقه أو يعرف بأن ظهر الإرهاب محمي من إسرائيل التي ويا للأسف لم يعد لها وجود في عقول البعض».

وأشار إلى «أن مشايخ الشرف والكرامة هم الذين لم يراهنوا يوماً على تفتيت سورية ولا تقسيمها ولا إخضاعها للحمايات الدولية والمخطّطات المشبوهة دولياً وإقليمياً، ولولا ذلك لما استبسلوا البارحة واليوم في الدفاع عن الأرض السورية الواحدة وعن الشرف والعرض، الذي يتاجر به البعض في المحافل الدولية بيعاً وشراء التماساً للرضى وزيادة في الرخاء المالي».

أضاف «إذا كان التهويد قد أصاب في مكان ما، فلا شك في أنه قد أصاب العقول المريضة التي لم تقتنع لتاريخه، بأن المنطقة قد حسمت هويتها الممانعة والمقاومة، وبأن التهويد هو مرض عقلي قبل أن يكون واقعاً مألوفاً، وعلاجه معروف، وهو الحس بالقومية العربية ومركزية القضية والسيادة على النفس قبل أن تكون على الأرض، لأن لا أرض لغير المؤمنين بها وبوجودها ووحدتها».

وختم قائلاً «فعلاً مَن استحى مات. وسلمت أيادي المجاهدين الأشاوس من اهلنا في جبل العرب الصامد».

بدوره، غرّد النائب اللواء جميل السيِّد عبر حسابه على «تويتر» بالقول «مجزرة السويداء، إسرائيل حاقدة على الدروز، لم يتخلّوا عن سوريتهم في الجولان ولم يلتحقوا بالحرب المؤامرة ضد دولتهم. تسلّل إليهم إرهابيو داعش من شرق الفرات، حيث منع الأميركيون الجيش السوري من القضاء عليهم. المجزرة زادتهم إيماناً، لن تهزهم ولا أكاذيب بعض الدواعش بربطات العنق من لبنان».

كما غرّد النائب محمد نصرالله عبر حسابه على «تويتر» بالقول « لسورية، للشعب، لأهالي السويداء، نقدّم العزاء الخالص، ونؤكد لكم، أن هذا الاعتداء الآثم الوحشي، هو الدليل على أنها بداية النهاية للمشروع الداعشي الإرهابي الذي أعلن هزيمته على أرض سورية الأبية، المنتصرة بإذن الله، وإيمانها وبقوة تمسكها بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة».

ودان رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الهجمات الوحشية التي شنّها تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة السويداء وريفها، واعتبرها «جريمة لا تُغتفر في عنق العالم».

وقال في تصريح «ما حدث من تفجيرات داعشية انتحارية على مدينة السويداء وريفها الآمنين والمسالمين، هو منتهى الوحشية والإجرام لم تعرفه الهجمات التكفيرية منذ سنة 2011، وهو موجّه إلى كل مَنْ يحارب الإرهاب، الذي لا فرق لديه، لأنه لقيط خارج عن شرائع الأرض والسماء».

وتابع «هذا الحدث الدموي الخطير، الذي لم يميّز بين شيخ وإمرأة أو بالغ وطفل، يطرح مسؤولية ضميرية على المجتمع الدولي برمّته، ولماذا لا تتكتل دول العالم قاطبة لتضع حداً لهذه المجازر التي ترتكب بحق الناس الأبرياء والآمنين، ولا من رادع إلا الجيش العربي السوري وحلفائه الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الإرهاب حتى استئصاله بالكامل عن التراب السوري».

وقال «إن هذه الجريمة المروّعة التي لا تغتفر، نضعها في عنق العالم ليتوحّد ويتحرك بكل السبل للتخلص من هذه الظواهر الآفقة المتطرفة التي لا تعرف يقينا أو دينا ولا ربا، عله هذه المرة يضع خطة موحّدة لوأد هذا «الأخطبوط» الملتف حول أمن الشعوب في كل البقاع والأصقاع الأرضية».

ودعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن «يكون اللقاء التضامني في مقام السيد عبد الله واحداً موحداً فوق كل اعتبار وبعيداً عن الحساسيات والخلافات السياسية في لبنان وأنها وقفة تضامن ومؤاساة مع الأهل في جبل العرب الشرفاء الأبطال».

من جهته، أكد الأمين العام لـ «حركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداود في بيان أن «الهجوم الإرهابي الذي استهدف السويداء وريفها، من قبل مجموعات إرهابية، وأدّى الى استشهاد وجرح المئات من المواطنين المدنيين الأبرياء، هو رد من تنظيم داعش الإرهابي الذي يندحر في جنوب سورية، كما أنه ثأر للهزيمة التي يتكبّدها المشروع الإرهابي المدعوم أميركياً والمغطى من بعض الدول العربية، والمنسق مع العدو الصهيوني الذي احتضن الارهاب التكفيري، وأمّن له كل الدعم اللوجستي والميداني، واستقبل مسلحيه، وحاول إقامة شريط حدودي من المجموعات الإرهابية تحمي كيانه الغاصب، الذي يخشى نمو مقاومة في الجولان المحتل، ويتحوّل جنوب سورية الى جنوب لبنان الذي أخرج الاحتلال الاسرائيلي بالمقاومة».

ولفت إلى أن «جبل العرب، يدفع ثمن وقوفه إلى جانب الدولة السورية، واحتضانه للجيش السوري وانخراط أبنائه في صفوفه، وقد أبلى ضباطه ورتباؤه وجنوده، في الدفاع عن سورية ووحدتها بوجه المؤامرة عليها».

وقال «لقد خسئت الأصوات في لبنان، ومَن يدعون التكلم باسم الدروز، في الدفاع عن المجموعات الإرهابية، والتواصل معها، من جبل السمّاق إلى جبل العرب، تارة «جبهة النصرة» وطوراً «داعش»، وهم في تاريخهم لم يكونوا بعيدين في ممارستهم عما تفعله التنظيمات الإرهابية. وإن ابناء طائفة الموحدين الدروز، اختاروا بملء ارادتهم الانحياز الى الدولة السورية برئاسة الدكتور بشار الأسد، التي أمّنت الحماية لهم، وحفظت كرامتهم التي لم يبخلوا بالدم للدفاع عنها، وهو تاريخهم المشرّف، وسيبقى جبل العرب شامخاً بوحدة أبنائه وتاريخه الخالد ورمزه الأساسي سلطان باشا الأطرش».

وتقدّم الداود من أهالي الشهداء وأهلنا في محافظة السويداء وسورية بأحرّ التعازي، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل، وحيّا صمود جبل العرب، في وجه الجماعات الإرهابية وداعميها.

وتوجّه النائب السابق إميل لحود في بيان «بالتعزية إلى الدولة السورية بسقوط الشهداء في العمليات الإرهابية في السويداء، الذين ينضمون الى جميع الشهداء من مختلف المناطق السورية الذين دافعوا عن وطنهم في مواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله وتفرعاته، وحموا ليس سورية فقط بل هذا الشرق بما فيه لبنان في وجه مشروع خطير واجِهته داعش وأخواتها وخلفيته إسرائيلية».

ولفت الى أن «الحرب التي شنت على سورية شارك فيها كثيرون، دولاً وأفراداً، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية مروراً ببعض العرب ووصولاً إلى وليد جنبلاط الذي فقد «أنتيناته» وأشياء أخرى في السنوات الأخيرة».

وتابع «لكن هذه الحرب انتهت، وسينتهي معها سياسياً من خسرت رهاناتهم فيها، خصوصاً أولئك المرضى الطائفيين المتوترين و«التويتريين» الذين يميّزون بين شهيد وآخر، وكأن هذه الحرب الشرسة ميزت بين مطران ومفتٍ وشيخ عقل، ناهيك عن المواطنين من مختلف الطوائف».

وقال «نكرّر اليوم ما قلناه مراراً في السابق عن أن محاولة إعادة العلاقات مع سورية، إن كان الأمر متاحاً بعد، يجب أن تكون أولوية الدولة اللبنانية، ولعل المدخل الأساس والأخلاقي لذلك هو البدء بتقديم التعازي بالشهداء الذين يسقطون على يد الإرهاب بدل الحلم بتقسيم الأشغال على بعضهم في مرحلة إعادة الإعمار التي بات ينتظرها بعض اللبنانيين، من المتقلبين سياسياً».

ولفت إلى أن «البعض ينظر إلى سورية من باب مصلحته الضيقة، ويستخدم ملفي النازحين والمعابر وغيرهما انطلاقاً من حساباته الخاصة، من دون أن يكلف نفسه عناء إرسال وفد رسمي الى سورية، للعودة عن خطيئة النأي بالنفس التي كانت وجهاً من أوجه المؤامرة على سورية، مثلها كمثل مَن راهن على جبهة النصرة، أو استنجد بحكم الإخوان، أو أوهمنا بتوزيع الحفاضات والحليب، قبل أن يتحوّل من صقر الى فأر متخفٍ».

أحزاب وجمعيات

وأدان الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح بأشدّ العدوان الإرهابي السافر والتفجيرات الوحشية التي طاولت محافظة السويداء السورية واقتحام تنظيم داعش المجرم لعدد من القرى وقتل وأسر العديد من أبناء المحافظة في دليل واضح على همجية هذه الجماعات الإجرامية.

وقال «إن هذا الاعتداء الخطير يأتي في الوقت الذي يحقق فيه الجيش السوري وحلفاؤه إنجازات عسكرية نوعية ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية، وانتصارات استراتيجية ولاسيما تحرير أهالي كفريا والفوعة وقرى ومدن الجنوب السوري، بعد أن بدأت العصابات الإرهابية بلفظ أنفاسها الأخيرة على يد الجيش السوري الباسل وحلفائه الأبطال، كما نشيد بثبات وصمود أبناء السويداء الغراء الذين تمكنوا من مجابهة هذه المجموعات الظلامية التكفيرية ودحرهم وقدّموا نموذجاً للصمود والتضحية في سبيل وحدة سورية أرضاً ومجتمعاً.

إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، إذ تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإجرامية ما هي إلا تناغم مع الاعتداءات الصهيونية المتكررة على مواقع الجيش السوري، وهي خير دليل على الدرك والإفلاس الذي وصل إليه الإرهابيون ورعاتهم الأميركيون والصهاينة والوهابيون، فإنها تعلن تضامنها الكامل مع الشعب والجيش والقيادة السورية في معركتهم ضد الإرهاب ومقاومتهم لكل أشكال الاستعمار الجديد، وتوجه التحية لأرواح الشهداء الذين بفضل دمائهم حررت سورية جلّ أراضيها وهزمت التكفيريين وأسيادهم ومشغليهم، كما وتدعو كل القوى الحية والأحزاب والاتحادات إلى الوقوف صفاً واحداً رفضاً لهذا الاعتداء وإعلان موقف واضح ضد الإرهاب وداعميه».

كما أدان حزب الله هجمات السويداء، ومرتكبيها ومَن يقف خلفها والفكر التكفيري الذي تتبناه هذه المجموعات الإرهابية، وتقدم بأحر التعازي إلى أهالي السويداء ومحيطها وإلى عموم الشعب السوري الصابر وإلى القيادة السورية الشجاعة، معلناً وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة الجديدة، ومشيداً «بالبطولة والشجاعة التي أبداها جنود وضباط الجيش السوري وأهالي المنطقة في مواجهة هذا الهجوم الغادر وإفشاله وإفشال أهدافه»، وأكد الحزب «معاني الوحدة الوطنية العظيمة التي يتمسك بها السوريون والتي كانت أحد الأهداف الواضحة لهذا العدوان الغادر».

وتابع «إن هذه العملية إذ تأتي في أعقاب الانتصارات الباهرة التي حققتها سورية وحلفاؤها في الآونة الآخيرة خاصة في الجنوب السوري وعودته إلى كنف الدولة والشرعية والأمان، فإن قدوم هذه العصابات بكل أسلحتها وعتادها وآلياتها ومعداتها من منطقة التنف السوري، حيث تتمركز قوات الاحتلال الأميركي وأمام أعينها وبتسهيلات واضحة منها، هو مؤشر خطير على اشتراك هذه القوات ودعمها لهذه الجريمة الارهابية ضد سورية وشعبها ووحدتها وضد الأبرياء والمدنيين، ويؤكد بشكل واضح أن القوى الإقليمية والدولية لا تزال تواصل استخدام هذه العصابات المجرمة في تحقيق أغراضها الخبيثة وأهدافها العدوانية».

ورأت حركة أمل أن «الدول الداعمة للإرهاب تحاول إعادة احياء التنظيمات الإرهابية لتحقيق مكاسب سياسية خصوصاً بعد الانتصارات التي حققتها سورية وحلفاؤها في الآونة الآخيرة ولا سيما في الجنوب السوري وعودته الى كنف الدولة والشرعية والأمان».

وتقدّمت الحركة «بأحر التعازي الى أهالي السويداء ومن عموم الشعب السوري وإلى القيادة السورية الشجاعة التي أبداها جنود وضباط الجيش السوري في مواجهة هذا الهجوم الغادر وإفشال أهدافه».

وأكدت «أن سورية كانت وستبقى قلعة العروبة الممانعة المقاومة في وجه الإرهاب التكفيري والصهيوني وان المؤامرة التي تستهدف سورية ووحدة أرضها وشعبها ومؤسساتها قد سقطت وفشلت أمام بطولات الشعب السوري على مواجهة التحدي ومواجهة هذه الحرب العبثية المفروضة على سورية وصمودهم ووقوفهم خلف قيادتهم الحكيمة، وأن أهالي السويداء لا يزالون على العهد متمسكين بعروبتهم وأصالتهم في تسطير البطولات على امتداد مساحة سورية على خط سلطان باشا الاطرش، مؤكدين بالدماء والتضحيات على وحدة سورية أرضاً وشعباً».

وأعربت قيادتا «رابطة الشغيلة» و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» برئاسة أمين عام الرابطة عن ادانتهما الجرائم الوحشية التي ارتكبها إرهابيو داعش في السويداء.

وأكدتا في بيان «أن هذه الجرائم جاءت متزامنة مع الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على طائرة السوخوي السورية وعلى مركز البحث العلمي في ريف حماه، وذلك في محاولة للثأر من انتصارات الجيش السوري وحلفائه في جنوب سورية التي أدت الى إحباط وإسقاط المخططات الأميركية الصهيونية لحماية أمن كيان العدو الصهيوني وتمكينه من ضم هضبة الجولان السوري المحتلة وتمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية».

ولفتتا إلى «أن التفجيرات الارهابية الانتحارية تندرج أيضاً في سياق السعي الى تنغيص فرحة الشعب السوري بقرب إعلان الجنوب السوري محرراً بالكامل من رجس الإرهابيين أدوات أميركا والعدو الصهيوني».

واعتبرتا «أن جرائم تنظيم داعش تأتي لتؤكد مجدداً مدى ارتباط هذا التنظيم الارهابي بالعدو الصهيوني الذي بات يشعر بالقلق المتزايد من قرب القضاء على أدواته الإرهابية وانتصار سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد وحلفائه في محور المقاومة على أشرس حرب ارهابية كونية قادتها اميركا لإسقاط الدولة الوطنية السورية المقاومة».

وأكدتا «أن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تؤدي إلا الى زيادة تصميم الجيش السوري والحلفاء على دحر الإرهابيين وتطهير ما تبقى من مناطق سورية من وجودهم، وصولاً الى فرض رحيل القوات الأجنبية عن الأرض السورية واستعادة سيادة سورية على كامل أراضيها». وتوجهتا إلى القيادة العربية السورية والشعب السوري بأحر التعازي بالشهداء وتمنتا الشفاء العاجل للجرحى.

وأدان أمين عام «منبر الوحدة الوطنية» خالد الداعوق التفجيرات الإرهابية المروّعة التي استهدفت مدينة السويداء في سورية، ورأى في بيان «أنّ الأسلوب الهمجي والوحشي غير المسبوق الذي لجأت إليه المجموعات الإرهابية إنما يدلّ على أنها أفلست وأنّ أيامها على الأراضي السورية أصبحت معدودة، ولم يعد أمامها إلا ارتكاب الجرائم والانتقام من الأهالي المدنيين الآمنين الذين صمدوا إلى جانب دولتهم وجيشهم في مواجهة الحرب الكونية التي استهدفت سورية بكلّ ما تمثله من مواقف وحضارة وتاريخ وأصالة عربية مشهودة».

وإذ لفت الداعوق إلى الدعم المكشوف الذي تتلقاه المجموعات الإرهابية من العدو «الإسرائيلي» ومن القاعدة الأميركية على الحدود مع الأردن، اعتبر «أنّ هذا الدعم يعطي الدليل القاطع على أنّ المؤامرة ضدّ سورية مستمرة، وأنّ المستهدف الأول هو المجتمع السوري الموحّد خلف دولته وجيشه بكلّ مكوّناته وطوائفه، لا سيما أهلنا في جبل العرب الذين يشهد لهم تاريخهم بالوقفات الوطنية والعربية المعروفة للقاصي والداني، وتحديداً الدور الكبير للقائد الراحل سلطان باشا الأطرش وثورته الكبرى ضدّ الاستعمار والاحتلال».

وإذ توجّه الداعوق إلى كلّ السوريين بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة، وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى، أكد «أنّ كلّ وطني وعربي حرّ وشريف هو اليوم واحد من أبناء السويداء يقف معهم وإلى جانبهم في تقبّل العزاء وأيضاً في مواجهة الإرهاب والإرهابيّين».

روحيون

وشجب بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك سابقاً غريغوريوس الثالث لحام ما تعرضت له مدينة السويداء السورية من اعتداءات على يد الإرهاب الدامي، وبعث برسالة قال فيها «يقول القديس بولس «إذا تألم عضو في الجسم يتألم معه سائر الأعضاء».

وأضاف «هذا لسان حالنا، ونحن نتابع مأساة ومجزرة إخوتنا وأبنائنا في السويداء الحبيبة، وأحبائنا الدروز الموحدين الصامدين الأوفياء لوطننا الحبيب سورية».

وختم قائلاً «في هذا الظرف المؤسف، نرفع الصلوات لأجل راحة نفوس الضحايا الكريمة ونقدم التعازي لذويهم الأحباء، ونشد على أيدي جيشنا الباسل المظفر لكي ينصره الله على فلول داعش وأذنابه ومموليه».

واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المجزرة، مشيراً إلى أنها تندرج في إطار الانتقام من إنجازات الجيش السوري على الإرهاب التكفيري، وأفضل رد عليها يكون في تعميم المصالحات وطرد التكفيريين ودعم الجيش السوري وحلفائه في تحصين وحدة واستقرار سورية وإعادة إعمارها».

ورأى العلامة السيد علي فضل الله، أن «هذه المجزرة تأتي في سياق الحملة التي تستهدف النيل من استقرار سورية ومنع خروجها من آثار الحرب التي أصبح الهدف منها واضحاً، وهو إضعاف قوة هذا البلد ودوره في المنطقة».

وشدد على «ضرورة تضافر جهود الجميع لمواجهة خطر هذا العقل التدميري الذي لا يقف تهديده عند استقرار هذا البلد، بل يتعداه إلى المنطقة والعالم».

وشد د الشيخ صهيب حبلي على أن «هذا الهجوم الإرهابي الغادر لن يزيد أهل السويداء وطائفة الموحدين الا صلابة وتمسكاً بأرضهم، ومواصلة مسيرة الدفاع عن سورية حتى الرمق الأخير، وهم الذين قدموا العميد الشهيد عصام زهر الدين شهيداً للوطن، بمواجهة مشروع الإرهاب الذي سيعجز عن تنفيذ مخططه الهادف الى زعزعة أمن واستقرار السويداء وباقي المناطق السورية».

وحيّا رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان «أرواح الشهداء الذين ارتقوا في السويداء دفاعاً عن الأرض والعرض»، كما تمنى الشفاء للعاجل للجرحى.

وأشار إلى أن «السويداء وأهلها من بني معروف جسّدوا اليوم ملحمة بطولية جديدة بوجه الإرهاب الذي انهزم على ثغور أحفاد سلطان باشا الأطرش، الذين لا يزالون على العهد بأن يظلوا الدرع الحصين الى جانب القيادة السورية بشخص الرئيس بشّار الأسد، والى جانب الجيش السوري الذي يواصل منذ سبع سنوات تسطير البطولات على امتداد مساحة سورية، مؤكدين بالدماء والتضحيات وحدة سورية أرضاً وشعباً».

ودعا أبناء السويداء الى «البقاء على أهبة الاستعداد مع الجيش السوري، للتصدّي لأي هجمات إرهابية منتظرة، لا سيما بعد تقهقر مشروع الإرهاب واندحاره، وهؤلاء الإرهابيون يحاولون التعويض عن هزيمتهم، لكنهم سيفشلون مجدداً بفعل تلاحم الجيش والشعب والتفافهم حول مشروع الدولة السورية التي تشكل الحضن الوطني لكافة السوريين».

وأدان رئيس المنتدى الدولي للشباب سامر بوعزالدين الهجوم الإرهابي الشنيع على محافظة السويداء وريفها واستنكر الأعمال الإرهابية التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي ودع إلى التكاتف حول الدولة والجيش السوري ولا بديل عن سلطان الدولة في سورية، وهذا تاريخ جبل العرب حافلٌ بالبطولات والوقت الآن للملمة الجراح وليس هناك وقت للمزايدات.. المجد والسلام لأرواح الشهداء والصبر لذويهم والشفاء للجرحى.

لجنة تكريم شهداء الثورة السورية

وأكدت لجنة تكريم شهداء الثورة السورية الكبرى في راشيا الوادي أن «مدينة الثورة السورية الكبرى المباركة على الموعد مع الفخر مجدداً كما هي أبداً، يستسقي دمَها الوطنُ لتفتديه، كما افتدته دمشق وحمص وحماة وحلب ودير الزور واللاذقية وتدمر. هو كأس العز المرّ، ومهما كان مراً فمرارته أشدّ حلاوة من الاستسلام المذلّ. سورية الكرامة لا تُذَلّ، بل ستبقى عليّة على المستعلين بالظلم، وسنداً حقيقياً لكل المقاومين في أمتنا».

وأكدت اللجنة في بيان أنه «انسجاماً مع دورنا الوطني وموقفنا المبدئي المنسجم مع تضحيات وتاريخ أسلافنا المقاومين، وقوفنا وتضامننا ورسوخنا مع أهلنا في محافظة السويداء كافة وفي باقي المحافظات السورية المجاهدة ضد العدوان الإرهابي غير المسبوق على سورية. فكما كان أجدادنا في الثورة السورية الكبرى فطهّرت دماؤهم قلعة راشيا معاً، طهّرت في الوقت نفسه تراب السويداء وحرمون معاً، كذلك سوف نبقى نحن حملة هذا الإرث العظيم إلى أبد الآبدين معاً، وحسبنا أن نكون شهوداً وشهداء».

وختمت «الانتصار أكيد وحتمي، هو انتصار الوطنيين والعروبيين والمقاومين والثوار على مراتع الإرهاب والخيانة والدواعش ومشغّليهم الأشرار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى