ثورات بركانية مدمّرة «أنقذت» الحياة على الأرض

توصلت دراسة جديدة إلى أن البراكين الضخمة التي لديها القدرة على تدمير البشرية، ساهمت في ازدهار الحياة قبل مليارات السنين.

وأدّت الانفجارات الكارثية إلى انبعاث الأوكسيجين في الغلاف الجوي، ما أوجد طبقة الأوزون التي وفّرت الحماية للكائنات الحية من الإشعاع المنبعث من الشمس.

ويمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى طرق أفضل للتنبؤ بالثورات البركانية المدمّرة التي تسبّب أسوأ الكوارث بالعالم أجمع.

ووجدت الدراسة، التي أجريت على بركان كيلوا في هاواي، والذي دمّر مئات المنازل عندما انفجر في وقت سابق من هذا العام، أنه عندما ترتفع الفقاعات إلى السطح وتصبح كبيرة، تبدأ بالخمود ويفقد الغاز الاتصال مع الصهارة ويصبح أكثر أكسدة مما كان يُعتقد سابقاً، مع ظهور نسب أعلى من ثاني وأول أكسيد الكربون.

ويقترح الباحثون أن يؤخذ هذا التأثير في الحسبان، عند استخدام قياسات الغاز للتنبؤ بالتغيرات الكبرى في النشاط البركاني. وعندما ترتفع الصهارة إلى السطح، تصبح المياه فقاعات، ما يؤدي إلى زيادة الضغط. ولا يمكن نفاذ الضغط من خلال الصهارة السميكة والبطيئة، وبالتالي يتراكم قبل الانفجار بعنف.

وقالت الدكتورة تمار الياس، وهي معدّة مشاركة من مرصد البراكين في هاواي: «تُعتبر قياسات الغاز مهمة لتقييم الأخطار. وإن تحسين فهمنا للكيفية التي تتصرّف بها الصهارة أسفل البركان، يسمح لنا بتفسير ملاحظاتنا بشكل أفضل».

وقال المعدّ المشارك في الدراسة برونو سكيللت، من جامعة Orleans في فرنسا، إن «الانبعاثات البركانية في الماضي العميق للأرض، ربما جعلت الغلاف الجوي أكثر أكسدة. وسهّل الجو الغني بالأوكسيجين، عملية ظهور الحياة على الأرض من خلال توليد طبقة الأوزون التي توفر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة».

وقام قائد الدراسة، كلايف أوبنهايمر، أستاذ علم دراسة البراكين في جامعة كامبريدج، بقياس تركيبة الغازات المنبعثة من كيلوا، خلال الفترات الأكثر نشاطاً في عام 2013.

وباستخدام جهاز المسح، وجد الباحثون أن المواد الكيميائية تغيّرت اعتماداً على حجم فقاعات الغاز التي ترتفع إلى السطح، ما يوفر الأمل في درء التهديدات المتوقعة من بعض البراكين.

وترصد انبعاثات الغاز بصورة روتينية في مواقع البراكين حول العالم، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت. وتتزايد الدلائل حول قدرة التركيب الكيميائي للصهارة على التنبؤ بكيفية انفجار البركان.

ديلي ميل، Nature Geoscience

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى