افتتاح المؤتمر القومي العربي التاسع والعشرين في بيروت بمشاركة 200 شخصية لبنانية وفلسطينية وعربية

بحضور 200 شخصية عربية ولبنانية وفلسطينية، انعقد المؤتمر القومي العربي في دورته 29 في فندق البريستول. وترأس جلسة الافتتاح الدكتور إسماعيل الشطي الكويت وتحدث فيها كلّ من الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور زياد حافظ ، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني، أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين باسم المقاومة اللبنانية ، مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر باسم المقاومة الفلسطينية.

الشطي

افتتح الدكتور الشطي الجلسة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الأمة.

حافظ

ثم تحدث الدكتور زياد حافظ الذي حيا الضيوف الذين يشاركون لأول مرة في أعمال المؤتمر المنعقد هذه السنة كإحدى محطات نشاطات القوى الشعبية العربية التي تحتفل بمئوية ولادة الرئيس جمال عبد الناصر.

وأضاف حافظ: تنعقد الدورة التاسعة والعشرون للمؤتمر القومي العربي في ظروف قاسية للمؤتمر من حيث الهجوم والمحاصرة الدائمة له، ومن حيث ضعف المساندة له على الصعيد السياسي والمعنوي وبطبيعة الحال على الصعيد المادي، لكن رغم كل ذلك فإنّ المؤتمر كان حاضراً خلال السنوات الثلاث الماضية كما في السنوات السابقة في مواكبة الأحداث في مختلف أنحاء الوطن العربي.

ومن دلالات ذلك الموقف المتقدم للمؤتمر هو مقاربته للأحداث في سورية حيث كان من الأولين الذين حذروا من تداعيات الهجوم على الدولة في سورية وموقعها وموقفها من قضايا الأمة المصيرية وفي طليعتها قضية فلسطين ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق. كما لم يغب عن المؤتمر مشروعية المطالب المحقة بالتغيير والإصلاح التي اختطفتها أجندات مشبوهة رغم مشروعيتها.

وتابع حافظ: كما ينعقد المؤتمر في ظروف سياسية جديدة تبشر بمستقبل مشرق لهذه الأمة رغم مظاهر التفتيت والتمزيق وفقدان التوازن للنظام الرسمي العربي. وهذه الرؤية تخالف السرديات التي تشكك في قدرة الأمة على مواجهة الأخطار وقد واجهتها فعلاً رغم التواطؤ الرسمي العربي . فثقافة الهزيمة ما زالت مسيطرة على عقول النخب الحاكمة ومن يدور في فلكها بينما تنجز الانتصارات في معارك فاصلة تخوضها الأمة. وهذا المستقبل المشرق يتبين لنا عبر تنامي القوى الشعبية في فلسطين المنتفضة ضدّ الاحتلال الصهيوني رغم محاولات تحالف الاستعمار القديم الجديد مع الرجعية العربية.

وأكد أنّ فلسطين كانت وما زالت وستستمر بوصلة هذه الأمة وبوصلة مؤتمركم فهي المعيار التي نقيم فيها العروبة والتحرر، والنهضة، وإقامة المجتمع العربي للكفاية والعدل وتكافؤ الفرص عبر تكريس الحرية والاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية، وذلك في إطار دولة الوحدة والتجدُّد الحضاري.

وتحدث عن خمسة محطات في تباشير هذا المستقبل المشرق لهذه الأمة: أولاً، أنه بدأ مع تحرير جنوب لبنان عام 2000 ومع استعادة الأرض المحتلة دون قيد ولا شرط ووفقاً للاءات الخرطوم عام 1967، ثانياً، تلازمت بعد أشهر من نصر أيار 2000 في لبنان مع انتفاضة الأقصى في أيلول من السنة نفسها، ثالثاً، إيقاف المشروع الأميركي في العراق وإسقاطه عبر المقاومة، رابعاً تكريس نصر أيار في صدّ العدوان على لبنان وهزيمته في تموز 2006، خامساً، تلازم حراك جماهيري في فلسطين مع مسيرة العودة والمستمرة حتى الساعة مع دحر وتقهقهر قوى العدوان. وهذه المحطات لم تكن لتحصل لولا صمود سورية أمام العدوان الكوني عليها، صمود تجاوز الأسطورة والملحمة، والتي تبشر بنشر ثقافة مناهضة لثقافة الهزيمة.

كلّ ذلك للتأكيد على أنّ المقاومة وثقافتها هي في صميم مشروعنا النهضوي العربي فلولا هذه المقاومة لما استطعنا أن نكون معاً اليوم ونتكلم معكم باللغة العربية، بحرية، وثقة، واعتزاز ولولا هذه المقاومة لما كنا نتجرأ التكلم عن مستقبل مشرق لأمتنا.

السفياني

وحيا السفياني، من جهته، المؤتمرين في دورتهم التاسعة والعشرين وقال: هذا انتصار بإصرار على عقد دوراته مهما كانت الظروف والملابسات، وهذا المؤتمر ينعقد في ظل أجواء معينة، ولعله يكون من أهم المؤتمرات لأنه يأتي في لحظة دقيقة جديدة من تاريخ أمتنا، لحظة ما يسمى بوعد ترامب الذي يأتي بعد مئة سنة من وعد بلفور في إطار ما يسمى بـ «صفقة القرن» والتي تهدف أساساً إلى تصفية القضية الفلسطينية وإجهازها على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتأتي أيضاً لضرب كلّ مكونات المقاومة والتصدي والعمل لتحرير الأرض والمقدسات والشعب الفلسطيني والعربي في أية بقعة من أرض وطننا العربي الكبير.

وأضاف السفياني: تعلمون أنّ أول خطوة نفذت في إطار ما يسمّى بصفقة القرن هي محاولة القول إنّ القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وبدأوا في هذا الموضوع رغم أهميته القصوى وبانتظار ما سيكون ردّ الفعل لدى الأمتين العربية والإسلامية، ومع كامل الأسف فإنّ صفقة القرن ليست خاصة بالكيان الصهيوني وهناك عملاء من داخل صفوف الأمة العربية الذين يعملون جاهدين من أجل تنفيذ مخططات الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ولذلك انتقل الأمر إلى إقرار ما يسمى بالدولة القومية لليهود والتي تعني ما تعنيه من إجهاز على حق العودة وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في الصمود على أرضه من كل حبة رمل من الأرض الفلسطينية، وفي هذا الإطار جاء قانون القومية، وفي نفس الوقت بذلت جهود تقضي بالعدوان على غزة وبالجرائم التي تقع على أرضنا الفلسطينية.

طبعاً ليس الأمر كله سواد لأنّ هناك المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني الذين ابتدعوا أساليب للمقاومة والذين اتخذوا قراراً بمسيرة العودة الكبرى حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.

وختم السفياني: في إطار هذا الجو الذي يخوض فيه الشعب الفلسطيني معركته في إطار صفقة القرن وإبقاء جذوة النضال، ينعقد هذا المؤتمر حتى تحرير فلسطين من أقصاها إلى أقصاها ولعلّ ما يستوجب هذا الظرف هو العمل لإسقاط كلّ ما يحكى عن التطبيع ولكشف كل الأسرار عن التطبيع والتي حاول البعض أن يضغط على السلطة الفلسطينية من أجل القبول بهذا المخطط الرهيب وفي هذا الوقت ينتفض الشعب الفلسطيني وفي هذا الوقت يسقط الشهداء بالآلاف والجرحى ويرتفع عدد الأسرى ويطلب منا أن نناضل من أجل إسقاط كل المعاهدات والاتفاقات وإلغاء كل الاتفاقات والتصدي لكل أشكال التطبيع معه ويتعين علينا أن نناضل سوياً في معركة المقاطعة والمحاصرة الدولية وفي محاصرة طرد الكيان الصهيوني من كلّ المحافل الدولية وملاحقة المجرمين الصهاينة في كل أنحاء العالم.

صالح

وأشار صالح، من جهته، إلى أنّ انعقاد المؤتمر يأتي وأمتنا والعالم يشهدان تحوّلات هامة ومصيرية. فالقضية الفلسطينية قضية الأمة الأولى تتعرّض لأعتى هجمة وجودية تهدّدها وتضعها على مشارف التصفية من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة أبدية لـ «إسرائيل» إلى صفقة القرن الترامبية إلى قرار «القومية اليهودية» العنصري الذي يلغي حق العودة وينذر بتهجير أبناء فلسطين وإقامة وطن بديل لهم. كلّ ذلك يجري في ظلّ صمت دولي وتواطؤ وتآمر مفضوحين من أنظمة عربية تهرول إلى تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني والتنسيق والتعاون معه تحت حجج وأعذار واهية وفي ظلّ خلق عدو وهمي للأمة.

أضاف: لكن رغم كلّ هذه التحديات الجسيمة فإنّ شعب فلسطين الأبي وقواه الحية يبتدع الوسائل ويواصل انتفاضة ومسيرة العودة ويواجه الكيان الصهيوني الغاصب بالبالونات الحرارية وبالطائرات الورقية وبعمليات القصف والقنص والطعن والدهس، ما يجبر العدو على المطالبة بهدنة رغم إمكانياته العسكرية الكبيرة.

وتابع صالح: إنّ شعباً يمتلك هذه الإرادة الصلبة وهذا التصميم على التضحية والاستشهاد جدير بتحقيق النصر. لأنّ الدماء التي تجري في عروقه عينها ليست ملكاً له بل هي وديعة الأمة فيه متى طلبتها وجدتها ولكي نحفظ هذه الدماء لا بدّ لنا من التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة المقاومة والانتفاضة ومغادرة منطقة التنازلات والمفاوضات لأنّ الصهاينة والأميركيين بقراراتهم العنصرية الجائرة أسقطوا ورقة المفاوضات ووضعوا الأمة أمام تحدٍّ وجودي لا يمكننا مواجهته إلا بخيار المقاومة التي هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.

وتطرق قاسم إلى الوضع في العراق، وقال: في العراق تمكن العراقيون والجيش العراقي والقوى الحليفة من تحرير كامل التراب العراقي من رجس داعش وأخواتها وعاد العراق إلى وحدته الجغرافية لكن المطلوب اليوم بذل الجهود الحثيثة لتكريس وحدة المجتمع بين جميع أبناء العراق.

وفي الشأن السوري قال: إن الجيش السوري وحلفاءه يسطرون أروع الملاحم ويحققون الانتصار تلو الانتصار على المجموعات التكفيرية ويحرّرون القسم الأكبر من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى وما يجري في جنوب سورية اليوم يشكل منعطفاً بارزاً في الحرب الكونية التي شنّها أعداء سورية الأميركيون والغربيون والصهاينة والدول الرجعية العربية رغم الاعتداءات الصهيونية والتفجيرات المجرمة المدانة التي شهدتها محافظة السويداء والتدخل العسكري السافر من الأميركيين والأتراك، فيما الشعب السوري يثبت أنه مصرّ على دحر الإرهاب واستعادة سيادة الدولة على مجمل الجغرافيا السورية.

أما بالنسبة إلى اليمن، طالب قاسم بوقف الحرب العبثية عليه ووقف الحصار وارتكاب المجازر التي تحصد الآلاف من الشهداء دون أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب.

عز الدين

وأشار الشيخ عز الدين إلى أنّ المؤتمر يتزامن مجموعة من المناسبات فنحن في رحاب مئوية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأيضاً في ذكرى استشهاد يوسف العظمة في ميسلون، وفي رحاب عدوان تموز والانتصار الذي حصل في تموز.

وأضاف عز الدين: هذه العناوين أو الذكريات الثلاثة التي تلتقي على جوهر واحد وهو أنّ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق وأنّ الشهادة هي التي تقدم الدماء لأجل أن نحيا أحراراً وبكرامة.

وتابع: هذا الانعقاد يأتي في وقت تمر فيه أمتنا ومنطقتنا ووطننا العربي في تحولات حساسة ودقيقة للغاية ولذلك لا بد، وهذا ما نتمناه لهذه الدورة المنعقدة ولهذا المؤتمر الكريم، من الخروج بمجموعة من المواقف الواضحة والمواقف القاطعة والمواقف التي تشكل رافداً معنوياً للذين ينتشرون في ساحات وميادين الدفاع عن كرامة هذه الأمة.

وبالنسبة إلى فلسطين، قال عز الدين: مما لا شك فيه رغم كلّ ما نسمع وكل ما نقرأ حول صفقة القرن التي حتى اللحظة لم يجرؤ أحد على البوح بها، ومما نقرأ عن صفقة القرن إما عن تسريبات وإما عن تهريبات من هنا وهناك وإن كان في بعض مضامين الإجراءات الأمنية والسياسية والعسكرية التي يقوم بها هذا العدو تؤشر إلى أنّ هناك مؤامرة كبيرة على القضية الفلسطينية، مع ذلك نحن نستطيع أن ننظر إلى النصف الفارغ من كوب الماء بل إلى النصف الملآن لنرى أن العدو هو صاحب المشروع والتآمر والفتنة التي يريد من خلالها زج قدرات هذه الأمة من صراعات وتفتيت وتقسيم وتجزئة لهذه الكيانات. نحن نجد أنّ في المقابل بالنسبة لفلسطين وشعب فلسطين أن هذا الشعب الجبار هذا الشعب الذي استطاع على مدى هذه العقود من السنوات أن لا يستكين ولا يستسلم ولا يقبل بالذل ما زال في الميدان يواجه الآلة العسكرية كما يواجه المخططات السياسية والحصار الاقتصادي بكل إباء وشرف وكرامة.

وعن سورية، قال عز الدين: إنّ ما نشهده اليوم في سورية ونحن على أبواب إعلان النصر النهائي على المؤامرة التي دبرت في ليل على سورية من أجل تفتيها وتقسيمها، اليوم سورية استعادت أغلب الأراضي، وما حصل في جنوب سورية هو انهيار سياسي قبل أن يكون عسكرياً، والذي حاول العدو الصهيوني أن يفرضه من خلال تحريضه الدائم والمستمر لفرض معادلة عدم تواجد القوات الإيرانية والقوات حزب الله والمقاومة في سورية، فإذ بهذه المعادلة تسقط من خلال قمة ترامب وبوتين. لقد أرادوا أن يخرجوا إيران والمقاومة فبقيتا وهزموا هم .

والأمر الثاني أنّ ما جرى ويجري في سورية سيرسم ملامح نظام دولي جديد وملامح إقليمية جديدة، لذلك عندما نتحدث عن طبيعة المشروعين اللذين يتصارعان في سورية، نجد أن الإدارة الأميركية هي بحالة تراجع وهزيمة في هذه المنطقة فمستقبل هذه المنطقة هو لنا لمحور المقاومة، هو للجماهير والشعوب التي تؤمن بحريتها واستقلالها الوطني.

الطاهر

وتحدث الطاهر فحيا باسم المقاومة الفلسطينية الذكرى المئوية للرئيس عبد الناصر الذي خاطب الأمة العربية بكلمة ارفع رأسك يا أخي فقد ولى عهد الاستعمار، واليوم نجد أنظمة عربية متآمرة متواطئة تطلب من جماهيرنا ومن أمتنا أن تحني رؤوسها تبدّد ثروات الأمة وتتآمر بشكل علني على كلّ قضايا الأمة وليس فقط قضية فلسطين، بدل مواجهة الكيان الصهيوني يدمرون سورية واليمن وليبيا ودمروا قبل ذلك العراق، فقد بتنا أمام أنظمة عربية متواطئة تشكل خطراً حقيقاً على الأمن القومي لكننا نحن أبناء شعب فلسطين نقول للرئيس جمال عبد الناصر الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم مسيرات العودة على أرض قطاع غزة مئات الشهداء وآلاف الجرحى فهناك أنظمة عربية لوقف الطائرات الورقية. فـ»إسرائيل» تطالب بوقف الطائرات الورقية وتهدّد بشن حرب على قطاع غزة .

وطالب طاهر بالوحدة الفلسطينية وإيقاف كافة أنواع المفاوضات ووقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني الذي يجب أن تكون الثورة هي المنطلق لتحرير الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى