لافروف: واشنطن تربط مشاركتها في إعادة الإعمار بالعملية السياسية.. والصفدي ولودريان يؤكدان الحل السياسي للأزمة السورية

أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن واشنطن تتعامل بتحفظ مع مسألة المشاركة في إعادة إعمار سورية لتوفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين، وتربط مشاركتها هذه بانطلاق العملية السياسية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام اجتماع «روسيا – آسيان» أمس، إن واشنطن وبروكسل مستعدتان حاليا فقط لتقديم المساعدات الإنسانية لسورية، على أن تشاركا في إعادة الإعمار بعد الانتهاء من عملية الانتقال السياسي في هذا البلد.

واستغرب لافروف موقف الاتحاد الأوروبي حيال إعادة الإعمار، وقال إنه لو تطلع الاتحاد إلى مصلحته، لكان مهتماً بتأمين الظروف اللازمة لعودة اللاجئين من أراضيه إلى سورية. وأضاف أن بلاده تجري مفاوضات بشـأن عودة اللاجئين السوريين مع الأردن وتركيا، اللتين استقبلتا عدداً كبيراً منهم.

وأكد لافروف أن جميع محاولات اللاعبين الخارجيين تقرير مصير سورية بالنيابة عن السوريين أنفسهم مسألة غير بناءة، لافتاً إلى أن روسيا عازمة على تقديم المساعدة لتشكيل قائمة المجتمع المدني في اللجنة الدستورية السورية.

بالتزامن مع حل مسألة اللاجئين، أشار لافروف إلى أهمية القضاء على الإرهاب في المنطقة، وقال: «العمل يجري على قدم وساق، ولا يزال هناك الكثير للقيام به بالتزامن مع القضاء على الإرهابيين الذين ما زالوا في إدلب على وجه الخصوص».

يُذكَر أن الجيش السوري نفذ منذ منتصف يونيو الماضي عملية لفرض سيطرته على الجزء الجنوبي من سورية، بالتزامن مع عمليات مصالحة وطنية أطلقتها الحكومة السورية في المنطقة، ومن المتوقع أن ينتقل الآن إلى الشمال السوري وتحديداً إلى إدلب لتحريرها من الإرهاب.

وفي السياق، أكد وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية واستناداً إلى نتائج جنيف.

وقال الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي في عمّان، «متفقون على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية واعتماداً على نتائج جنيف.. يجب إنهاء معاناة الشعب السوري عبر حل سياسي للأزمة».

وحول المعابر الحدودية بين البلدين أكد الصفدي أن دمشق لم تطلب من عمّان إلى الآن فتح الحدود المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى أن بلاده ترحّب بفتح الحدود، «حتى الآن لم تطلب منا الدولة السورية فتح الحدود، وتم الحديث مع روسيا بهذا الخصوص.. نحن نرحّب بفتح الحدود وفي انتظار طلب الحكومة السورية فتح الحدود والتشاور معها حول هذا الموضوع» .

من جهته قال الوزير الفرنسي إن بلاده تعمل مع الأردن لوضع خطة طريق تسمح بالخروج من الأزمة والوصول لحل سياسي في سورية.

وأشاد الوزير الفرنسي بمواقف الأردن في استقبال اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن الأولوية الضرورية لمساعدة الأردن في تأمين احتياجاته، «سنقدم مليار يورو من القروض للعام 2019-2021».

إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مناطق وجود القوات الأميركية في التنف قرب الحدود السورية العراقية شهدت في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً لعدد إرهابيي «داعش».

وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي في بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية أمس، أن منطقة التنف التي تنتشر فيها قوات أميركية تشهد ازدياداً لعدد إرهابيي تنظيم «داعش» الذين يحاولون الانطلاق من تلك المنطقة لشن هجمات على بلدات في السويداء وريف دمشق وتدمر شرق حمص ودير الزور.

ولفتت الوزارة إلى أن الإرهابيين يستخدمون مخيم الركبان للمهجرين قرب الحدود السورية الأردنية بجوار انتشار القوات الأميركية ملجأ لهم محذراً من خطورة الوضع في المخيم، حيث يعاني نحو 60 ألف مهجر ظروفاً معيشية صعبة.

ودعت الوزارة الولايات المتحدة التي تنشر قواتها في منطقة التنف الى تأمين الدخول الإنساني إلى المخيم في أسرع وقت وتسهيل عودة المهجرين إلى قراهم وبلداتهم والعمل على إغلاق قاعدتها في منطقة التنف.

وأشارت الوزارة إلى أن عمليات الجيش العربي السوري في جنوب سورية أدت إلى القضاء على وجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في السويداء ودرعا والقنيطرة، حيث نفذ الجيش عملياته بناء على مطالبة السكان بتوفير الحماية لهم من أنشطة إرهابيي التنظيمين المدرجين على قائمة الإرهاب الدولية.

وأوضح البيان أنه في ظل عدم قيام الولايات المتحدة والأردن بأي خطوات لاستقرار الوضع بموجب التزاماتهما كدولتين ضامنتين لمنطقة تخفيف التوتر جنوب سورية استطاع الجيش السوري تحرير المنطقة. الأمر الذي هيأ الظروف لعودة المهجرين إلى منازلهم في القرى والبلدات التي تشهد حالياً عمليات إزالة الألغام وإعادة البناء وتأهيل المرافق الاجتماعية والاقتصادية.

وفي سياق متصل أعربت الوزارة في بيانها عن القلق إزاء تصعيد الأوضاع في منطقة تخفيف التوتر في إدلب نتيجة استهداف التنظيمات الإرهابية مواقع للجيش السوري والمناطق السكنية في حلب وحماة واللاذقية.

واستهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب خلال الأيام الأخيرة بالقذائف الأحياء السكنية في حلب وشمال حماة، إضافة إلى محاولة الاعتداء بطائرات مسيرة على قاعدة حميميم في اللاذقية.

إلى ذلك، رفض مصدر دبلوماسي روسي اتهامات المفوضية الأممية لحقوق الإنسان السلطات السورية بتعزيز حضور مسلحي «داعش» جنوبي البلاد، ووصفها بأنها تشويه للحقائق.

ونقلت وكالة «نوفوستي» أمس، عن المصدر قوله إن «تصريحات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تشوه الوقائع بكل وقاحة، فلم تكن هناك أي اتفاقات مع «داعش»، وما كان لها أن تتم أصلاً، كما ليس هناك ولم تحدث إطلاقاً أي عمليات لنقل عناصر «داعش» من مخيم اليرموك وحي التضامن والحجر الأسود نحو الجنوب، خلافاً لما تدعيه المفوضية».

وتابع المصدر: «خلال الفترة المذكورة، لم تجر إلا عملية إنسانية واحدة لإجلاء النساء والأطفال من هذه المناطق إلى إدلب مع نهاية شهر رمضان، وكان الغرض منها منع سقوط الضحايا بين المدنيين في منطقة مكافحة «داعش».

وحسب المصدر، فإن تصريحات المفوضية بشأن هجوم السويداء ليست إلا محاولة للتلاعب بالحقائق واتهام الحكومة السورية بالإسهام في تكثيف حضور «داعش» جنوب البلاد، في الوقت الذي تواصل فيه دمشق محاربة الإرهاب في أراضيها.

وأضاف: «شاهدنا أكثر من مرة عمليات لإجلاء الدواعش في إطار صفقات أبرمت معهم بوساطة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأكدت المفوضية من خلال تصريحاتها الأخيرة أنها تلعب في صفوف خصوم الحكومة السورية الشرعية».

وتابع: «يصدمنا أن يحاول موظفو المفوضية استغلال الأحداث الدامية في السويداء لتوجيه اتهامات باطلة للسلطات السورية، في الوقت الذي يستكمل فيه الجيش السوري بدعم من روسيا القضاء على الدواعش في وادي اليرموك».

ميدانياً، انتشر الجيش السوري في قرى شمال محافظة القنيطرة، عائداً إلى مواقعه التي كان ينتشر فيها ضمن منطقة فك الاشتباك في الجولان المحتل عام 2011.

ودخل الجيش السوري قرى جباثا الخشب وأوفانيا والحرية وطرنجة، إضافة إلى نقاط عسكرية عدة في محيط تل الحمرية وجباثا، وكلها تقع في المنطقة العازلة مع الجولان السوري المحتل.

وانتشار الجيش السوري جاء بعد تسلم السلاح الثقيل والمتوسط من الجماعات الإرهابية التي كانت تنتشر في المنطقة، وخروج الرافضين للتسوية إلى محافظة إدلب شمالي سورية، والبدء بتسوية أوضاع الباقين.

وكانت وحدات الجيش رفعت العلم الوطني السوري في جميع القرى المتبقية. وباتت القرى والبلدات المحاذية للشريط الجغرافي مع الجولان المحتل تحت سيطرة الجيش السوري عدا بلدتي بريقة وبئر عجم اللتين لا يزال العمل فيهما مستمراً على ترحيل ما تبقى من إرهابيي «جبهة النصرة» إلى مناطق أخرى، تمهيداً لعودة سكانها الأصليين الذين كانوا يسكنون المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى