موسكو تنتقد رفض واشنطن حضور «سوتشي».. وتطالب بعدم عرقلة عودة اللاجئين لوطنهم

انتقدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، رفض الولايات المتحدة إيفاد ممثلين عنها للمشاركة في لقاء سوتشي حول سورية بصفة مراقب، بناء على دعوة موسكو.

وفي ردها على سؤال حول تقييم موسكو قرار واشنطن عدم المشاركة في اللقاء الدولي العاشر حول سورية ضمن «صيغة أستانا»، قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا: «إنه رد مؤسف، علماً أن هناك تأكيدات تسمع من واشنطن دوماً عن استعدادها للمساهمة في إطلاق العملية السياسية في سورية».

وأشارت المتحدثة إلى أن هذه العملية هي التي يركز عليها اللقاء في سوتشي، مضيفة أن موسكو لم تنظر أبداً إلى «ساحة أستانا» على أنها بديل عن صيغة جنيف، بل اعتبرتها ساحة من شأنها أن تسهم بشكل ملموس في تحقيق تقدم في هذا المسار، بناء على قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي.

وقالت زاخاروفا إن موسكو ترى في رفض الولايات المتحدة إيفاد ممثلين عنها إلى سوتشي محاولة للتقليل من شأن «صيغة أستانا»، «والحطّ من نتائج جهود وساطة ليس في مقدور واشنطن السيطرة عليها».

وذكرت زاخاروفا أن دعوة الولايات المتحدة إلى تقديم ساحة جنيف على كل الساحات الأخرى، بذريعة دعم مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا، تبدو سخيفة، نظراً لمشاركة المبعوث نفسه في أعمال لقاء سوتشي.

ويأتي الاجتماع الذي انطلق أمس، في مدينة سوتشي الروسية ويستمر على مدى يومين، في إطار اللقاء الـ10 بـ»صيغة أستانا» بشأن التسوية السورية.

ويشارك في المحادثات ممثلو الدول الضامنة للهدنة في سورية روسيا وإيران وتركيا . ويرأس الوفد الروسي المبعوث الخاص للرئيس إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، والجانب التركي نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، ووفد إيران، مساعد وزير الخارجية، حسين جابري أنصاري.

ويمثل الأمم المتحدة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، برفقة فريق من خبراء الأمم المتحدة لتقديم المساعدة التقنية للبلدان الضامنة، وخاصة بشأن المعتقلين والمختطفين والمفقودين.

وجرت الجولة الـ9 من المفاوضات حول سورية في العاصمة الكازاخستانية أستانا خلال يومي 14 و15 مايو الماضي. وأسفرت تلك الجولة عن إصدار الدول الضامنة بياناً مشتركاً، يشير، على وجه الخصوص، إلى أن اللقاء المقبل لمجموعة العمل لشؤون المحتجزين سيعقد في أنقرة، وأن الجولة المقبلة للمفاوضات حول سورية في إطار أستانا ستجري في يوليو، إلا أنها خلافاً لسابقاتها ستعقد في سوتشي وليس في العاصمة الكازاخستانية. وعلاوة على ذلك، اتفقت الدول الضامنة على أن تجري مشاورات مع ممثلي الأمم المتحدة وأطراف النزاع في ما يخص بداية عمل اللجنة الخاصة بصياغة دستور جديد لسورية.

وفي السياق، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مؤتمر سوتشي حول سورية، ألكسندر لافرينتييف، أن مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية تخطو تدريجياً إلى الأمام ودعا لعدم عرقلة عودة اللاجئين السوريين لوطنهم.

وأكد لافرينتييف، في مؤتمر صحافي عقده أمس، على هامش اجتماع سوتشي، إلى أنه بمشاركة الوفود من الدول الـ3 الضامنة لعملية أستانا السلمية، أي روسيا وتركيا وإيران، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الذي يرافقه «فريق كبير»، ويحضره ممثلون عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك الوفدان من الحكومة والمعارضة السوريتين.

وأضاف: «لقد بدأنا مشاورات مكثفة بشكل اجتماعات ثنائية، للدول الضامنة». وأشار إلى أن «الاهتمام الأساسي يجري تركيزه حالياً على قضية الإصلاح الدستوري، وقد انعقد هنا يوم 31 يناير مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تم خلال اتخاذ قرار لتشكيل لجنة دستورية لدفع عملية الإصلاح الدستوري نحو الأمام»، وأضاف مشدداً: «لقد مرّت بعد ذلك 6 أشهر ونقترب من تحقيق تقدم إيجابي باطراد في هذه المسألة».

وتابع لافرينتييف: «منذ حوالي شهر ونصف الشهر قدّمت الحكومة السورية قائمة لمرشحيها إلى عضوية اللجنة، وقبل أسبوعين تم تسليم قائمة مماثلة من قبل المعارضة، ويجري حالياً بحث مسألة مشاركة المجموعة الثالثة والمهمة بما فيه الكفاية والتي تتضمن ممثلين عن المجتمع المدني السوري».

وأوضح أن بعد مرحلة تشكيل اللجنة سيجري التطرّق إلى قواعد وآليات عملها، لكن ذلك يعدّ «مسألة مستقبل»، وشدّد على أن روسيا وتركيا وإيران «تسعى لتقديم كل إسهام ممكن لجهود دي ميستورا الرامية لإطلاق الإصلاح الدستوري».

وعلى صعيد آخر، أشار لافرينتييف إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تركوا بلادهم فراراً من الحرب منذ العام 2011 يصل حاليا إلى حوالي 6.7 ملايين شخص، معتبراً أن «الناس السوريين يريدون الآن العودة إلى دورهم» في ظل تقدم عملية إرساء الاستقرار في سورية.

وأوضح رئيس الوفد الروسي أن الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين يتمركز في دول الجوار، مبيناً أن الأردن يستضيف حالياً نحو مليون منهم، ويستقبل لبنان أكثر من مليون، فيما يوجد على أراضي تركيا حوالي 3.5 ملايين، بالإضافة إلى الذين هربوا إلى الدول الأوروبية.

وشدد لافرينتييف على أن من «مصلحة هذه الدول، بما في ذلك الأوروبية، مساعدة عملية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم من خلال خلق ظروف ملائمة لذلك».

وأكد الدبلوماسي الروسي أن «هذه العملية يجب أن تكون طوعية»، وعدم عرقلة عودة السوريين إلى وطنهم أو إعاقة هذه العملية بطريقة اصطناعية».

ولفت إلى أن هذه المسائل كلها تجري مناقشتها حالياً في سوتشي، بما في ذلك مع ممثلي الأمم المتحدة وكذلك بين الدول الضامنة لعملية أستانا.

كما أشار إلى أن اهتماماً كبيراً يتم أيضاً إيلاؤه لمسألة تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة السوريتين، خاصة في إطار جلسات فرق العمل الخاصة بتبادل الأسرى وجثث القتلى والبحث عن المفقودين. وأضاف أن هذه القضية أيضاً مهمة للغاية معرباً عن أمله في تحقيق تقدم معين فيها خلال اجتماع سوتشي.

أفادت مصادر مقربة من مفاوضات سوتشي حول تسوية الأزمة في سورية بوصول وفد المعارضة السورية إلى المؤتمر الذي يعتبر الجولة الـ10 من العملية التفاوضية الجارية في إطار منصة أستانا.

وفي غضون ذلك، لقد أجرى الوفد الروسي برئاسة لافرينتييف، ، مشاورات في سوتشي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وذلك بمشاركة نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين.

وأكد دي ميستورا أنه سيناقش إنشاء اللجنة الدستورية السورية خلال لقاء سوتشي بصيغة أستانا. وقال للصحافيين رداً على سؤال بخصوص موضوع اللجنة الدستورية: «طبعاً لأنه أمر هام».

كما دعت وزارة الخارجية الروسية مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين إلى الاجتماع في سوتشي.

من جهة أخرى، دعا مجلس سورية الديمقراطية، الجناح السياسي لتنظيم «قوات سورية الديمقراطية»، كافة القوى السياسية للانضمام إلى الحوار السوري السوري من أجل وقف الحرب في البلاد.

وجاء في بيان المجلس الصادر أمس: «عقد مجلس سورية الديمقراطية، اجتماعاً موسعاً لجميع القوى والأحزاب السياسية المنضوية في المجلس، في مقرّه في مدينة الدرباسية.. وتمت مناقشة كافة الجوانب المتعلقة بلقاء وفد مجلس سورية الديمقراطية مع وفد الحكومة السورية في العاصمة دمشق «.

وأشار المجلس إلى أن القوى والأحزاب السياسية فيه أكدت خلال اجتماعها على أهمية هذا اللقاء كـ «بادرة للحل السياسي، وضرورة استمراريته على مبادئ راسخة ومتينة تخص كافة جوانب العملية السياسية وأن ما سيتم انجازه في الجانب الخدمي والفني يعد نقطة ارتكاز لبناء الثقة وحسن النية بين الطرفين، ومن شأنه أن يفتح الآفاق باتجاه تسوية سياسية شاملة وكاملة لسورية كلها».

ميدانياً، حررت وحدات الجيش السوري بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا جنوب ، بعد عملية عسكرية قضت خلالها على آخر تجمّعات لـ»داعش» هناك، حسبما أفادت وكالة «سانا» الرسمية.

وأوردت الوكالة أن قوات الجيش دخلت الشجرة، المعقل الرئيس للتنظيم في حوض اليرموك، من محورين، الأول من جهة قرية عابدين شمال غرب البلدة والآخر من جهة تل غيتار وعين غزالة إلى الشرق والشمال الشرقي منها.

وبيّنت «سانا» أن تكتيكاً خاصاً اعتمدته الوحدات العسكرية أفقد المسلحين «القدرة على المناورة وحطمت جميع خطوط الصد وتعاملت بشكل مناسب مع المفخخات والإرهابيين الانتحاريين الذين حاولوا استهداف وحدات الاقتحام لوقف تقدّمها»، مشيرة إلى أن التنظيم تكبّد خسائر كبيرة بالآليات والعتاد والأفراد، لتنتهي الاشتباكات العنيفة بتحرير الشجرة.

إلى ذلك حققت وحدات الجيش تقدماً كبيراً في قرية عابدين إلى الغرب من بلدة الشجرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى