عباس يجري اتصالات دولية على المستويات كافة بشأن العدوان على غزة.. ومصدر بالمقاومة يقول إن التصعيد انتهى والتطورات مرتبطة بسلوك الاحتلال

أجرى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اتصالات دولية على المستويات كافة بشأن التصعيد الصهيوني على قطاع غزة.

وقالت وكالة «وفا» الرسمية، إن عباس نوّه في اتصالاته إلى خطورة هذا التصعيد، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار.

واستشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة وأمها الحامل وأصيب 12 آخرون في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي شنّها الكيان الصهيوني منذ مساء الأربعاء طالت مختلف مناطق القطاع.

وأمس أصيب 18 مواطناً بجراح مختلفة مساء الخميس، جراء قصف مقاتلات الاحتلال مركزًا ثقافيًا غرب مدينة غزة.

وأفاد مصدر بإطلاق طائرات مسيرة 8 صواريخ على مبنى مؤسسة سعيد المسحال للعلوم والثقافة ثم عاودت طائرات حربية صهيونية قصفه بصاروخين ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.

وأشار إلى أن القصف أحدث دمارًا كبيرًا في منازل المواطنين المحيطة بالمركز.

بدورها أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 18 إصابة بجراح مختلفة إلى مجمع الشفاء الطبي جراء استهداف المركز.

ومركز المسحال أنشئ بتمويل خاص من رجل الأعمال سعيد المسحال، وهو أحد مؤسسي حركة فتح، وبه قاعات لعقد ندوات وحوارات سياسية وثقافية، إضافة لمكتبة ومسرح وقاعة عرض سينمائي.

ويولي المركز اهتماماً بتنمية الجوانب الثقافية بمفهومها السياسي والتعليمي والتدريبي، خصوصًا على مستوى الاهتمام بتطوير قدرات الشباب في مختلف المجالات.

ويضمّ بداخله مكتب للجالية المصرية والمركز الثقافي المصري في الطابق الرابع وصالة للمسرح مجهزة بالكامل.

وفي السياق، أكد مصدر كبير في المقاومة أمس الخميس، انتهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة. وقال: إن «المقاومة ردّت على جرائم العدو، وهذه الجولة انتهت، والتطوّرات الميدانية مرتبطة بسلوك الاحتلال».

فيما ردّت المقاومة على العدوان بقصف عشرات المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة بعشرات القذائف والصواريخ، والتي اسفرت عن إصابة عدد من المستوطنين ووقع أضرار ببعض المنازل.

بالتزامن، أعلنت كتائب القسّام أيضاً استشهاد أحد عناصرها في القصف الصهيوني، فيما أفيد باستهداف قوات الاحتلال والطائرات الحربية أنحاء مختلفة من القطاع وتركّزت الاعتداءات على حيِّ الزيتون ودير البلح وجباليا وبيت لاهيا والشجاعية.

كما وأكدت وسائل إعلام العدو إصابة 3 أشخاص أحدهما جراحه بالغة نتيجة سقوط صاروخ في مستوطنة «تلمي إلياهو» شمال غرب النقب، وقالت إنه «في جولة التصعيد الحالية، تدوي صفارات الغنذار للمرة الأولى في عسقلان».

وحتى ظهر أمس، سمعت صفارات الإنذار تدوي بمستوطنات غلاف قطاع غزة، وأطلقت القبة الحديدة قذائف لاعتراض صواريخ المقاومة، فيما قصفت طائرات الاحتلال مواقع عدة في جنوب ووسط وشمال القطاع.

وحسب الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، فإن أبرز المواقع التي استهدفتها: موقع رعيم. وهو مقر قيادة فرقة غزة لدى جيش العدو – قاعدة يفتاح – قاعدة زيكيم – موقع ناحل عوز – موقع إيريز – مستوطنة سديروت – كيبوتس ناحل عوز.

بدوره، قال الناطق باسم لجان المقاومة أبو مجاهد إن «العدو من بدأ وبادر بالعدوان وأوغل في دماء أبناء شعبنا الفلسطيني والمقاومة، وعليه سيدفع العدو ثمن جرائمه والتي كان آخرها مجزرة عائلة أبو خماش».

من جهتها، نشرت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مشاهد لقصف مستوطنة سديروت بصاروخ من نوع «107»، وأكدت الكتائب الاستمرار في الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل حتى لجم عدوان الاحتلال.

أما سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أكدت تمسكها بالردّ على كل عدوان ينفذه الاحتلال تثبيتاً لقاعدة القصف بالقصف.

وشدّدت على عدم السماح للاحتلال بتغيير قواعد المواجهة مهما كلّف المقاومة ذلك من ثمن.

وكان جيش الاحتلال قد رفع حالة الاستنفار في صفوف قواته المنتشرة في محيط القطاع وبعض الطرقات الرئيسية، وقال في بيان إن هذه الخطوة تأتي على خلفية تصريحات حماس ورصد إخلاء مواقع تابعة لها.

حماس أكدت أن «لا أثمان سياسية لرفع الحصار عن قطاع غزة ولا تنازل عن الحق في السلاح والمقاومة والوحدة بين الضفة وغزة».

كما قال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع إن «المقاومة الفلسطينية في حالة دفاع عن النفس وتقوم بواجبها في رد العدوان، وارتفاع وتيرة القصف الهمجي على غزة واستهداف المدنيين أمر مبيّت يتحمل الاحتلال تداعياته»، مؤكداً أن «الاحتلال سيدفع فاتورة ثمن جرائمه ولن ينجح في فرض أي معادلة على الأرض».

وقال إعلام العدو إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ترأس في مقر وزارة الجيش بتل أبيب جلسة لتقييم الأوضاع.

من جهة أخرى، شيّعت جماهير حاشدة جثماني الشهيدتين الطفلة بيان محمد خماش عاماً ونصف العام ووالدتها إيناس محمد خماش 23 عاماً الحامل في الشهر التاسع، واللتين استشهدتا في القصف الصهيوني الذي استهدف منزلهما في دير البلح وسط قطاع غزة الليلة قبل الماضية.

وهتف المشيّعون شعارات تطالب المقاومة الفلسطينية بالثأر لدماء الشهيدتين، وتناشد العالم وضع حدّ للإجرام الصهيوني بحق الأطفال والنساء في القطاع.

وارتقت بيان ووالدتها وأصيب والدها خلال قصف استهدف منزلهم وهم نيام، ضمن سلسلة غارات صهيونية استهدفت مناطق متفرقة في القطاع.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة أن الطواقم الطبية أجرت التدخلات الطبية لإنقاذ حياة الجريح محمد خماش والد بيان ، مشيرةً إلى أنه لازال تحت العناية السريرية الفائقة في مستشفى شهداء الأقصى.

كولومبيا تعترف بدولة فلسطين

أعلن رئيس كولومبيا المنتهية ولايته خوان سانتوس، الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن القرار اتخذ بالتوافق مع الرئيس الكولومبي المنتخب إيفان دوكي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، تسلم من الرئيس سانتوس وبحضور وزيرة خارجيته ماريا انهيلا هويجين، رسالة رسمية موقعة من وزيرة الخارجية باعتراف «جمهورية كولومبيا بدولة فلسطين».

وأبلغ الرئيس سانتوس المالكي أن هذا الاعتراف هو قرار مستحقّ وضرورة واجبة من كولومبيا، مؤكداً أنه تباحث مع الرئيس المنتخب الذي أكد موافقته على القرار، كما أكدت وزيرة الخارجية أنها حصلت هي الأخرى على موافقة وزير الخارجية الجديد.

وجاء الاعتراف قبل أيام من انتهاء ولاية الرئيس سانتوس، وقبل تسلم الرئيس المنتخب دوكي منصبه.

وكولومبيا الدولة الوحيدة في قارة أميركا الجنوبية التي امتنعت عن الاعتراف بدولة فلسطين. وبهذه الخطوة تكون كل دول أميركا الجنوبية اعترفت بدولة فلسطين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى