مختصر مفيد مضيق هرمز هو القضية

قبل عشر سنوات ذهبت واشنطن في عقوباتها إلى الحد الخانق لإيران وراهنت على الوضع الداخلي الإيراني عبر حراك يقوده الإصلاحيون مستفيدين من الضغط الاقتصادي لرفع شعارات تدعو لتعديل سياسات إيران الداعمة لقوى المقاومة وشهدت طهران ومحافظات إيرانية عديدة تظاهرات حاشدة تهتف لوقف دعم المقاومة ووقعت صدامات وانتهى الأمر بتأقلم إيران مع العقوبات وامتصاص التحركات واحتواء التظاهرات ومواصلة المسيرة.

يومها رفعت إيران معادلة إغلاق مضيق هرمز ما لم تتمكن إيران من بيع نفطها والحصول على المال والعملات الصعبة. مقابله فظهرت دبي أمامها كنافذة مفتوحة أدركت أنها مخرج أميركي مدروس في ظل العقوبات تفادياً لإغلاقها مضيق هرمز. وكان في الحكم في البيت الأبيض المحافظون الجدد وجورج بوش. وكان الرهان قد بدأ على تغيير كبير في المنطقة يبطل أهمية إغلاق مضيق هرمز قبل العودة إلى العقوبات المشددة كي تفعل فعلها.

كانت الحرب على سورية هي الوصفة البديلة لهرمز بخطوط أنابيب نفط وغاز تنقل موارد الطاقة من الخليج إلى المتوسط دون المرور بهرمز وفشلت الحرب، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل عشر سنوات. فماذا سيفعل الأميركيون اليوم سوى ما فعلوه بالأمس ويتدبّرون نافذة بديلة لدبي تفتح امام طهران تفادياً لإغلاق هرمز.

هل العناد التركي برفض العقوبات الأميركية ومواصلة شراء الغاز الإيراني والتعامل مع المصارف الإيرانية مجرد موقف تركي نابع من المصلحة أم هو أيضاً تلك النافذة التي مثلتها دبي قبل عشر سنوات تحت العيون الأميركية؟.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى