العربدات السياسية لا تحجب الاحتفال بعيد الجيش

عمر عبد القادر غندور

منذ اختطاف الرئيس سعد الحريري وإجباره على تقديم استقالته المتلفزة من الرياض، ورغم مرور ثمانية أشهر على هذا الحدث، ما زال لبنان يفتش عن حكومة لم تبصر النور إلى الآن، وكأنّ مفاعيل «استقالة الرياض المتلفزة» ما زالت تؤتي أُكلها مع تبدّل في مواقع المعتمدين «أميرياً»، ولسنا متأكدين من تقدّم سمير جعجع على الرئيس المكلف كمعتمد يأتي في المقام الأول!

وإلا لِمَ هذه العرقلة القواتية لتأليف الحكومة؟ ولماذا يتحاشى الرئيس الحريري «المونة» على صديقه جعجع؟

ولعلّ الأخير اكتسب مؤازرة محلية إضافية من النائب السابق وليد جنبلاط الذي أكد طلاقه مع الدولة السورية متهماً إياها بتدبير مجزرة السويداء وضواحيها، وهو ما يروق لجعجع ويجعله أكثر ارتياحاً و… بحبوحة…

ولكن…

مع كلّ هذه التعقيدات المصطنعة التي يفرضها الارتهان لهذا وذاك، يفرض علينا الواجب في الأوّل من آب أن نتوقف عن استعراض هذه العربدات، ونحيّي الجيش اللبناني في عيده الثالث والسبعين ونتذكّر بداية جيشنا الوطني في نواته الأولى عام 1926 إلى اكتمال هيكليته في العام 1943 تاريخ استقلال لبنان، إلى وضعه بتصرف الحكومة اللبنانية عام 1945، وننحني أمام عطاءاته وشهدائه في المعارك التي خاضها ابتداء من مشاركته في حرب فلسطين 1948، إلى جرّه إلى أحداث اتفاق القاهرة 1969، إلى توريط منظمة التحرير معه عام 1973، إلى حربه في جرود الضنية عام 2000، إلى حرب تموز 2006، إلى حرب نهر البارد 2007 في مواجهة الإرهاب، إلى معركة جرود عرسال المظفّرة 2017، إلى يومنا حيث تكتمل صورة الجيش الوطني الحامي للاستقلال والوطن والاستقرار والصامت الأكبر والمضحي الأكبر…

التحية القلبية لقائد الجيش والضباط والأفراد والانحناء للشهداء الأبرار.

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى