ظریف للأوروبيين: عليكم أن تتخذوا القرار إما مصالحكم أو المصالح الأميركية وتنجرّوا وراء ترامب..

قال وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف في اجتماع مع السفراء والنشطاء الاقتصادیین: «الأمیركیون مدمنون على فرض الحظر، وتاریخ العلاقات الخارجیة الأمیركیة یكشف أنهم فرضوا المزید من العقوبات على مختلف الدول».

ودعا ظريف الدول والمنظمات الدولية إلى «عدم إجراء خطوات تحول دون تنفيذ القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي».

وخاطب ظريف الدول الأوروبية قائلاً: «إنّ القطاع الاقتصادي والمصارف والحكومات في قارتكم عليها جميعاً أن تتخذ قرارها إما أن تتابع مصالحها وإما أن تتابع المصالح الأميركية وتنجرّ وراء مصالح ترامب».

وأعرب ظريف عن «اعتقاده بوجود شرخ وفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة يمكن توظيفها»، رافضاً «أن تكون إيران جسراً يربط بين أوروبا والولايات المتحدة ويملأ هذا الشرخ».

وأضاف ظریف في الاجتماع المشترك الأول للسفراء ورؤساء ممثلیات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع رجال الأعمال من القطاع الخاص: «نحن الآن فی ظرف نستطیع فیه تحسین الوضع أفضل من السابق لأن العالم إلى جانبنا».

وتابع: «الآن، هناك فرصة للتغلب علي الوضع الحالي من خلال توحید جمیع قوى الدولة»، وقال: «یمكننا أن نحوّل الضغوط الي فرص من خلال زیادة الإنتاج الوطني وزیادة الصادرات غیر النفطیة، وفي الأشهر القلیلة المقبلة سوف نظهر للأمیركیین أنه ینبغي علیهم ترك هذا الإدمان».

وأضاف ظریف: «على الرغم من كل القدرات الاقتصادیة والسیاسیة لأمیركا، لكن هذا البلد یشعر بأنه في عزلة حالیاً فهو بحاجة إلى استخدام ضغوط سیاسیة واضحة للغایة من أجل النهوض بسیاساته».

وأشار إلى أنه «في الماضي، عندما یصوّت الأمیركیون على فرض عقوبات ضدّ إیران، لم یكونوا یواجهون أية مقاومة من دول أخرى، بل إنّ الآخرین وبالإضافة إلى مسایرة العقوبات الأمیركیة، كانوا یفرضون عقوباتهم أیضاً».

وتابع: «أبعد من ذلك، كانت هناك عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي ضدّ إیران التي من شأنها أن تُكمل لیس العقوبات الأمیركیة فحسب، بل أیضاً تمنح مظلة عالمیة لقرارات واشنطن، كما یمكن للأمیركیین أن یقولوا للدول المختلفة، العقوبات التي نفرضها هي في ضوء العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ویمنحونها صبغة شرعیة».

وحذّر ظريف العالم من «مخاطر ما تقوم به الولايات المتحدة في ظل الظروف الراهنة» مؤكداً أنّ «إيران لديها طرق وحلول تسمح لها بتوفير متطلباتها».

ورأى الدبلوماسي الإيراني أن «تعاون الشركات المتوسطة والصغرى الأوروبية مع الشركات الإيرانية فرصة تخدم القطاع الخاص الإيراني وتساعد على تنميته»، داعياً البعثات الإيرانية خارج البلاد لـ»تقديم الدعم لرجال الأعمال الإيرانيين لينجحوا في تصدير سلعهم وتوفير المواد الأولية لمنتجاتهم وتسهيل استيرادها».

وقال ظريف: «إنّ إيران تتمتع بالأمان رغم الضغوط الأميركية في حين أنّ الدول الجارة لها جعلت أمنها رهناً بحماية ودعم دول أجنبية»، مذكراً بما قاله ترامب عن هذه الدول بأنها «معرّضة للفناء إن سحبَت واشنطن دعمها لها لأسبوعين فقط».

من جهة أخرى، أكد الحرس الثوري الإيراني «أن طهران قادرة على إغلاق مضيق هرمز والتأثير على مستوى الأمن في الممرات المائية في المنطقة كلها».

وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية، العميد يد الله جواني، تعليقاً على إمكانية أن تغلق إيران مضيق هرمز: «إن أراد الأميركيون أن يمارسوا بلطجتهم ضدنا فإنه من الطبيعي أن تقوم القوات المسلحة الإيرانية بما يلزم مستخدمة كل ما لديها من قدرة وجهوزية من أجل الحفاظ على المصالح القومية الإيرانية، ولذلك إن هددوا مصالحنا فسنهدد مصالحهم».

وشدّد جواني على أن «الوضع الجيوسياسي لإيران وحضورها الحساس في المنطقة هو الضامن لتأمين أمن الممرات المائية بما في ذلك البحر الأحمر».

وصرّح العميد الإيراني: «هذا الأمن يتأثر بشكل مباشر بإرادة النظام السياسي في إيران، وبناء عليه عندما تلجأ دولة ما إلى تهديدنا بمنع صادراتنا من النفط فلتنتظر منا تهديداً متبادلاً، وموثوقاً».

وأضاف جواني: «لقد أظهرت الحقائق في العقود الأخيرة أن من أهم أسباب انعدام الاستقرار في المنطقة التدخلات الخارجية والمجموعات المرتبطة بالخارج وبدول من خارج المنطقة».

وأكد مساعد قائد الحرس الثوري: «لقد شاهدنا نماذج من هذا الانفلات الأمني في كل من سورية وباكستان والعراق وأفغانستان، واليوم يتمتع الممر المائي في الخليج الفارسي ومضيق هرمز بالأمن المناسب من أجل نقل الطاقة والنفط. ولقد أكد العديد من الخبراء في العالم على الدور المحوري الذي تلعبه إيران من أجل إرساء الأمن في هذه المنطقة».

وتختتم بالقول: «يرجع تحقيق هذا الأمر إلى الموقف الاستراتيجي لإيران وإشرافها على الممرات المائية في هذه النقطة من العالم وما تمتلك من القدرات، وإلى إرادة نظامها السياسي المستقر».

ويأتي هذا التصريح في ظل تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على كل الدول التي ستواصل شراء النفط من إيران، التي تعهدت من جهتها بأنها لن تسمح، من خلال إغلاق مضيق هرمز، لأي جهة أخرى بتصدير النفط من الخليج العربي حال تطبيق الولايات المتحدة عقوباتها.

كما توتر الوضع بشكل ملحوظ في منطقة مضيق باب المندب التابع للبحر الأحمر على خلفية تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم من قبل قوات الحوثيين المدعومين من إيران في حرب اليمن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى