ترامب يعرض التفاوض مع إيران بدون شروط… مشيخات الخليج ماذا أنتم بفاعلين؟

عنتريات ترامب وشروط بومبيو الاثنا عشر، والعقوبات غير المسبوقة في التاريخ، واحتمالات الحرب الإقليمية والأميركية لإسقاط إيران، وتشغيل الفوضى في العراق، والرهان على انتفاضات الشعب الإيراني وانشقاقات المؤسسة الحاكمة والدينية والتهويل الإماراتي السعودي بغزو إيران القارّة والثورة والدولة المتحوّلة إلى فضائية ونووية وتصنيع السلاح الاستراتيجي… أوهامٌ لم تستغرق الكثير من الوقت، ولو شغلت الإعلام والإعلام الجديد، و«عجقت» الهواء بملايين التصريحات والتنظيرات…

كلّ ذلك سقط بنفخة هواء، فقد ردّت إيران، بإعلان رئيسها في زيارته لأوروبا: لن نجوع وحدنا ولن يخرج نفطٌ من الإقليم إنْ مُنِعَت إيران من تصدير نفطها ثم حمل ولايتي رسالةً مشتركةً من الرئيس والقائد إلى موسكو، وأعلنت موسكو إسناد إيران بخمسين مليار دولار من الاستثمارات، وأنها جزءٌ من حلفٍ عالميٍّ استراتيجيٍّ ولن تخرج من سورية، بل وسيصل الجيش السوريّ والخبراء الإيرانيون وحزب الله إلى خطوط التماس مع الجولان، ومع الأردن والإرهاب «الإسرائيليّ» الأميركيّ سيُسْحَق لا غير، والجيش السوري على الحدود ويقرّر بسيادة وحرية تامة من يكون معه…

فالأمر برمّته لم يحتج إلا لتصريحاتٍ إيرانيّة بأنها جاهزة للحرب، وليكن ما يكون، ولن يكون إلّا النصر…

واحتاج الأمر إلى صاروخ بر بحر من الحوثيين استهدف، كما أعلنت أنصار الله، بارجةً حربيةً معتدية ونُشرت صورٌ للعملية…

ارتهبت السعودية وأدركت أنها تغامر وتشعل النار بنفسها وبمشيخاتها وحلفائها، فسارعت إلى الإعلان عن وقف صادرات نفطها من باب المندب في محاولةٍ لاستجداء التدخلات العالمية لإخراجها من ورطة اليمن وحفظ ماء وجهها، ولأنها لم تعد ذات شأنٍ وتخسر في سورية والعراق وآسيا وفي كلّ مكان، بدأت تأكل نفسها وينقلب ملكها على ولي عهده، ويعلن التزامه بما يقرّره الفلسطينيون في كذبة صفقة القرن، فانهارت رهاناتها وحلفها على التطبيع مع «إسرائيل» وتلبية حاجات نتنياهو المهزوم في سورية والمهدّد ببقائه في الحياة السياسية، ووضعت مصر يدها متفرّدةً على الملف الفلسطينيّ «المصالحة» ولم يعد لأردوغان وإمارة قطر الغازية الافتراضية أيّ تأثير وقد سلّمت حماس الاخوانية أوراقها لمصر «ولهذا بحثٌ آخر».. وأعلنت مصر أنها لا تقبل بصفقة القرن ولن تمرّ أبداً…

الإمارات تقرّر الانسحاب من اليمن، فدرّتها دبي في حالة انهيارية ستعلن قريباً، ويصير الأمر مختلفاً في التوازنات الخليجية بينما الكويت رتّبت أمرها مع الحلف الصاعد الصين وروسيا وسورية وايران ، وسلطنة عُمان على الخط…

باكستان خرجت من الوهابية وأعلنت أنها لن تلتزم شروط واشنطن لحصار إيران وفعلتها تركيا لحاجاتها وليس لأيّ شيء آخر…

ماذا تبقّى لترامب؟ فإيران لن تهزم بالحصار، ولا بالأزمات، واستهدافها من الخارج مستحيل، فحربه عليها كحلم إبليس بالجنة… والصين وروسيا والأخريات بما في ذلك أوروبا واليابان، قرّروا جميعاً ردّ الصاع وخوض الحرب العالمية الاقتصادية ردّاً على إجراءات ترامب وإعلانه الحرب فلاذ بالتغريدة وبطلب المعذرة والصفح من إيران واستجداء اللقاء في الزمان والمكان اللذين تقرّرهما الإدارة الايرانية وشرطه أن لا تشترط إيران شروطاً مسبقة… إذاً، إيران التي تشترط مسبقاً وليس أميركا أو «اسرائيل»…

قلناها وكرّرناها ولم نرتهب من الحملات الإعلامية والفبركات والأكاذيب والتهويل… إنه زمن المقاومة وانتصاراتها… فابحثوا في مستقبل مشيخات الخليج وأسرها البائدة، ولا تنسوا فريق 14 آذار في لبنان وعجز الرئيس المكلف عن التأليف…!

التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى