دمشق تطلق خطة إصدار جديدة لجذب أموال المغتربين.. وموسكو تعمل معها على قدم وساق لترميم البنية التحتية

وافقت الحكومة السورية مؤخراً، على خطة لجذب أموال السوريين في الخارج، تتضمّن إصدار شهادات إيداع بالعملات الأجنبية في المصارف العاملة بعوائد تنافسية، لضخّها في الاقتصاد الوطني.

وقال وزير المالية السوري مأمون حمدان بهذا الصدد، إن الحكومة ناقشت المسألة وتم تحديد سعر الفائدة بشكل أولي عند 4.25 للإصدار الأول، مشيراً إلى أن أي شخص داخل سورية أو خارجها يمكنه إيداع أمواله من خلال شراء شهادات الإيداع.

ولاقى موضوع إصدار الشهادات اهتماماً ملحوظاً في الشارع السوري، حيث تساءل الكثيرون حول أهمية وجدوى نسب الفائدة وآليات الإيداع.

وأكد رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية عابد فضلية في تصريحات لـ»الوطن»، أن ما يتم تداوله حول شهادات الإيداع بالعملة الأجنبية، لم يتعد بعد مصادقة الحكومة على إصدار مثل هذه الشهادات من قبل «المركزي».

وحول تفاصيل الإصدار، أكد أنه في حال سمح للمغتربين السوريين في الخارج بالاكتتاب على هذه الشهادات عبر قنوات رسمية من خلال المركزي، سيقتضي ذلك السماح لهم بحرية إدخال وسحب إيداعاتهم بعد انتهاء آجالها بالطرق والقنوات الرسمية.

وأشار إلى أن تعليمات المركزي السوري يجب أن تتضمّن إجابات واضحة حول ذلك، وخاصة بصدد مَن يحقّ لهم الاكتتاب على هذه الشهادات في الخارج، وهل هم المغتربون السوريون ممن تتوافر لديهم الثبوتيات من إقامات وغيرها، أم يحقّ لغير السوريين الاكتتاب على هذه الشهادات؟

إلى ذلك، سلطت وزارة الدفاع الروسية الضوء على سير وحجم عمليات إعادة بناء البنية التحتية الأساسية في سورية.

وقال رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، في اجتماع للجنة تنسيق عودة المهجرين السوريين عقد أمس، قال إن عمليات واسعة النطاق لإعادة بناء البنية التحتية تجري حالياً في 5 محافظات سورية، وهي دمشق وحلب ودير الزور وحماة وحمص.

ويعمل الجانب الروسي مع الحكومة السورية على تجهيز المدارس ومحطات الكهرباء والمستوصفات والمخابز والمستشفيات المباني السكنية قبيل بدء العام الدراسي.

وتشمل عمليات الترميم والإصلاح 59 مركزاً سكنياً في المحافظات المذكورة، حيث تعمل السلطات على ترميم وإصلاح 46 مدرسة و19 روضة للأطفال و33 مخبزاً و28 محطة لضخ المياه و12 محطة فرعية لتوليد الطاقة و14 مركزاً طبياً و227 مبنى سكنياً.

وأكد المسؤول الروسي أنه تم إصلاح 123 منزلاً، فضلاً عن فتح وتشغيل روضتي أطفال ومدرسة ومحطة كهربائية خلال الأسبوع الماضي في البلاد.

وفي الفترة الأخيرة نجحت السلطات في إعادة بناء ما مجموعه 89 مركزاً طبياً و217 مؤسسة تعليمية، إضافة إلى إصلاح 273 كم من الطرق ومد 202 كم من خطوط نقل الطاقة الكهربائية وتشغيل 86 محطة كهربائية و72 محطة لضخ المياه ومجمعين للطاقة والوقود.

على صعيد آخر، رفضت هيئة ما يسمّى بـ «تحرير الشام» الطلب التركي أن تحل نفسها والاندماج ضمن الفصائل المهيأة لإدارة المناطق الخاضعة للنفوذ التركي، وهدّدت بقطع يد كل من يحاول مدّها إلى سلاحها.

وكان قد نشر في 2 آب الحالي تقريراً يتحدث عن الاندماج الجديد لكبرى الفصائل تحت مسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» الذي تم بضغط تركي لإجبار الهيئة على حلّ نفسها والاندماج ضمن الجبهة أو القضاء عليها عبر هذا التشكيل حفاظاً على ماء وجه تركيا أمام روسيا التي ترى أن وجود النصرة وحلفائها خطر على المدنيين في المحافظة ويسرع العمل العسكري للجيش السوري لحسم المعركة في إدلب.

وجاء رفض الهيئة على لسان القيادي البارز فيها مظهر لويس الذي طالب من يتحدث عن حل الهيئة بأن «يحلّ الأوهام والوساوس في عقله المريض»، وأن «قرار الهيئة بيد القائمين عليها».

وأشار لويس إلى أن الباب مفتوح لأي تعاون أو تنسيق أو حتى اندماج يكون فيه قرار من وصفهم بالمجاهدين مستقلاً وليس عبر إملاءات من هنا وهناك.

وتزامن رفض الهيئة مع شنها حملة أمنية واسعة في مناطق نفوذها بريف إدلب تقوم من خلالها باعتقال معظم المطالبين بالمصالحة مع الدولة السورية، وتقوم بتصفية حساباتها في المناطق الرافضة لوجودها عبر توجيه تهم موالاتهم للمصالحة.

وعبّر ناشطون عن مخاوف استغلال الهيئة أحاديث الناس عن المصالحة لتصفية حساباتها معهم ثأراً من المناطق التي خرجت ضدها في وقت سابق وطالبت بخروج الهيئة منها.

وتزامنت حملة الهيئة ضد مؤيدي المصالحة، بحملة مماثلة للجبهة الوطنية للتحرير وإعلانها حظر التجوال في عشرات القرى والمدن حتى إشعار آخر للقبض على من وصفتهم بـ»خلايا المصالحات».

ميدانياً، عثرت الجهات المختصة على أسلحة وذخائر متنوعة من مخلفات الإرهابيين في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي.

وذكر مصدر في حمص أنه خلال عمليات التفتيش عن مخلفات المجموعات الإرهابية في منطقة الحولة في الريف الشمالي عثرت الجهات المختصة على مستودع أسلحة وذخيرة من بينها رشاشات بى كى سى ورشاشات عيار 5ر14 مم وقناصات فال غربية الصنع وبنادق حربية وقنابل يدوية صهيونية الصنع وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة.

وعثرت الجهات المختصة خلال الفترة الماضية أثناء تمشيطها القرى والبلدات بريف حمص الشمالي على مستودعات أسلحة وذخائر بعضها غربي وصهيوني الصنع وشبكات من الأنفاق كان الإرهابيون يستخدمونها للتنقل بين أوكارهم في المنطقة والتسلل للاعتداء على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة.

وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في 16 أيار الماضي إعادة الأمن والاستقرار إلى 65 مدينة وبلدة وقرية بعد إرغام التنظيمات الإرهابية على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخروج من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.

وفي السياق، عاد أمس المئات من الأهالي إلى بلدة الحميدية في ريف القنيطرة بعد تحريرها وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين.

وذكر مصدر في القنيطرة أنه بعد استكمال وحدات الهندسة أعمال التمشيط وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في بلدة الحميدية عاد المئات من الأهالي إلى البلدة لتفقد منازلهم ومزارعهم التي دمّرتها المجموعات الإرهابية واتخذت منها منطلقاً لتنفيذ أعمالها الإجرامية.

وبعد انتشار الجيش السوري في النقاط التي كان فيها قبل عام 2011 وتأمينه القرى والبلدات التي كان الإرهابيون ينتشرون فيها دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إليها بالتوازي مع بدء المحافظة أعمال الصيانة للبنى التحتية وتقديم المساعدات الغذائية والصحية للمواطنين ريثما تعاود المؤسسات والجهات العامة أعمالها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى